Main

13. The Assyrians - Empire of Iron

In the lowlands of Northern Iraq, a series of enormous cities lie crumbling in ruins... In this episode, find out about one of the most remarkable ancient civilizations: the society known today as the neo-Assyrian Empire. Discover how the Assyrians built their empire out of the ashes of the Bronze Age, and built an empire of iron that lasted for centuries. Explore the extraordinary flourishing of art and technology that they fostered. And finally, discover what happened to cause their final, devastating collapse. ** Fall of Civilizations the book is now available to pre-order: linktr.ee/fallofcivilizations ** If you enjoy Fall of Civilizations, consider supporting the show today: https://www.patreon.com/fallofcivilizations_podcast CREDITS: Sound engineering by Alexey Sibikin Readings: Hebrew - Rabbi Yaakov Wolbe Ancient Greek - Pavlos Kapralos Historical consultant - Dr. Ellie Bennett, University of Helsinki Voice actors: Mustafa Raee Peter Walters Lachlan Lucas Carson Wishart Nick Denton Rhy Brignell Annie Kelly Lou Millington Jake Barrett-Mills - Colourisations of Assyrian carvings by Jeramy Smith: https://www.progenitorstudios.com/ - 3D reconstructions of Assyrian cities by Kais Jacob Ishak. - Photography of antiquities by Osama Shukir Muhammed Amin FRCP(Glasg), CC-BY-SA 4.0 via Wikimedia Commons and World History Encyclopedia. - Drone photography of Mosul and Ashur by Mohaymn Al Wasmi: https://www.instagram.com/mohaymn9/?hl=en

Fall of Civilizations

2 years ago

في عام 401 قبل الميلاد ،في ذروة الفترة المعروفة باسم العصر الذهبي اليوناني ، أمير فارسي يدعى سايروس الأصغر كان يخوض حربًا أهلية مريرة ضد أخيه ، وكان يحاول الاستيلاء على عرش بلاد فارس. لمساعدته في هذه المعركة ، استأجر جيش من المرتزقة معظمهم جنود يونانيين ؛ 10000 رجل سافروا الطريق الطويلة إلى بلاد فارس للقتال نيابة عنه. وكان من بينهم الكاتب اليوناني و المغامر الذي يدعى ب زينوفون، وكتب فيما بعد عن هذه الرحلة في عمله أناباسيس. التقى زينوفون ورفاقه بجيش العدو الفارسي في معركة كوناكسا ، على ضفاف نهر
الفرات ، واثبتوا للأمير الفارسي سايرس انه وضع امواله بالمكان الصحيح. ضربت القوات اليونانية الثقيلة الفرس و أجبروهم على التراجع وحققوا انتصارًا للرجل الذي وظفهم ولكن عندما تلاشى غبار المعركة ، سمعوا الأخبار السيئة. لقد تم قتل سايروس الأصغر ، يبدو أن جنديًا شابًا قد اطاح به من حصانه . مات معه ادعاءه بالعرش وانتهت الحرب. بالنسبة لليونانيين ، لا بد أن هذا كان مفجعًا. كانت رحلتهم الطويلة وانتصارهم بالمعركة وكل تضحياتهم من أجل لا شيء. كما قتل جنرالهم تم أسر جميع كبار قادتهم ، مما تركهم بدون زعيم وتقط
عت بهم السبل في وسط أرض أجنبية. الآن زينوفون وما تبقى من ال 10000 رجل أن يجدوا طريقهم إلى وطنهم في اليونان. كانوا يعلمون أن طريقهم الوحيد هو البحر الاسود الذي يقع بعد صحراء شاسعة تعرف اليوم على انها العراق. كانوا خائفين. كان لديهم القليل من الإمدادات وجيش العدو كان يلاحقهم. على عجل لقد انتخبوا بعض القادة من بينهم ، وكان زينوفون أحدهم. قال لرجاله أن يرميوا كل ما يحملونه ، للتخلص من الوزن من أجل ان يسبقوا أعدائهم. لذلك ، تراشقوا عبر الصحاري وبين أراضي الأنهار الخصبة المليئة بالنخيل, لاحقيين بمجر
ى نهر دجلة شمالا. أثناء فرارهم بهذه الطريقة عثروا على شيء يجب أن تجعلهم يتوقفون في مساراتهم. لقد كانت الاثار الهائلة المتراكمة لمدينة مهجورة تماما ومليئة بالآثار الشاسعة للمباني القديمة. كانت هذه المدينة أكبر من أي شيء رآه زينوفون في وطنه في اليونان ، وبعد ذلك كتب عن هذا الاكتشاف في عمله أناباسيس. واصل اليونانيون مسيرتهم دون أي إزعاج خلال ما تبقى من اليوم ووصلوا إلى نهر دجلة. كانت مدينة كبيرة مهجورة. الجدار كان عرضه 25 قدمًا وارتفاعه 100 قدما وكان دائر الجدار 11 كيلومتر. وقد بني من الآجر الطي
ني الذي يرتكز على أساس حجري بارتفاع ستة أمتار. بالقرب من هذه المدينة كان هرم من الحجر ، بليثورا في العرض وبليثوريتان في الارتفاع. (بليثورا وحدة قياس يونانية قديمة) على هذا الهرم كان العديد من البرابرة الذين فروا من القرى المجاورة. لكن زينوفون لم يكن لديه وقت للبقاء. كان الفرس المطاردين وراءهم مباشرة ولم يستطع توفير أي وقت لاستكشاف الأنقاض. فأكملوا مسيرتهم لاحقيين بمسار النهر شمالا. ولكن بعد ذلك بيوم أو يومين فقط ، عثر اليونانيون على اثارا آخرى ، هذه الاثار أكبر وأكثر إثارة للإعجاب ، وتحيط بها س
لسلة هائلة من الجدران المتداعية. سار الإغريق مسافة 34 كيلومترًا إلى حصن كبير ، مهجور ومستلقي في حالة خراب. كان أساس جداره مصنوعًا من حجر مصقول ، مليء بالقذائف. كان عرضه 15مترًا وارتفاعه 15 مترًا. على هذا الأساس تم بناء جدار من الطوب 15 مترا في العرض و 30 مترا في الارتفاع ، وكان دائر الجدار 30 كيلومترا. مرة أخرى ، لم يكن لديهم وقت للتوقف ، لكن من الواضح أن مشهد تلك الأثار المتهالكة الوحيدة أثرت على زينوفون. لعدة أيام بعد ذلك ضل يسأل الناس المحليين الذين التقى بهم من الذي بنى هذه الإنشاءات الها
ئلة لوحدها هكذا في الصحراء. لا أحد استطاع أن يخبره أي شيء ويبدو أنه لا احد حتى عرف أسماء هذه المدن العظيمة. أعتقد بعض الناس أنه ربما تم بناؤها من قبل الميديين وهم أناس احتلوا المنطقة في ذاك الوقت. وروى آخرون قصصًا خيالية على ان الآلهة انزلوا النار والرعد لتدمير هذه الجدران القديمة ، وقتل كل من عاش بها. اليوم ، نعرف أسماء هذه المدن ، ويعتقد أن زينوفون في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد ، كان أول شخص عثر عليهم وكتب عنهم. كانت هذه مدينتي نمرود و نينوى. في الوقت الذي عثر فيه زينوفون على هذه الأنقا
ض منذ ما يقرب من ألفي عام ونصف, كانت الحجارة الأولى لمعبد البارثينون في أثينا قد وضعت قبل 50 عامًا فقط. الكولوسيوم في روما لن يتم بناؤه لمدة 500 عام أخرى. لكن مدينة نينوى كانت بالفعل أثار قديمة منذ أكثر من قرنين. (القرن = 100 عام) ازدهرت هذه المدينة العظيمة ، ونهضت لتصبح عاصمة شاهقة وموطنًا لمئات الآلاف من الناس. وقد أنجبت بعض من أجمل فن وعمارة العالم القديم ، ثم سقطت مرة واحدة في الغبار. بالنهاية زينوفون ورجاله نجحوا بالعودة إلى اليونان ، وعندما كتب مذكراته ، أولى اهتمامًا خاصًا لـ تلك اللحظات
عندما نظر إلى الصحراء التي اجتاحتها الرمال ، نبتت الحشائش بين الطوب المتهالك ومع هبوب الريح بين شعره و الذي شد ثيابه. في تلك اللحظات ، يجب أن زينوفون قد سأل نفسه من هم هؤلاء الناس؟ من بنى مثل هذه المدن الشاسعة هنا في الصحراء؟ كيف يمكن لمثل هذه المدينة العظيمة أن تختفي تماما تحت الرمال؟ إذا كان الكثير من الناس قد عاشوا هنا ما يمكن أن يكون بحق العالم قد حدث لهم؟! الأشوريون حضارة الحديد اسمي بول كوبر وأنت تستمع إلى بودكاست "سقوط الحضارات". في كل حلقة ألقي نظرة على حضارة من الماضي, ارتفعت إلى ا
لمجد ثم انهارت في رماد التاريخ أريد أن أسأل ما المشترك بين هذه الحضارات؟ ما الذي أدى إلى سقوطهم؟ كيف سيكون الشعور اذا كنت شخصا على قيد الحياة في الوقت الذي شهد فيه نهاية عالمه؟ في هذه الحلقة ، أود أن ألقي نظرة على واحدة من أكثر الحضارات القديمة روعة. المجتمع المعروف اليوم باسم الإمبراطورية الآشورية. أريد أن أكتشف كيف بنى الآشوريون إمبراطوريتهم من رماد العصر البرونزي وبنوا إمبراطورية من الحديد استمرت لقرون. أريد أن أوضح كيف توسعت وتطورت لتصبح ربما أول قوة عسكرية عظمى بالعالم ، وكذلك تبني ازدهار
غير مألوف من الفن والتعلم. أخيرًا ، أريد أن أحكي قصة ما حدث الذي تسبب في انهيارهم النهائي المدمر. في هذه الحلقة ، نعود لأول مرة إلى أطار رأيناه من قبل في الحلقة 8 عن السومريين. هذه هي الأراضي الصحراوية القاحلة لميسوبوتاميا. (ميسوبوتاميا تعني بلاد الرافدين) ميسوبوتاميا هي سهل فيضان شاسع. لملايين السنين ، أراضيها كانت تروى من قبل نهرين عظيمين. نهر دجلة ونهر الفرات. هذه المجاري المائية العظيمة تتدفق جنوبا من جبال تركيا وتجلب كميات هائلة من الطمي معها. إذا كنا سنحلق عالياً فوق سطح الأرض ، فسنر
ى هذين النهرين كخطوط خضراء زاهية تتسلل عبر الأرض المتربة. يشكل نهرا دجلة والفرات ذراعا لمعلم جغرافي يعرف باسم الهلال الخصيب. هي منطقة من اراضي شكلها يشبه شكل نصف قمر تمتد من مستنقعات جنوب العراق وشمالا حتى الأنهار الغنية بالطمي ، ثم غربا إلى الساحل الرطب لسوريا. يستمر الهلال الخصيب جنوبا عبر أراضي لبنان الجبلية ، ولأسفل حتى ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​ل فلسطين ومصر ، يسقيه نهر النيل ودلتاه الغنية. محاط بالجبال العالية والغادرة من الشمال والشرق ويلاصقه البحر الأبيض المتوسط ​​في الغرب ، وصحاري
شبه الجزيرة العربية من الجنوب أدى هذا الممر الكاسح إلى إنشاء البيئة التي فيها أول و اعظم مجتمعات العالم قد أنتفضت. بالنسبة لنا ، تبدو الإمبراطورية الآشورية وكأنها من بقايا الماضي البعيد ، لكن الأمر يستحق أن نذكر أنفسنا أن العالم كان قديمًا بالفعل بالنسبة لهم. أقدم المستوطنات في هذه المنطقة ، مثل تلك الموجودة في غوبكلي تبه و جاتال هويوك قديمان حقًا ، يتراوح عمر كل منهما بين 12000 و 9000 عام. إنها من أول الأدلة التي لدينا على عيش البشر في مجتمعات كبيرة بعد نهاية العصر الجليدي. لكن الآشوريين كان
لديهم بشكل مثير للأعجاب وعيا غنيا بتاريخهم القديم والجذور الثقافية الخاصة بمجتمعهم. منذ اختراع الكتابة من قبل السومريون حوالي عام3200 قبل الميلاد ، كان البشر ينقلون معارفهم من جيل إلى جيل ، ومن الصعب وصف مدى قوة ذلك. احتفظ الآشوريون بذكرى العديد من ملوك الإمبراطورية العظيمة السومرية ، تبجيلهم كأبطال شبه أسطوريين. وكان من بين هؤلاء البطل الأسطوري جلجامش الذي قتل الوحوش وذهب في محاولة لإيجاد سرالحياة الأبدية. لا يزالون يروون قصصًا عن الملك الأكادي سرجون العظيم الذي بالنسبة لللآشوريون اللاحقون
، قد عاش قبلهم بما يقرب الألفي عام. بالنسبة لهم ، كان سرجون بعيدًا في الماضي مثل بُعد يوليوس قيصر بالنسبة لنا. ولكن اسمه كان لا يزال على شفاههم. ما زالوا يروون قصصًا عنه وكتبوا عنه واستلهموا منه ، كما يظهر هذا النص الآشوري الأوسط المسمى ب سرجون ملك المعركة. بينما كان سرجون يسكن في الأرض كان أبطاله معه اختار اثني عشرمنهم. جال بجيشه عبر اراضي شجرة التنوب. غزا جبل الارز. أخذ من أجل سلاحه صاعقة إلهه. مثل السومريين من قبلهم ، رأى الآشوريون أنقاض مدن قديمة متناثرة في اراضيهم ، وطوروا قصصًا لشرح أصل ه
ذه المدن. لقد اعتقدوا أن طوفانًا عظيمًا قد حدث في جميع أنحاء العالم ، وأن أكوام الخراب من الحجر و الطوب هي بقايا هذا الحدث القديم المدمر. لذلك أعتقد أنه من الجدير تذكير أنفسنا منذ البداية ان الاشوريون لم يعتبروا أنفسهم كما نعتبرهم نحن كواحدة من أوائل الحضارات في فجر تاريخ البشرية ، ولكن كشعب متحضر في طليعة تقدم الجنس البشري انتاج خط طويل وقديم ، وتتويجا لكل ما استطاعت البشرية القيام به. منذ سقوط الإمبراطورية السومرية ، أصبحت اللغة الأكادية هي لغة المنطقة الأكثر شيوعًا ، لتحل محل اللغة السومري
ة القديمة المدن التي كانت في يوم من الأيام جزءًا من الإمبراطورية السومرية قد انفصلت عن بعضها. لقد كانوا الآن كوكبة فضفاضة من مدن مستقلة منتشرة على ضفاف نهري دجلة والفرات. كان لكل مدينة ملكها الخاص وجيشها الخاص واله خاص. كما رأينا في الحلقة 8 ، بالنسبة لأغلب تاريخ المنطقة المبكر، كان الأكاديون كمثل الشريك الأصغر لأبناء عمومتهم السومرين. ولكن الآن مع انهيار سومر, فهذه المدن الأكادية في الشمال أصبحت حرة أخيرًا, وانطلقوا في طريقهم الى الرحلات الخاصة بهم. واحدة من هذه المدن كانت مدينة آشور. كانت آش
ور محتلة منذ على الأقل سنة 2500 ق.م تأسست في ذروة الحكم السومري على ضفة نهر دجلة شمال العراق ، في منتصف الطريق بين ما هو الان مدينتي تكريت و الموصل. ربما كانت آشور من اوائل المدن التجارية. كان من الممكن أن تكون مدينة من الخيام والمنازل المبنية من طين النهر ومسقوفة بالقصب. روائح الماشية ودخان الخشب انجرفت في شوارعها الموحلة، وبأصوات الناس ورفرفة أوراق النخيل ربما قد تم بالفعل حفر القنوات الأولى لري حقولها. كان مكانًا متواضعًا جدًا في أيامه الأولى ، وسيكون من الصعب تخيل الإرث المجيد الذي سيبنيه
شعبها يوما ما. طوال الفترة السومرية ، لقد كان أداء آشور جيدًا ، ويرجع بعض هذا إلى مزاياها الطبيعية. كان تقع على منحنى نهر دجلة الذي يحميها من الجانبي الشمالي و الشرقي وقام من بناها بتحسين دفاعاتها الطبيعية بنظام جدران مدعمة قوية جعلتها حصنًا قويًا. كانت أنهار ميسوبوتاميا شريان الحياة لهذه الاراضي. كانوا يأتون بالمياه للشرب و ري الحقول ولكن بهذه الاراضي الصعبة قد عملت أيضًا كطرق سريعة يمكن للتجارة على طولها التنقل على متن الزوارق والسفن. منحوتات ذلك العصر تظهر قوارب طويلة مزودة بمجاديف تبحر
فوق المياه البنية للأنهار تحمل القمح والشعير والنحاس والقصدير وكذلك الأخشاب الفاخرة والحجر من الشمال. كنقطة توقف حاسمة على طول النهر (يقصد آشور) سرعان ما نمت آشور لتصبح مكانًا ثريًا. تظهر الدراسات أنه بحلول الألفية الثانية اغلب منازلها كانت عبارة عن قصور واسعة. أصبح من الشائع للعائلات الثرية الاحتفاظ بخزائن تحت طوابقهم لإخفاء العديد من الأشياء الثمينة ؛ مجوهرات مصنوعة من الذهب والنحاس المصقول والمرصع بأحجار شبه كريمة مثل الكارنيليان والعقيق واللازورد الأزرق اللامع. كما كشفت الحفريات عن عشرات ا
لمكتبات ودور المحفوظات في المدينة ، حيث تم تخزين النصوص المكتوبة بخط مسماري على ألواح طينية ، وهو مؤشر واضح على مدينة تفيض بالثروة. كانت عائلات آشور الثرية أيضًا تتبرع بسخاء للمنظمات الدينية وستصبح المدينة موطنًا لـ ليس اقل من 34 معبدًا للآلهة المختلفة التي يعبدها جميع شعب ميسوبوتاميا آلهة مثل إله الشمس شمش و إله القمر سين ، إله العاصفة أداد ، عشتار إلهة الحب والحرب ، وطبعا ملك الآلهة إنليل. يمكننا تخيل المشي في شوارع المدينة في ذاك الوقت وسماع التعويذات التي تخرج من ابواب المعابد وتتداخل في ا
لهواء الساخن ، يتنافس كهنة الآلهة المختلفة للحصول على الانتباه في المدينة المزدحمة ، قرع الأجراس ودق الطبول والغناء الترانيم. قد تكون المواكب الجنائزية قد طفت وهم يرددون شعرًا مثل هذه الترنيمة التعبدية الناجية إلى الإله البابلي مردوخ. الرجل الراحل بالمجد ، لتتألق روحه مشعة مثل النحاس. لهذا الرجل ليعطي الابن الحياة ، ومردوخ ، ابن الجنة الأكبر امنحيه مسكنًا للسعادة. كما قدمت المعابد خدمات للمرضى. إذا زرت معبد عشتار وأنت مصاب بمرض ، فمن المحتمل أنك ستسمع شيئًا مثل هذه الصلاة يلقيها عليك أحد كهنته
ا. اربطوا الرجل المريض بالجنة لانه ينتزع من الارض. الرجل الشجاع الذي كان قويًا جدًا ، تلاشت قوته. في هيئته الجسدية يرقد مريضا بشكل خطير، ولكن عشتار التي في مسكنها حزينة عليه ، تنزل من جبلها الذي لم يصله رجل قط تأتي إلى باب الرجل المريض. قريبًا ، مثل معظم مدن هذا الوقت طورت مدينة آشور إلهًا خاصًا بها. في الواقع ، أصبحت المدينة إلهًا بحد ذاتها. في النظم الدينية لبلاد ما بين النهرين كان للآلهة والمدن علاقة حميمة وعلاقة متشابكة أدت الآلهة في هذا الوقت العديد من الواجبات التي يقومون بها لنا اليوم. يم
كن استدعاؤها في أوقات الحاجة أو يقدمون لها الذبائح لدرء الشر. ولكن في هذا الوقت كان لكل مدينة إله, مثلما لكل فريق رياضي تميمة (جالب حظ). كان يعتقد أن الإله حرفيا يعيش في اعلى غرفة في معبد المدينة غالبًا في تمثال مخصص لهم. إذا زرت مدينة أخرى للعمل ، كان من المعتقد انه من الصواب تقديم قربان لإله تلك المدينة أثناء قيامك بذلك وإذا خاضت مدينتان حربًا ، يُعتقد أن آلالهة ايضا تحرب بعضها في السماء كما كانت جيوشهم تتقاتل على الأرض. كلما نجحت المدينة ، زادت القوة التي يُفترض أن إلهها يمتلكها. مع ازدياد
أهمية مدينة آشور ، أطلق سكانها اسم إله المدينة على اسمها وهكذا ولد الإله آشور. أقيمت المعابد الكبرى لهذا الإله الجديد ، ومع ازدياد قوة المدينة ارتفعت عبادة آشور لتصبح أسمى شكل من أشكال الدين لشعبها. اتخذ هذا الإله بسرعة رموز جديدة وأيقونات. أصبح يعتقد أنه رجل يرتدي رداء ويضع تاجا ويمسك القوس ، وغالبًا ما يظهر في المنحوتات في مركز قرص مجنح يطل على العالم والمدينة الذهبية فوقها التي يرأسها. كما نمت ثقة من عبدوا آشور أصبح منصب إنليل كملك الآلهة ، وهو المنصب الذي كان محتجزًا لألف عام ، كان في خ
طر. على مدى القرون التالية ، استولى الإله آشور على زوجة إنليل ، الإلهة نينليل وابناه نينورتا وزبابا. كان آشور وليس إنليل هو الاله الأسمى لأهل هذه المدينة. وسرعان ما أصبح أهل مدينة آشور يُعرفون بأشورايا ، لكننا اليوم نسميهم اشوريين. مثل العديد من المدن القوية في هذه المنطقة على مدار الألفية القادمة أو نحو ذلك ، قام الأشوريون في مدينة آشور بعدة محاولات لتأسيس مملكتهم الخاصة ونجحوا في عدة من هذه المرات. ملك عظيم يدعى شمشي أداد حكم في نهاية القرن التاسع عشر قبل الميلاد ، واستولى على مناطق واسعة خا
رج آشور, مما اعاد الى المدينة ثروة كبيرة. في عهده بنى شعب آشور قصرا ملكيا كبيرا وتم أضافة لمعبد الإله آشور الزقورة وهو برج متدرج ضخم كان في العصر البرونزي يمثل بيان عضوية المدينة في نادي النخبة والقوة. لكن هذا الازدهار المبكر للسلطة الآشورية تم القضاء عليه من قبل القوة المنافسة القادمة من بابل، وهي مدينة قوية في الجنوب ، أسست إمبراطوريتها الخاصة تحت حكم الملك الشهير حمورابي. كان هذا هو مصير شعب آشور في معظم الألفية الثانية قبل الميلاد. كانوا قادرين على النهوض قليلاً قبل أن تبتلعهم سمكة اكبر. تم
طيهم في إمبراطوريات بابل و الميتاني والحثيين ، وعادة ما يقضون قرنًا أو نحو ذلك كملكية قبل أن يطردوا ملاكهم ويذهبوا بمفردهم مرة أخرى. ولكن طوال هذا الوقت ، كان هناك ازدهار للثقافة الآشورية. نجت قصيدة ملحمية واحدة معروفة اليوم باسم ملحمة توكولتي- نينورتا ، من هذا الوقت. وهو يمجد الفتوحات العسكرية الآشورية في الجنوب ويضع نموذجًا لـ كيف يجب أن يتصرف الملك الآشوري المثالي ، ويحتوي أيضًا على رؤية لروح الحرب الشرسة للآشوريين. اندفعوا إلى الأمام بقوة إلى المعركة دون أي دروع. لقد جردوا درعهم وتخلوا
عن ثيابهم لقد ربطوا شعرهم ولمعوا اسلحتهم. رقص الرجال الشجعان الأبطال مع الاسلحة المشحوذة. قاموا بقتال بعضهم البعض مثل الاسود المكافحة. وعيونهم تلمع. تحومت الأجسام في زوبعة في القتال. الموت في يوم عطشه ، ينهارأمام المحارب. ولكن مع اقتراب الألفية الثانية قبل الميلاد من نهايتها حوالي 1200إلى 1150 قبل الميلاد سيواجه الآشوريون تحديًا ذو ضخامة مذهلة . الفترة التي تلت ذلك قد خلدت في التاريخ باسم انهيار العصر البرونزي. كما رأينا في الحلقة الثانية ، لأسباب ما زلنا لا نفهمها تماما فإن موجة من الدمار سرع
ان ما ستجتاح هذه المنطقة. جحافل من القوة الغامضة المعروفين باسم شعوب البحر. سوف يهبطوا على شواطئها. ستنتشر المجاعة من مدينة إلى أخرى. هذا الدمار من شأنه أن يجرف حضارات بأكملها عن الخريطة ، ولا تترك فعليًا أي مدن مأهولة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. ظهر مجتمعان عظيمان فقط على الجانب الآخر من هذا الدمار. مجتمع كان مصر. كما رأينا في الحلقة الثانية ، قد تمكن المصريون من إيقاف شعوب البحر في كمين جريء على المياه في دلتا النيل, وحافظوا على تماسك مجتمعهم. والآخر كان آشور. نجوا من خلال الانسحاب من
فتوحاتهم الاخيرة والاحتفاظ فقط بتلك الأراضي التي كانت ضرورية لإبقاء طرق التجارة مفتوحة. انسحبت مرة أخرى إلى مدينة قلبها ونجت في شكل متضائل. ولكن مع انتهاء موجة الدمار ، كانت التحديات التي واجهتها آشور كما يروي المؤرخ جورج رو. قرب نهاية القرن العاشر قبل الميلاد ، كانت بلاد آشور في أدنى مستوياتها. اقتصاديا كان الانهيار وشيكًا. فقدت كل ممتلكاتها غرب دجلة ، شريانها الحيوي الممثل بطرق التجارة العظيمة التي تمر عبر الجبال كانت في اراض أجنبية. سكان الجبال المعاديين لم يحتلوا فقط مرتفعات زاغروس ولكن
ايضا سفوح الجبال نزولاً إلى حافة وادي نهر دجلة بينما نصبت القبائل الآرامية خيامهم تقريبًا على أبواب آشور. في هذا الوقت ، كانت المنطقة الأشورية تتكون فقط من شريط من الاراضي على طوا نهر دجلة محاطيين من جميع الجهات بأعداء مصممين. ولكن كان هناك أيضًا أشياء يجب أن يكونوا شاكرين لها. لأحد هذه الأشياء بدا ان أعداء آشورغير قادرين على الاتحاد. في جزء كبير من هذا التاريخ ، كرهوا بعضهم البعض بقدر كرههم لـ الأشوريون هذا من شأنه أن يكون حاسما لبقاء الأشوريون. في سهول العراق المنبسطة ، كانت آشور بلا حدود
او دفاعات طبيعية. من أجل بقائها اعتمدت على حقيقة انه يمكن التعامل مع أعدائها كل واحدًا على حدا. يمكن للجيش الآشوري القوي أن يسير في اتجاه ثم الآخر ويحطم الأعداء واحد تلو الأخر والملوك اللاحقون سيفعلون كل ما في وسعهم لضمان ذلك استمرار ذلك الحال. كانت المدن الرئيسية في آشور أيضًا بمنأى عن كارثة انهيار العصر البرونزي وقد واصلوا إنتاجهم الاقتصادي طوال الأزمة. كان لا يزال لدى آشور عربات وخيول وأسلحة. وقد وصلوا الى الحديد ,المعدن الجديد الذي تم استخدامه للاحتفال و الزخرفة لقرون, ولكنها كانت مجرد بدا
ية لاستخدامه في صنع الأسلحة و الدروع. إدخال الحديد يعني انه لم تعد الدولة الآشورية تعتمد على الإمداد الهش للنحاس الذي جاء إليهم عبر الجبال من مناجم أفغانستان البعيدة. يتواجد الحديد في قشرة الأرض أكثر بعشر مرات من وجود النحاس ، يمكن العثور عليها في أي مكان تقريبًا. تم تدريب محاربي آشور بسبب سنوات من القتال المستمر ، وأصبحوا الآن من بين الأفضل في العالم. ولعل الأهم من ذلك أن خط الخلافة الملكية لم يتم كسره لاكثر من 200 عام أي أن ملوك أشور اعتمدوا على شرعية قديمة وغير متنازع عليها أمام شعبهم في ه
ذه المنطقة في ذلك الوقت لا يوجد دولة غيرها يمكنها ان تقول هذا. لملك آشوري واحد على الأقل لابد انه بدا واضحا انه إذا تمكنت أشور فقط أن تنتهز فرصتها فأنها ستصبح قوة لا مثيل لها من قبل. كان اسم ذلك الرجل تيغلاث بلصر الاول. اعتلى العرش سنة 1114ق.م. كان ابن حاكم قاسٍ اسمه آشور رشا إيشي الأول. كان والده قاسياً في حملاته ، وأطلق على نفسه لقب "منتقم آشور" و" بطل المعركة الذي لا يرحم ". أحد المراسيم الباقية من عهد والده تعلن أن العقوبة التأخي مع نساء القصر هي الالقاء بالفرن . ومن الواضح ان تيغلاث بل
سر ورث بعضا من سمعة والده القاسية. تمت كتابة سلسلة من القوانين في عهده تسمى بالقانون الآشوري الأوسط وتضمنت عقوبات قاسية بشكل لا يصدق ضد النساء. في إحداها ، يحكم على المرأة المتزوجة التي تخون زوجها بالقتل. لكنه كان حاكما نشطا وقائدا ماهرا. يصفه أحد نقوشه الملكية بالطريقة التالية. ملك الكون منقطع النظير ، ملك الممالك الأربع ، ملك كل الأمراء ، سيد الاسياد الذي سلاحه قد شحذه الاله آشور واسمه قد نطق إلى الأبد المسيطر على الأرباع الأربعة, شعلة رائعة تغطي الأرض المعادية كالعاصفة الممطرة. هذا الإفرا
ط في مدح الذات هو نموذجي لكل الملوك الآشوريين في كيفية وصف أنفسهم, ولكن في حالة تيغلاث بلسر ، من الواضح أن التحديات التي واجهها كانت هائلة بالفعل. لقد ورث آشور التي كانت مهددة من عدة جبهات. في الشمال ، أدت التغيرات المناخية الى دفع الفرسان الرحل (البدو) الى السهول الشمالية. احتل شعب موشكو من سوريا بعض المناطق الاشورية في أعالي وادي الفرات. كما استولى الحيثيون على جزء من أراضيها ، ولا يزال خصمهم البابلي القوي يقع في الجنوب لكن تيغلاث بلسر لم يضيع الوقت. هاجم موشكو أولاً و غزاهم. ثم طرد الحيثيين
والآراميين ، وفي كل مكان ذهب سجل انتصاراته. في إحدى الحصون القوية التي شيدها على طول حدوده قام بنقش الرسالة التالية على سلسلة من الألواح النحاسية في قاعدة الجدران. إجمالاً ، قد غزوت 42 بلدًا وحكامها ، من جانب عين الماء السفلي في المناطق الجبلية البعيدة إلى الجانب الآخر من نهر الفرات ,وأهل الهتي والبحر الأعلى غربًا. كما أحب الملك تيغلاث بلصر الصيد ، وكان مسرورًا بإعادته عينات حية من الحيوانات من الأراضي البعيدة التي قام بحملته فيها. قتلت عشرة أفيال قوية في أرض حران ومنطقة نهر هابور ، وأسرت
أربعة أفيال حية. أحضرت جلود وأنياب الأفيال الميتة مع الافيال الحية الى مدينتي آشور. من الصعب معرفة كيف كان شعور المواطن العادي من آشور في ذلك الوقت حول كل هذا، لانه لم يتم تسجيل اي حسابات عن هذا. يمكننا أن نتخيل أنه على الأقل ، سوف يتدفق قدر كبير من الثروة إلى مدينة آشور. كانت فرق عمال البناء تعمل ليلا و نهار لبناء قصور وحدائق جديدة في المدينة. قد تكون الحيوانات الغريبة التي لم يسبق رؤيتها من قبل الأن يمكن رؤيتها في الشوارع ، في حين أن الوصول إلى طرق التجارة الجديدة عنى ذلك ان البهارات وألاقمشة
الجديدة بدأت في الظهور في أسواق المدينة. آمر تيغلاث جيوشه الآشورية بالأجتياح غربا وعندما غزا المدينة الحيثية بيترو, سيطر على الطريق السريع المؤدي إلى البحر الأبيض المتوسط ​​، تلك المياه البعيدة التي بالنسبة للآشوريين شكلت حافة من حواف العالم بأكمله. كانت آشور في ذلك الوقت هي القوة العظمة الوحيدة في المنطقة من دون ساحل ويمكننا أن نرى شيئًا من العجب في كلام الملك تيغلاث بلصر عندما يطيل التفاخر بسبب صعوده على متن سفينة لأول مرة. حتى أن السجلات الآشورية تسجل انه اصطاد وقتل نوعًا من الكائنات البحر
ية المعروفة باسم ناهيرو. لقد قتلت ناهيرو الذي يسمى حصان البحر في البحر الكبير لأرض أمورو. لا نعرف ما كان هذا الحيوان. يعتقد الكثير أنه ربما كان دلفين او حوت ويقول آخرون من المحتمل أنه كان فرس النهر. لكنه يدل على أهمية الامر بالنسبة لملك مملكة آشور غير الساحلية أن يصل أخيرًا إلى الماء. توفي تيغلاث بلصر عام 1076 قبل الميلاد ، ولا بد انه بفراش موته نظر الى حياته رآها مليئة بالنجاح المذهل. خلال حكمه العنيف ، آشور استعادت الكثير من الاراضي التي فقدتها خلال فترة انهيار العصر البرونزي. لقد طور مملكته
إلى إمبراطورية لا مثيل لها في المنطقة ، ويجب ان يتطلع إلى مستقبل يبزغ فيه فجر عصر ذهبي لاشور. لكن أقدار آشور ستتغير الى الابد مع بدأ عهد ملك يدعى أداد نيراري الثاني. تم تتويج اداد نيراري في عام 910 ق,م منذ ما يقرب ال 3000 عام ، ومن الجدير ذكر أن عهده ربما يكون الحدث الأول في مجمل التاريخ الشرقي القريب الذي يمكن تأريخه إلى عام محدد بثقة وبنسبة مائة بالمائة. الآشوريون مثل كل الشعوب من قبلهم لم يتتبعوا السنوات بالأرقام كما نفعل نحن. بدلاً من ذلك أعطوا كل عام اسمًا ، أحيانًا يتم تسميته باسم شخصا
معين كطريقة لتشريفهم، أو سمي على اسم حدث مهم وقع ، مثل معركة عظيمة أو كسوف للشمس. احتفظ الكتبة الآشوريون بقوائم طويلة ودقيقة لأسماء هذه السنين مع ملاحظات موجزة حول الأحداث الهامة التي وقعت ، كما يظهر المثال التالي الذي يتحدث عن ثلاث سنوات في نهاية القرن الثامن ق.م. سنة "الحارس طاب شار عسور" تأسست مدينة دور شروكن. سنة "شمش أوصير " والي حبروى تم غزو الكوموحي وتم تعيين حاكم لهم. سنة "شا آشور دوبو" والي توشان رجع الملك من بابل مع الوزير و النبلاء ودمرت غنيمة دور جاكن في الثاني والعشرين من شهر تشر
يت دخلت آلهة دور شاروكين الى المعابد. لقد عمل هذا النظام جيدًا بما يكفي لأهل ذاك الزمان, لكن اذا اراد المؤرخ الحديث تحديد تاريخ حدث معين سيتوجب عليه الحصول على قائمة غير منقطعة بأسماء السنوات ، وعلى هذه القائمة ان تتضمن حدث تاريخي أو حدث فلكي معروف ويكون مؤرخا بوضوح بالنسبة لنا مثل كسوف الشمس. لحسن حظنا كان الآشوريون مهووسين بالكسوف معتقدين أنه نذير مهم من الآلهة ، وقد احتفظوا بملاحظات دقيقة للغاية لأي كسوف حدث. عهد أداد نيراري هو بداية أقدم قائمة من هؤلاء القوائم. لقد كان ملكًا طموحًا وسرعان
ما بدأ في التوسع في جميع الاتجاهات إلى ما هو اليوم تركيا وإيران و ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​، بالاعتماد على قوة الجيش الآشوري الهائل. كانت حياة الجندي الآشوري صعبة. كانت جيوش أداد نيراري تتكون أساسًا من رجال الحقول. كانوا يقضون الكثير من عامهم في العمل في المزارع مع عائلتهم, وحفر القنوات وتقليب التربة بالمحاريث والأدوات اليدوية ، زراعة الفول والبقول والقمح والشعير وتربية المواشي مثل الأغنام والخنازير والانعام. ثم عندما جاء الربيع وتوقفت الأمطار و وحل الشتاء جف قاسيا في جميع انحاء الأرض يت
جمعون ، ويعطى لهم رمحًا و درعا من القصب المنسوج ويتوجهون الى التلال الصخرية او خارجا الى الصحراء القاحلة للقتال من أجل الإمبراطورية في بعض الاحيان كانوا يقاتلون المجتمعات الأخرى التي تعيش في مدن المحاطة بالأسوار. في أوقات أخرى يكون خصومهم رجال البدو الرحل أو حتى الاشوريون الاخرين الذين تمردوا. لا بد انه كان امرا مربكا و مخيفا لهؤلاء الرجال ولا شك أن الكثيرين احتقروا وكرهوا اجبارهم على هذه الخدمة. ولكن ربما كان هناك أيضًا من استمتعوا بهذا الأمر. بدون هذه الرحلات السنوية ، العديد من هؤلاء الرج
ل ربما لم يروا أبدًا جبلًا أو محيطًا أو اي شيء من العالم خارج بلدتهم او قريتهم. وبما أن الجيش الآشوري كان يفوز اكثر مما يخسر, يجب أن يكون هناك شعور معين بالفخر حيال انجازاتهم المشتركة. هذا إلايقاع الممثل ب موسم الحصاد في الخريف وموسم الحرب في الربيع شكل نبض قلب الامبراطورية الاشورية. لقد كان قرع طبول للتوسع و الفتوحات والذي استمر على يد الملك الذي اعتلى العرش سنة 883 ق.م ومن سيحمل الإمبراطورية الآشورية الى ارتفاعات جديدة وغير مسبوقة. كان اسمه آشور ناصربال الثاني. كان آشورناصربال محاربًا قاس
ا وعديم للرحمة والعديد من الأشياء التي نربطها اليوم بملوك آشور مثل قسوتهم ومعاملتهم السيئة لأعدائهم قد بلغت ذروتها في ظل حكمه. مثل الكثير من حكام ذاك الوقت حول العالم من الواضح انه استخدم تكتيكات الأرهاب وأساليب التعذيب بالأعدام لبث الرعب في قلوب اعدائه. لكن تدويناته من بين كل ملوك آشور تبرزز البهجة التي يبدو أنهم يأخذونها في تفاصيل هذه التكتيكات الأرهابية. بعد سحق احدى هذه التمردات ضد حكمه أمر آشورناصربال بتدوين ما حدث. لقد حرقت الكثير من أسراهم. لقد أسرت العديد من القوات على قيد الحياة. لبعضه
م قطعت أذرعهم وأيديهم. وللبعض الاخر قطعت أنوفهم وآذانهم وأطرافهم. لقد اقتلعت عيون العديد من القوات. لقد صنعت كومة من الأحياء وواحدة من الروؤس. علقت رؤوسهم على الأشجار حول المدينة. لقد حرقت الفتيان والفتيات المراهقين. دمرت وأحرقت وأتلفت المدينة. سواء بسبب هذه التكتيكات أو بالرغم منها على المدى القصير كان آشورناصربال فاتحا فعالا. تم تحويل الفتوحات الجديدة إلى دول تابعة (دول تابعة:دولة تخضع لحكم دولة اخرى ) وأمرت بدفع ضريبة للإمبراطورية الآشورية. بدأت الثروة الهائلة بالتدفق مرة أخرى إلى المركز الإم
براطوري واحتفل آشورناصربال بانتصاراته ببناء المزيد من القصور الفخمة. لقد أسست قصرًا من خشب الأرز ، والسرو ، والعرعر ، وخشب البقس ، والبطم ، والطرفاء كمقر إقامتي الملكي ، و لراحة تليق بسيد إلى الأبد ، صنعت منحوتات لوحوش الجبال والبحار بالحجر الجيري الابيض و المرمر و وضعتها على ابوابه. لقد زينتها بطريقة رائعة. علقت أبوابا من خشب الأرز والسرو على مداخلها و وضعت فيها فضة وذهب وقصدير ونحاس وحديد. كنوز الأراضي التي احتلتها. أخذت أناساً كنت قد انتصرت عليهم من الأراضي التي سيطرت عليها ونقتلهم هناك (في
آشور). لم تكن سياسة نقل الشعب الذي تم فتحه الى آشور بالسياسة الجديدة لكن يبدو أن آشورناصربال استخدمها بشكل متكرر أكثر من أسلافه. لقد فهم الآشوريون معادلة بسيطة جدًا في العالم القديم ، ان الحجم السكاني يعني القوة ، وبسعادة كبيرة قد ملأوا مدنهم بالناس من جميع أنحاء إمبراطوريتهم. لقد صنعوا واحدة من اكثر البيئات العالمية حضارة قبل العصر الحديث ولا يسعنا إلا أن نتخيل كيف كان حال هذه الشعوب التي تم احتلالها التي تم اقتلاعها من قراها وإيداعها بشكل غير رسمي في المدن الكبرى في قلب الحضارة الآشورية أك
بر من أي مدينة رأوها على الإطلاق ، وحيث يمكن لمئات اللغات ان تسمع في الشوارع. لكن الآشوريين استخدموا أيضًا عمليات الترحيل والتهجير بطريقة عقابية أكثر وهذه السياسة بلغت ذروتها ايضا تحت حكم اشورناصربال. تقد يبدو الترحيل وكأنه شيء من عقوبة خفيفة عند مقارنتها بمصير بعض أولئك الذين وقفوا في طريق ملوك آشور لكنها كانت تكتيكا فعالا بشدة لسحق مقاومة الامبراطورية. البشر خلال ذاك الوقت و عبر التاريخ مرتبطون جدًا بأراضيهم لدرجة أن هذا النوع من الاقتلاع كان له أثر نفسي مدمرعلى الشعوب التي تم ترحيلها. كان
أسلوب الترحيل الجماعي هذا فعالا جدا لدرجة انه تم استخدامه من قبل الديكتاتوريين المعاصرين. اشتهر جوزيف ستالين بترحيل ستة ملايين شخص على الأقل في القرن العشرين من أكثر من 20 مجموعة من الأقليات العرقية اعتبرهم من مثيري الشغب ، وفي الأيام الأولى للمستعمرات الأمريكية عندما كان السكان الأصليون يتم أخذهم ك عبيد فقد تم دائما نقلهم إلى مناطق أخرى لكسر علاقتهم بالارض وتقليل فرصهم في الهروب. سواء على الرغم من هذه القسوة أو بسببها، نجح الملك آشورناصربال في الحفاظ على تماسك الإمبراطورية وتوسيعها بشكل كبير ل
كن تبعه ابنه رجل اسمه شلمنصر الثالث ، الذين لن يكون قادر على ذلك. شلمنصر واصل بحماس سياسات والده من التوسع العدواني و الترحيل الجماعي ، ولكن في السنوات الأخيرة من حكمه ، كان لقد اكتفى شعب آشور. تمرد هائل بقيادة ابنه اندلع عبر الإمبراطورية بأكملها. 27 مدينة منها مدينة آشور ، انتفضوا في تمرد وهذه الحرب الأهلية الطويلة والمريرة سمح لجميع الناس الذين غزاهم آشورناصربال بالتخلص من الحكم الأشوري. الهيمنة العسكرية الشديدة لآشور في المنطقة جعلهم مكروهين وكان من الواضح أنهم إذا كانوا يأملون في بناء إم
براطورية دائمة يجب أن يتغير شيء ما. اعتقد ملك واحد اسمه تيغلاث بلصر الثالث أنه يعرف ما هو هذا الشيء ، ولم يكن نهجا أكثر ليونة ودبلوماسية. قرر بطريقة أشورية مميزة أن ما تحتاجه الإمبراطورية هو جيش أقوى بكثير. حتى منتصف القرن الثامن قبل الميلاد ، كان الجيش الآشوري ضعف عدد أي قوة اخرى في المنطقة ، حقا أكبر بكثير والأرقام مذهلة حقًا بالنسبة لذاك الوقت. شلمنصر الثالث ابن آشورناصربال ذات مرة تباهى بقوة قوامها 120 الف رجل في وقت كان فيه عدد سكان العالم يقدر ب 50 مليون فقط. اذا كانت تدويناته صحيحة ، فه
ذا يعني بذلك الوقت حوالي0.25 بالمائة ، أو واحد من كل 400 من كل سكان العالم كانوا في ذلك الوقت يخدمون في الجيش الآشوري. لكنها كانت لا تزال قوة مكونة من فلاحين غير مدربين. كان الجنود المحترفون الوحيدون هم الحراس الشخصيون الذين حموا الملك وغيرهم من النبلاء ولكن تم توزيع هؤلاء في الغالب في المدن والقصور ونادرا ما شهدوا المعارك. كان الجزء الأكبر من الجيش الآشوري يتكون من مزارعين كما رأينا ، تم انتزاعهم من أراضيهم في أي وقت اصبح هناك حاجة لهم ,بعد نبضات الفصول. مع أن الإمبراطورية كانت قادرة على اس
تدعاء حشد كبير من الجنود الا انهم كانوا قوة غير فعالة . عندما جاء الخريف و نما الشعير ذهبيًا في الحقول ،وكان على جيوش المزارعين هذه أن تسير بطريق العودة إلى الوطن لحصاد المحاصيل ، وإلا فإن شعوب الإمبراطورية ستجوع. جمع هذا الجيش الضخم من الحقول كانت مهمة صعبة وتستغرق وقتًا طويلاً . يمكن أن تندلع الثورات في أي وقت من العام ، ولكن إذا حدث تمرد في ركن بعيد من اركان الإمبراطورية كان على الآشوريين الانتظار حتى الصيف لبدأ لحملتهم. سوف يستغرق الأمر شهورًا لجمع كل الجنود اللازميين ثم شهر آخر أو شهرين لل
تقدم عبر المنطقة لمواجهة التمرد. بحلول الوقت الذي سيصلوا فيه ، سيكون قد اقترب وقت الحصاد السنوي وسيضطر الرجال إلى السير على طول طريق العودة الى الوطن. لو كانوا أذكياء ، المدينة المتمردة يمكنها ببساطة اغلاق ابوابها والانتظار خلف جدرانها على ان يرحل جيش آشور وفي كثير من الحالات هذا بالضبط ما فعلوه. ولكن في عام 745 قبل الميلاد اعتلى الملك تيغلاث بلصر العرش. اختار اسمه الملكي على اسم الملك الذي أتى بأشور إلى هذه الدرجة من العظمة قبل أكثر من ثلاثة قرون، الذين شقوا طريقًا إلى البحر الأبيض المتوسط وق
تلوا مخلوق البحر ذاك المعروف باسم ناهيرو هذا الملك الجديد تيغلاث بلصر اسس برنامج جذري لإصلاح الجيش الآشوري ربما كأول جيش حديث حقا. أصلح جوهر الجيش الى هيئة نخبة من القوات المدرعة والفرسان والمركبات ، وطالب باحتلال مناطق على أطراف الإمبراطورية لتزويد المشاة الخفيفة للجيش الذين كانوا يعتبرون مستهلكين وغالبا ما تحملت العبء الأكبر من الضحايا. كما كان الجيش الآشوري رائدا في استخدام المعدات الهندسية الكبيرة ك قوة مقاتلة. يمكن للجنود الآشوريين بناء الجسور وحفر الأنفاق وإنشاء التحصينات وآلات الحصار و
صيانتها مع المحافظة على خطوط الإمداد اللازمة لاستمرار الجيش. كانت هذه القوة القتالية المشتركة للجنود والمهندسين مماثلة لما من شأنه أن يجعل الجيش الروماني هائلاً بعد سبعة قرون في المستقبل. تظهرالمنحوتات الآشورية مشاهد مفصلة وملاحظة لعبور الجيش إحدى أنهار هذه الارض العظيمة وهو شيء يجب عليهم فعله عدة مرات في السنة. نرى الرجال الآشوريين ينفخون في جلود غنم مربوطة لتضخميها واستخدامها كمساعدات على الطفو ، تم تفكيك العربات وتحويلها إلى قوارب ، وصُنعت أطواف للنقل واللوازم والمعدات ؛يمكن لمهندسي الجيش
حتى قطع المسارات عبر الجبال الغادرة ، مثل هذا النقش الذي كتبه الملك الآشوري سرجون الثاني الذي يبدو فخور به بشكل خاص. جبل سيميرريا هو قمة جبلية كبيرة تشير إلى الأعلى مثل شفرة الرمح. تلامس قمته السماء من فوق ، وجذوره تصل إلى الأسفل الى العالم السفلي. لا يصلح لصعود او الخيول والوصول إليه صعب للغاية حتى الجنود المشاة يواجهون صعوبة مشيا. لقد جعلت طليعتي تحمل فوؤسا من نحاس قوية قطعوا الصخور الجبلية العالية كما لو كانت من الحجر الجيري ، و وبالتالي حسنت الطريق. أخذت قيادة جيشي وجعلت العربات ، وسلاح ا
لفرسان ، وقوات المعركة تحلق فوق الجبل كما النسور الشجاعة. جعلت الجنود العاديون والمشاة يتبعونهم. قفزت الجمال والحمير التي تحمل الأمتعة على قممها مثل الوعل ساكن الجبال. لقد جعلت قوات الاله آشور تصعد منحدراتها الصعبة بترتيب جيد ثم أقمت معسكرا على قمة ذلك الجبل. زاد تيغلاث بيلسر أيضًا من إنتاج الحديد في الإمبراطورية. كانت ثورة صناعية صغيرة. لا بد أن المدن الآشورية في هذا الوقت قد أصبحت مليئة بالدخان بشكل متزايد أفران تجشؤ دخان الفحم وصوت العواصف والمطارق يتردد صدى المباني. سمح استخدام الحديد للآ
شوريين بدخول عصر الإنتاج الضخم الحقيقي. يمكن للآشوريين الآن استخدام الحديد في صنع رؤوس السهام وسكاكين ودبابيس وسلاسل بينما يسير الجنود الآشوريون الآن معهم سيوف حديدية ، وشفرات رمح حديدية ، وخوذ حديدية، ودروع حديدية محكمة تماما. كان التأثير فوريًا. في عام 743 قبل الميلاد ، بعد عامين فقط من اعتلائه العرش سار الملك تيغلاث بلصر شمالًا ضد مملكة أورارتو ، وغزاها بسهولة. بعد ذلك بعامين ، سار غربًا إلى سوريا ضد مملكة أرباد. كان أهل مدينة أرباد قد حاربوا الأشوريين من قبل ، وكانوا يعرفون ماذا يفعلون ك
انوا ببساطة يغلقون بواباتهم و يتشبتوا بذلك. ربما الجيش الآشوري كان مخيفا بالنسبة لهم لكنهم كانوا يعلمون أنه عندما ينتهي الصيف ، سيتعين عليهم العودة إلى ديارهم وحصاد حقولهم تمامًا كما كان الحال دائمًا. ولكن مع حلول الخريف ، لا بد أن سكان أرباد قد أدركوا أن شيئًا ما كان خاطئا. لم يظهر الآشوريون أي علامة بأنهم سيعودوا الى منازلهم. في الواقع ، بدا الأمر كأنهم سيسقروا هنا لفترة طويلة. حاصر تيغلاث بلصر مدينة ارباد لثلاث سنين شيء كان من المستحيل مع الجيوش الموسمية القديمة. عندما سقطت المدينة أخيرً
ا ، أمر الملك الآشوري بتدمير أرباد وذبح سكانها. كرسالة واضحة لكل من سيقف في طريق الإمبراطورية ، أن فجرًا جديدًا كان يبزغ. مثل القوى العظمى اليوم تعاملت الإمبراطورية الآشورية مع المناطق الواقعة خارج حدودها كمناطق استخراج ، وحيث كانت الحياة رخيصة وكان الأمر المهم فقط هو وصول الإمبراطورية المستمر إلى مواردها. سوف تصبح آشور غنية من الثروة الهائلة التي انتزعتها من تلك المناطق. نص واحد كتب في عهد الملك القاسي آشورناصربال الثاني يسرد كل الثروة المستمدة من حملة ارهابية ضد منطقة بيت زماني. استلمتُ عربات
مُسخرة ومعدات للجيش والخيول 460 خيل مدرب وزنتيين من الفضة وزنتيين من الذهب 100 وزنة من القصدير و100 وزنة من البرونز ، 300 وزنة من الحديد ، 3000 من اوعية و حاويات و أواني من البرونز 1000 قطعة ملابس كتان متعددة الألوان الاطباق و كنوز والأرائك من العاج المزينة بالذهب, و كنز قصره وألفي ثور و 5000 خاروف وأخته بمهرها الغني وبنات نبلاءه. علاوة على ذلك تم اعتقال 15000 عبد وتم وإخذهم للعمل الآشوري في الوظائف اليدوية وتوفير قوة عاملة للإمبراطورية. في حملة بعد حملة ،غزا تيغلاث بلصر الأراضي في سوريا
، وسار على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​، يحتل المدن الساحلية على طول الطريق الى مصر غزا مملكة اسرائيل الشمالية, ودمر جيشها ونصب ملك دمية عليها ، وتم ترحيل أعداد كبيرة من القبائل العبرية إلى أراضي آشور. أضاف تغلاث بلصرأيضًا مدينة جديدة رائعة إلى قائمة الفتوحات الآشورية كانت تلك العاصمة العظيمة والعريقة من الجنوب مدينة بابل العظيمة. كانت مدينة بابل القلب السياسي والديني لجنوب ميسوبوتاميا منذ أكثر من ألف عام. ربما كانت المدينة العظيمة والأقدم في المنطقة سيطرت على منطقة تعرف اليوم باسم بابل.
هذه منطقة من الأهوار تغطي معظم ما يعرف اليوم بجنوب العراق على ساحل الخليج الفارسي. كانت هذه ذات يوم أكبر أرض رطبة في الشرق الأوسط ،موطن لأنواع نادرة لا حصر لها من الطيور ، وغالبًا ما تنمو القصب عالياً بحيث لا يمكنك الرؤية من خلالها. كانت ميسوبوتاميا مقسمة ذات مرة بين السومريين في الجنوب و الأكاديين في الشمال ، لكن هذا قد تطور الآن ليصبح البابليون في الجنوب والآشوريون في الشمال ، وهو تقسيم ثقافي لا يزال موجودًا حتى يومنا هذا. في العصر الحديث ، توزيع المناطق السنية والشيعية في العراق الحديث تق
ريبًا يتبع هذا التقسيم الجغرافي نفسه . كانت بابل أكبر مدينة في العالم عدة مرات في التاريخ ، و ربما كانت المدينة الأولى التي وصل عدد سكانها الى اكثر من 200 الف نسمة. تجلس أطلالها و أثارها المذهلة 85 كيلومترا جنوب بغداد كتلة مترامية الأطراف من الجدران المتداعية. بوابة عشتار الشهيرة ببلاطها المزخرف الأزرق المزجج ورسوماتها للثيران والاسود والتنانين في ذاك الوقت (وقت احتلال الأشوريين لبابل ) لا تزال ستبنى بعد عدة قرون في المستقبل ، لكن بابل كانت ستظل مدينة متألقة تتألق تحت أشعة الشمس. أدى غزو تيغل
اث بلسر لبابل إلى تغيير ميزان القوى في ميسوبوتاميا. بحلول عام 736 قبل الميلاد ، شملت الإمبراطورية تقريبا كل المنطقة المعروفة بالهلال الخصيب. قد شكلت الآن ممر غير منقطع من من الخليج الفارسي إلى البحر الأبيض المتوسط وربط طرق التجارة في المحيط الهندي مع شمال إفريقيا وأوروبا. كانت طرقها مليئة بقوافل الحمير والجمال أنهارها مليئة بالسفن التي تحمل التوابل والأحجار الكريمة ، وقمح وشعير وفواكه وذهب وفضة ونحاس. كانت هذه الإمبراطورية والجيش الهائل المأمور سوف ينقله الملك تيغلاث بلصر الثالث إلى ابنه الأ
صغر ، الذي سيؤسس أعظم سلالة في العصر الآشوري. كان اسمه سرجون الثاني الذي سمي على اسم ذلك البطل السومري القديم العظيم. ستعرف سلالته باسم ملوك سرجونيد. سيحكمون لثلاثة أجيال من شأنها أن تشكل أعلى نقطة من إنجازات الإمبراطورية في الحرب والفن و الادب لكنهم سيكونون أيضًا شفق عصره (الاشوري). عند انتهاء هذه الأجيال الثلاثة ، ستنهار الإمبراطورية في الرماد واللهب. في هذه المرحلة ، أعتقد أن الأمر يستحق التوقف والسؤال عن شكل الحياة بالنسبة ل مواطن عادي في الامبراطورية الآشورية؟ بسبب حفظ السجلات الرسمية ، نح
ن في الواقع لدينا قدر كبير من التفاصيل حول كيف عاش الناس القدامى في ميسوبوتاميا. كتب الآشوريون مثل السومريين على الألواح الطينية ، وهذا من حظنا لأنه جعل نصوصهم متينة بشكل لا يصدق. عدد هائل من قطع الكتابة هذه تم استرادادها, لكن ما زال يوجد الكثير ما يقدر بـ 90٪ ( 90% من مجمل القطع المعثور عليها ) لم يتم مراجعتها من قبل خبير مدرب ، والذي تم ترجمته أقل بكثير. إن تجربة قراءة هذه الألواح الطينية تشبه سماع مناغاة من أصوات لا حصر لها تتحدث إلينا من الماضي البعيد السحيق عن مجموعة رائعة من الأمور اليوم
ية. واحدة فقط من بين عدد لا يحصى من الأمثلة هذه الرسالة من طفل في المدرسة يشكو لامه ان الأطفال الاخرون يرتدون ملابس اجمل منه. قل للسيدة زينو ان ابنها الدين سين يرسل الرسالة التالية: من سنة إلى أخرى ، ملابس السيد الصغير هنا تصبح أفضل لكنك تركتي ملابسي تزداد سوءًا من سنة الى سنة. ابن عداد ادينام من والده ليس الا مساعد لوالدي لديه مجموعتان جديدتان من الملابس بينما أنتي تزعجني حتى عن مجموعة واحدة لي. على الرغم من حقيقة أنك أنجبتيني و والدته تبنته أمه تحبه ولكن انتي انتي لا تحبيني. نتيجة لهذه المجمو
عة الغنية منا لنصوص ، يمكننا بشكل واضح ان نرسم صورة لما كانت عليه الحياة بالنسبة لهؤلاء الأشخاص القدامى. المشي في شوارع مدينة آشورية عظيمة خلال ذاك الوقت كان من شأنه أن يشغل كل حاسة من حواك. كانت نينوى واحدة من هذه المدن ، والتي سرعان ما ستصبح عاصمة الامبراطورية نفس المدينة التي يوما ما مر فيها الكاتب اليوناني زينافون اثناء فراره من الجيش الفارسي الذي كان يلاحقه. كانت نينوى مدينة هائلة بالنسبة لذاك الزمن. كانت أسوار المدينة بطول 12 كيلومترًا ، مبنية باساس من حجر ومثبتة بطوب اللبن وتحيط بمساحة
تقدر ب 7.5 كم مربع. كان للجدار خمس عشرة بوابة ، سمي الكثير منهم على اسم آلهة مثل باب أداد الذي سمي على اسم إله العواصف أو باب شمش بعد إله الشمس ، بينما حمل آخرون أسماء وصفية أكثر مثل بوابة الصحراء أو بوابة ناقلات المياه. كانت المدينة محاطة بخندق مائي ممتلئ بمياه نهر دجلة. كان يمكن أن تكون المدينة عبارة عن مشكال من أسطح المنازل المبنية بطريقة غير منظمة إلى حد كبير وكانت أزقتها مغطاة بالحصير ومظلات القصب للاستظلال من الحر كما هم في العراق اليوم. في باحات المنازل تتدلى اوعية النبيذ و أوعية المي
اه من العوارض الخشبية لتبرد. يمكننا أن نتخيل مفصل لحم يغلي في قدر من الفخار على موقد, و تنبعث رائحة الخبز من فرن فحم طيني قريب. الوصفة التالية لمرق لحم الضأن المترجمة من لوح طيني تظهر أنواع الروائح التي يمكن أن تكون تجول في شوارع المدينة بعد الظهر. يخنة لحم الضأن : سيتم استخدام اللحم. أنت تحضر الماء, تضيف الدهون, تضيف ملح الحبوب الناعم ، كعك الشعير المجفف ، البصل ، الكراث ،والحليب. تسحق معا وتضيف البصل الاخضر والثوم. مثل السومريين من قبلهم ، أحب الآشوريون شرب الجعة. شربوا في مجموعات ، يرتشفوها
من الجرار الكبيرة من خلال قش القصب المجوف. احتلت البيرة مكانة بارزة في ثقافة الاشورين هذا التدوين من قبل الملك آشوربانيبال يظهر أنه حتى في الدوائر الملكية العليا كانت تعد من بين اعظم ملذات الحياة. في عهدي ، هناك ازدهار. في سنواتي ، هناك وفرة. حكمي كملك جيد كأفضل زيت. وضعت البيرة الجيدة في قصري. كانت نينوى جالسة على نهر دجلة ، وكان لديها رصيف مزدحم وواجهة بحرية بجانب البوابة المعروفة باسم بوابة الرصيف. هذا كان مكانًا نابضًا بالحياة مليئ برائحة السمك المجفف والطازج والمياه الراكدة والطين وثرثرة
الحشود الناس يتجادلون حول الأسعار ويهتفون التحية بالعشرات من اللغات. كان التجار يبحرون في اتجاه مجرى النهر بقوارب أو سفن منسوجة من القصب ، ربما يسافرون جنوبًا إلى آشور أو بابل مع الجرار الفخارية المليئة بالبيرة أو النبيذ. تحتوي الرسالة التالية على تعليمات من تاجر نبيذ إلى صديق. تيل اهونيبيلانوم يرسل الرسالة التالية ؛ حفظك الله شمش بصحة جيدة. أعد لي الآس و القصب ذو الرائحة الجميلة الذي حدثتك عنه ، بما ان قاربك ينقل النبيذ. اشتري واحضر معك نبيذ بقيمة عشرةشيكلات فضة وانضم إلي هنا في بابل غدًا.
لكن نهر دجلة كان نهرًا سريع الجريان ، أسرع بكثير من نهر الفرات ، وكان الإبحار عكس التيار صعبًا للغاية لذلك غالبًا ما يقوم التجار برحلة العودة برا. برفقة قوافل الحمير. تم تحسين نظام الطرق الآن كثيرًا مقارنة بزمن السومريين ، وشبكة الطرق السريعة المتطورة الآن انضمت الى جميع مدن آشور الرئيسية مع وجود لافتات على طول الطرق تخبر لمسافرين كم تبقى من المسافة للوصول لوجهتهم لكن الطرق كانت خطرة في كثير من الأحيان ورغم أن الجنود كانوا يقومون بالدوريات كانوا قطاع الطرق شائعيين للغاية. تظهر رسالة واحدة من حا
كم محلي إحباط هذا الحاكم من عدم الاستجابة لمشكلة قطاع الطرق. تيل سين اييدينام سييلي يرسل الرسالة التالية لقد كتبت إليكم مرارًا وتكرارًا للقبض على المجرم وجميع اللصوص لكنكم لم تقبضوا عليهم ، وهكذا الحرائق التي أشعلها اللصوص لا تزال مستعرة وتدمر الجانب الريفي للدولة. أنا أحملكم مسؤولية الجرائم التي تُرتكب في البلاد. في المدن جزء كبير من حياة الناس حدثت على أسطح المنازل. خلال النهار كان النساء يجتمعن على هذه الأسطح لأداء واجباتهن المنزلية. كانوا يقصفون الحبوب الى دقيق ويعجن العجين لعمل الخبز وت
حضير الطعام ، يغسلوا الكتان ويعلقوه ليجف. يمكننا تخيلهم يتحدثون مع الجيران من سطح إلى آخر أثناء عملهن وأصوات ضحكاتهن تملئ المكان. خلال ساعات النهار الأكثر سخونة ، تصل درجة حرارة الشمس في العراق غالبًا الى أكثر من 40 درجة مئوية أو 104 درجة فهرنهايت الحرارة ستجبر الجميع إلى الداخل. غالبًا ما كان للمنازل الفاخرة في المدينة غرفة الباردة ، بأرضية مصنوعة من المرمر أو الرخام المصقول ،والجدران مطلية بالجص. خلال فترات اليوم الأكثر سخونة كان يرش المي على الأرض والجدران لتبريد الهواء بالداخل. كان فقراء ا
لمدينة ينامون على حصائر من القصب بينما الأغنياء لديهم إطارات أسرة خشبية مع مراتب وأغطية. أغنى المواطنين لديهم أسرة مصنوعة من العاج والأخشاب المنحوتة الجميلة. بأعتتقادهم ليس الناس فقط من كانوا يعيشون في هذه المدينة ؛ يعتقد الآشوريون أن العالم كان يسكنه عدد لا يحصى من الشياطين و الارواح التي لا يمكن رؤيتها أو سماعها ، ولكن تأثيرها يمكن أن تشعر به دائمًا والتي غالبا ما تتجلى في شكل روائح كريهة. كانت هذه الشياطين مسؤولة عن الاوبئة والأمراض ، وكانوا بحاجة لطرد هذه الأرواح الشريرة باستمرار من قبل
طارد الارواح . تروي الرسالة التالية إجراءات طرد الأرواح الشريرة لشخص يعاني من الصرع. حالما أصابه شيء ، طارد الأرواح الشريرة يعلق فأر و شوكة شجر الشوك على باب المريض. يرتدي طارد الأرواح الشريرة وشاحا أحمر و عباءة حمراء. يحمل غرابًا على ذراعه اليمنى ، و صقرا على يساره ، و يتلو التعويذة التالية "حقًا أنت شر" بعد أن ينتهي ، يجعل طارد أرواح اخر يلتف حول سريرالمريض ، بالبخور وشعلة ،ويتلو تعويذة "اذهب يا شر هوتوبو" يقوم بفعل ذلك حتى يتم طرد الشيطان. يفعل هذا كل صباح ومساء. كانت التميمات تستخدم لدرء هذ
ه الأرواح الشريرة والتي غالبًا ما تكون تماثيل صغيرة من البرونز أو الطين ، وأحيانًا من الأحجار الكريمة مثل اليشب. كانت غالبًا (هذه التمائم) صورًا مخيفة لشياطين بأجنحة و رؤوس ماعز والكلاب وذيول العقارب و سيتم الاحتفاظ بها في كل زاوية من البيت لدرء الشر. أثناء تجوالك في المدينة ، سترى هذه التمائم الصغيرة تتدلى من أسطح المنازل. بالنسبة للعديد من الآشوريين كان أحد امورهم اليومية المهمة هو ما يسمى بختم الاسطوانة. كانت هذه اسطوانة صغيرة من الحجر بعضها لا يزيد حجمه عن بطارية تحتوي على تصميمات ورموز معق
دة منحوتة فيها. كانت الفكرة أن يتمكن شخص ما من إثبات هويته باستخدام هذا الختم ويمكن استخدامها لتوقيع العقود تمامًا مثل التوقيع. كان الناس يرتدونها حول أعناقهم كسلسال، وكانت اغلب العقود مكتوبة على صلصال فكانوا يقومون بدحرجة الأسطوانة فوقه بحيث تترك صورة فريدة من نوعها مطبوعة على العقد يمكنك حتى ختم صندوق ، أو جرة ، أو باب باستخدام الطين أو الشمع ثم طباعته بختم رسمي حتى يتسنى للجميع معرفة اخر شخص فتحه. خطاب التعليمات التالي الى أحد أفراد الأسرة المالكة يظهر الأهمية التي تحملها هذه الأختام في جم
يع الأعمال الرسمية. أخبر مانايا أن سيكي ايلاني سيأتي إليك حاملاً أختام الأسطوانة لإعادة ختم مدخل المستودع و كذلك الاسطوانة التي تظهر وحش ال لاهمو لأعادة ختم الصناديق. اجمع الجميع معًا ، افتح المخزن وخذ أكبرعدد ممكن من الملابس التي يمكنك حملها من الصناديق المختومة. ضع ختمك الاسطواني على كل ما عاد و أرسل لي اسطوانات الختم خاصتي. لكن هذه الأسطوانات كانت باهظة الثمن و كانت تدل على أن حاملها كان شخص ذو درجة عالية. كان على الأشخاص العاديين أن يعيشوا بدون واحد ، وللتوقيع على عقد فإنهم ببساطة يضغطون ب
أظافرهم في الطين ، مما يعني أن علامات أيدي هؤلاء القدماء لا تزال متروكة على بعض هذه المستندات. الناس الذين عاشوا هذه الحياة المهملة في شوارع المدن الأشورية العظيمة ربما كانوا غير مدركيين إلى حد كبير ما كان يجري في القصور الضخمة الشاسعة ، التي تلوح في الأفق فوق مدنهم. من المحتمل أن يكونوا قد تابعوا اخبار تعاقب الملوك ببعض الاهتمام بالطريقة التي قد نعير بها الاهتمام لشائعات المشاهير ، ولكن بالنسبة لهم كانت الأعمال الداخلية للقصر الملكي كان يتعذر الوصول إليها وغامضة ك غموض كمركز الأرض. لكن ما ح
دث في تلك الغرف الداخلية سيكون له تأثير هائل على حياتهم وبصفتها كأخر سلالة عظيمة ل آشور (ملوك سرجونيد ) تولت العرش دراما البلاط الملكي سيكون لها قريبًا عواقب مميتة على كل من اعتبر آشور موطنا له. البداية الفعلية لدراما ملوك سرجونيد تبدأ مع ابن سرجون وهو رجل اسمه سنحاريب. تولى العرش سنة 705 ق. وسيبدأ واحدة من أشهر اعمال دراما العائلات التي اتت لنا من العالم القديم و سيكون والد وجد آخر ملكيين عظيميين لآشور اسرحدون واشوربانيبال. بدأت هذه الدراما الرائعة ببداية صعبة بشكل ملحوظ. كان سرجون ، والد سنح
اريب ،ملكًا يحترمه الجميع و مهاب، لكن من الواضح أن سنحاريب لم يكن على نفس المستوى للقيادة. بعد عامين فقط من حكمه ، عدد من المدن التابعة لآشور في سفوح التلال الشرقية لسوريا ، وعلى طول ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​ توقفوا فجأة عن دفع الجزية للأمبراطورية. المصريون الذين كانوا سعداء دائمًا برمي الرمال في عيون الآشوريين ، قاموا بدعم نضال المتمردين من أجل الاستقلال و سرعان ما وجد الشاب سنحاريب انه منغمس في معركة من أجل بقاء الإمبراطورية. جمع الملك الشاب القوة الكاملة للجيش الإمبراطوري بسرعة وتعامل مع
الملوك المتمردين على الطريقة الآشورية المعتادة هزمهم واحدًا تلو الآخر. سار أولاً شرقًا وسحق شعوب الاراضي الأيرانية المنخفضة. ثم اتجه شمالا حول منطقة الهلال الخصيب لساحل البحر الابيض المتوسط واسترد الممالك المتمردة هناك كما يذكر في النقش التالي. بأسلحة مولاي الإله آشور، و بطبيعتي القتالية الشرسة ، أدرتهم وجعلتهم يتراجعون. سرعان ما ذبحت وهزمت ملك ارض عيلام مع رجاله الذين لبسوا مجوهرات من الذهب مثل الثيران المسمنة المقيدة بالسلاسل. قطعت حناجرهم كالخراف وقطعت حياتهم الغالية كالخيط. مثل فيضان بع
د عاصفة ممطرة ، جعلت دمائهم تتدفق على الأرض العريضة. الخيول السريعة التي تم تسخيرها لمركبتي اندفعت في دمائهم. عجلات عربتي الحربية التي جعلت المجرمين والأشرار منحطيين أغتسلت في الدماء. ملأت السهول بجثث محاربيهم مثل العشب. قطعت شفتيهم وقطعت أياديهم مثل سيقان الخيار في موسهم. إحدى هذه الحملات حقا ملفتة للأنظار لأن لدينا نصوص مكتوبة عنها من قبل الفائزين والخاسرين على حد سواء بمستوى من التفاصيل يكاد يكون غير مسبوق في أي حملة اخرى بالقرن الثامن قبل الميلاد. هذا لأن سجلاتها لم تنجو فقط في تدوينات آشو
ر ولكن أيضًا في الكتاب المقدس. كانت هذه حملة سنحاريب على مملكة يهوذا. كانت مملكة يهوذا واحدة من المملكتين العبريتين الرئيسيتين في المنطقة ، و كانت تتمحور حول مدينة القدس التاريخية. لقد كانت ذات يوم جزءًا من مملكة إسرائيل المتحدة ولكن في مواجهة الأشوريين تم تفكيك المملكة. تم تقسيمها إلى مملكة إسرائيل في الشمال يحكمها ملك دمية ، ويهوذا في الجنوب. كان ملك يهودا في ذلك الوقت رجل اسمه حزقيا لقد كان حاكما نشطا ويبدو ان الدين دفع من حماسه اكثر. كان دين الإسرائيليين القدماء شيئأ غريبًا في المنطقة في
ذاك الوقت لأنها كانت تمنع عبادة أي إله إلا اله العبراني ياهوا. كما رأينا ، العبادة في أماكن مثل آشور كانت مسألة انتقائية أكثر بكثير. قد تقدم القربان لمردوخ أثناء زيارتك بابل للعمل وتقدم قربان لآشور عندما تصل لبيتك مجددا. قد تقدم عرضًا لـ أيا إذا كان ابنك سيذهب برحلة طويلة بالقارب أو إلى جولا إذا كنت تعرف شخصا مريضًا. في النظرة الآشورية للعالم غالبًا ما كان يُنظر إلى آلهة المدن الأخرى على أنها عدو وكان يُعتقد أنهم تابعون للإله العظيم آشور لكن بأعتقادهم ف هم موجودين فعلا. في الواقع ، كان لدى ا
لأشوريين عادة خطف آلهة أعدائهم بعد احتلالهم. في بعض الأحيان عندما يستولون على مدينة جديدة كانوا يأخذون تماثيل آلهتها عائدين بها إلى العاصمة الآشورية كوسيلة لتسخير قوتها لأنفسهم. لكن ديانة العبرانيين كانت مختلفة. كان يرى أن هناك إلهًا واحدًا فقط. اذا كنت تعبد أي إله آخر فقد كان يعتقد أنك في أحسن الأحوال تتحدث إلى الهواء ، وفي أسوأ الأحوال تتواصل مع أرواح شريرة. كان الملك حزقيا من أكثر الحكام المتشددين دينيا في يهوذا القديمة. لقد أجرى إصلاحات دينية شاملة مصدرا تعليمات صارمة لعبادة الأله اليهودي
ياهوا فقط. أزال جميع التماثيل والأيقونات الأخرى من هيكل أورشليم المزعوم كما يذكر كتاب الملوك ,الفصل 2:18 من الكتاب المقدس العبري وكان في السنة الثالثة لهوشع بن ايلة ملك اسرائيل ان الملك حزقيا بن آحاز ملك يهوذا أعتلى الحكم وفعل ما كان صحيحا في عيني الرب كما فعل اباه داود من قبله. أزال الشرفات المرتفعة وكسر الاعمدة وكسر الأفعى النحاسية التي بناها موسى الى قطع, التي حتى يومنا هذا ابناء اسرائيل قدموا القربان لها (كما رأيتم لا يوجد أي ذكر لأي هيكل لسيدنا سليمان, كاذبيين حتى بكتبهم و مصادرهم ) رب
ما كان تفاني حزقيا الديني هو الذي دفعه إلى مقامرته الهائلة بتحدي الإمبراطورية الآشورية ، أو ربما كانت الثورات الأخيرة في آشور قد شجعته ، و جعلته يعتقد أن الامبراطورية على وشك الانهيار. مهما كانت حساباته ، فقد جاءت بنتائج عكسية تمامًا. وسرعان ما سمع نبأ خروج الملك الآشوري سنحاريب لمعاقبة مملكة يهوذا بكل قوة الجيش الآشوري. الأخبار القادمة من الشمال كانت ستكون مرعبة غزا سنحاريب متمردي عقرون أولاً ، وبعد ذلك أرجح جيوشه جنوبًا للتقدم نحو القدس. على الطريق مر بمدينة يهودا المحصنة لخيش. كانت لخيش ثا
ني أهم مدن يهوذا. تم بناؤها على تل, حوالي 40 كيلومترًا إلى الجنوب الغربي من القدس و كان لها جدار قوي يحيطها. كان التل أكثر انحدارًا على الجانب الشمالي ولأغراض دفاعية هنا تم بناء بوابة المدينة. يمكننا أن نتخيل المشهد الذي شاهدوه مواطني لخيش في أحد ايام عام 701 قبل الميلاد. في الشمال كانت سحابة كبيرة من الغبار بدأت في التجمع بالأفق, تبدو وكأن هناك كارثة طبيعية عظيمة قادمة. كلما اقترب الغبار أكثر فأكثر ، كان بإمكانك سماع الاهتزازات عبر الأرض. إذا ذهبت يوما لملعب رياضي كبير بكامل سعته فحاول تخيل
ما قد يبدو عليه صوت ثلاثة أو اربعة أضعاف عدد الجمهور جميعهم يسيرون معًا في دروعهم الثقيلة، جنبًا إلى جنب مع خيولهم ومع قعقعة عجلات العربات والأدوات. أخيرًا ، كانت القوة الهائلة ستظهر مثل الظل على الأرض. في وسط تشكيلاتهم سيتجمع الجسم الرئيسي للمشاة منظمين في وحدات محكمة ، تتلألأ مقدمة رماحهم في الشمس. الأمر الأكثر رعبا هو العجلات المتدحرجة الضخمة لألات الحصار الأتية لهدم أسوار المدينة. كان الجيش اليهوذي ضئيلاً بالمقارنة. كانوا يتألفون من مليشيات ومرتزقة محتشدين خلف أسوار لخيش الأسوار التي بدت
فجأة كدفاع يرثى له. ما حدث بعد ذلك تم تصويره على سلسلة رائعة من المنحوتات المحفورة بتفاصيل دقيقة من الجبس مصممة لتزيين حيطان قصر سنحاريب الجنوبي الغربي في نينوى. في ذاك الوقت كانت هذه المنحوتات ملونة وتم اختيار تفاصيلها بأصباغ من اللون الأخضر والأزرق والأحمر والأصفر. إن نقش لخيش هو قطعة فنية رائعة ، على الرغم قساوة الاحداث التي تصورها. أنها لقطة مثالية, صورت لحظة في تاريخ كان من الممكن أن يضيع تمامًا ، حيث تظهر ملابس و وجوه الجنود وخضام المعركة المحموم. قام الآشوريون في البداية ببناء معسكر وبد
أو في الاستقرار لفترة طويلة لحصار المدينة. وهنا تبرز خبرتهم بالهندسة. مع مرور الأسابيع ، كانوا ببطء يبنون منحدرا من الحجر والأرض يؤدي إلى أسوار المدينة. كان عملا على مدار الساعة . كان العمال الآشوريون يكدحون لتشكيل الطوب الطيني الازم لبناء المنحدر , ويخبزونه في الشمس. بينما كان الجنود يحمون العمال أثناء بنائه يحموهم من السهام أو حجار المقاليع التي يطلقها المدافعين الذين كانوا على الجدران. يأس المدافعين عن المدينة يمكن رؤيته بوضوح من دراسة السجل الأثري في موقع لخيش. في مرحلة ما ، يمكننا أن نرى
أن الحديد نفذ من عندهم ومن اليأس بدأو بنحت رؤوس سهام جديدة من العظام. أخيرًا عندما تم الانتهاء من الطريق المنحدر فأن آلات الحصار الأشورية الضخمة هذه قد عادت متدحرجة للحياة. كانت آلالات هذه تشبه مدرعات العصر الحديدي كانت مصنوعة من أطار خشبي كبير مثل قلعة متحركة على عجلات كبيرة. كان لدى تلك الالات برج في الأعلى يمكن للرماة أن يمطروا منه النار على المدافعين. في مقدمة الالة كان هناك أداة ثقيلة كبيرة تجمع بين ناطحة و رمح و مطرقة. تم استخدامها لكسر الجدران الطينية للمدن المعادية تتأرجح بين فجوات الط
وب والحجارة و تهدمها ببطء سيحاول المدافعون باستمرار اضرام النيران بهذه الالات ولهذا كانت مغطاة بطبقات سميكة من جلود الحيوانات الرطبة تيار مستمر من العمال الآشوريين سوف يسرعون للخطوط الامامية حاملين أواني المياه ويغمرون تلك الالات بالمياه لأطفاء الحرائق. مع هذه الألات, كان الآشوريون سيضعون عددا لا حصر له من السلالم على الحدران. أمطر المدافعون هذه السلالم بالسهام والحجارة ، لكن النتيجة كانت حتمية. انهار الدفاع. و هرب الناس من المدينة في كل الاتجاهات ، ودخل الجيش الآشوري أخيرًا إلى لخيش. من هذ
ه النقطة هذه المنحوتات ستبدو وكأنها تصوير للجحيم. كعقاب على مقاومتهم ، تم تدمير مدينة لخيش تمامًا. تم القبض على سكان المدينة و وترحيلهم إلى أراضي بعيدة في الجانب الاخر من نهر دجلة. تظهرهم المنحوتات وهم يغادرون المدينة بطوابير طويلة رجال ونساء مكدسين فوق بعضهم يركبون عربات تجرها الثيران عربات مكدسة بكل أغراضهم, الأطفال بالعربات أو محمولين بين أيدي أمهاتهم. تظهر هذه المنحوتات حتى بعض السجناء الذين تم أجبارهم على لعب الأدوات الموسيقية وهم يبتعدون عن منازلهم ، ربما تم تسجيل هذا ايضا في الرثاء الق
ديم للمزمور 137. على أنهار بابل جلسنا وبكينا عندما تذكرنا زيون. (صهيون بالتوراة تعني المكان المقدس) هناك على أشجار الحور علقنا قلوبنا ، وهناك طلب منا خاطفونا الأغاني. طلب منا خاطفينا ترانيم الفرح. قالوا غنوا لنا احدى اغاني زيون. كيف نغني أغاني الرب بينما نحن في أرض أجنبية؟ في هذا المزمور أيضًا تلقينا أحد التحذيرات الأولى المسجلة لإمبراطورية آشورعن المصير الذي قد يصيبها بالمستقبل. المصير الذي كان أعداءها المختلفون يتمنون حدوثه. الأبنة بابل ، محكوم عليها بالدمار ، فليسعد من يجازيكي على ما فعلته
بنا. فليسعد من يمسك بأطفالك ويضربهم بالصخور. بعد ذلك ، زحف الجيش الأشوري إلى أورشليم ، وكان حزقيا مستعدًا لهم. لقد بنى سورًا جديدًا حول المدينة العظيمة ، وحفر نفقًا تحت الأرض خلال الصخور الصلبة. لجلب المياه العذبة مباشرة إلى المدينة. لكن مع ذلك ، لا بد أن الوضع بدا قاتماً. قرر ملك يهودا أنه سيتعين عليه التفاوض. "الآن في السنة الرابعة عشرة للملك بالسنة 14 للملك حزقيا قام سنحاريب ملك آشور بالاستيلاء على جميع مدن يهوذا الحصينة. أرسل حزقيا ملك يهوذا إلى ملك أشور الى لخيش قائلا له : لقد أساءت لي .
اعد لي ما أخذته وقل لي ما تريد و سأعطيك حدد ملك اشور ل الملك حزقيا ملك يهوذا 300 وزنة من الفضة و 30 وزنة من الذهب ". من أجل دفع الفدية ، حتى أنه جرد الذهب من المعبد الكبير ، من المؤكد ان هذا القرار قد مزق قلب هذا الملك التدين ولكن يبدو أن حتى هذا لم يرضي الملك الأشوري سنحاريب الذي واصل حصاره. ذات مرة آمر جنراله ربشاكه بالتقدم نحو أسوار القدس ومطالبة المدافعيين عنها بالاستسلام. الجنرال الآشوري ربشاكه ذكر المعاقل اليهودية بالمدن الأشورية التي سقطت بيد القوة العسكرية الاشورية. هل حصل و أن احد أله
ة المدن سبق و أن استرجع مدينته من يد ملك آشور. أين آلهة حاماث و أرباد؟ اين آلهة سفروايم؟ و هينا؟ هل انقذوا السامرة من يدي. بدا الأمر انه ميئوسا منه ,لكن في تلك اللحظة تبدل الحظ الى صالح حزقيا. يذكره الكتاب المقدس العبري بأنه كان يصلي لربه يهواي لينقذه من الحصار الأشوري وقد سجل الشعراء العبرانيون المؤرخون الذين كتبوا سفر الملوك هذا الرد الذي نزل اليه من السماء. الأن سينفذ آمري , نعم لقد تم الآمر, تلك المدن المحصنة سوف تدمر لأكوام خراب. كان سكانها مثل عشب الحقل الأخضر, وكالعشب على اسطح المنازل,
وكتزهر الذرة قبل نموها. هكذا قال الرب عن ملك آشور: هو لن يدخل المدينة او أن يرمي سهما فيها او يأتي بدرع أو ان يطلق القذائف نحوها. وجاء بذكر تلك الليلة ان ملاك الرب ضرب مواقع الجيش الآشوري فعندما قام الناس باكرا في الصباح تفاجئوا بأن الجيش الآشوري ليس سوى جثث هامدة. قد لا نعرف أبدًا السبب الحقيقي الذي ادى الى انهاء حصار بيت المقدس. التفسير الأكثر احتمالا هو على الأرجح انتشار الطاعون بين الجيش ألاشوري. كان الطاعون يمثل تهديدًا دائمًا لأي جيش ينوي القيام بحملة ولم تكن هذه اول حملة تنتهي بهذه الطر
يقة. يروي أحد الروايات المصرية التي ذكرها المؤرخ اللاحق هيرودوت انه أجبر الجيش الآشوري على الأنسحاب بعد تفشي الفئران في معسكرهم. يقال أن الفئران قد قضمت السهام ومقابض الدروع مما جعلها غير مؤهلة للقتال. ربما يكون هذا وصفًا خياليًا آخر لطاعون قام بتدمير جيش. المصادر الآشورية هادئة بشكل مفهوم حول ما يجب انه كان فشلا محرج. المصدر الوحيد الذي ذكر هذه الحملة يركز على الانتصارات المبكرة التي حققها الآشوريون وذكرت الفدية التي سلمها حزقيا. تقدم هذه الحملة لمحة بسيطة فقط عن ما كانت تبدو عليه آالة الحرب ا
لأشورية وكيف كان الشعور ان تكون في الطرف المتلقي لغضبها. ومع ذلك فأن هذه الحملة قد انتهت بإحراج وربما كانت هذه الهزيمة هي التي دفعت مدينة بابل في الجنوب إلى المطالبة بحريتها. كانت مسألة ما يجب فعله ببابل واحدة من القضايا الملحة باستمرار للملوك الآشوريين وكانت شوكة في خاصرتهم منذ قرون. كانت بابل مدينة قديمة وفخورة وبثقافة مميزة وكانت قوية جدًا لدرجة أنها كان من الصعب جدا ابقائها بالأمبراطورية. حاول عديد الملوك آشوريون بطرق مختلفة التعامل مع هذه المشكلة. فبعضهم ببساطة سمح لمواطن بابلي أصلي بحكم ا
لمدينة و الارراضي المحيطة بها, مما أبقى البابلين سعداء! ولكن هذا أدى في كثير من الأحيان ألى اعلان الملك البابلي الأستقلال كلما فقدت آشور تركيزها. حاول آخرون فرض حاكم آشوري على البابليين هذا بطيبيعة الحال أغضبهم, غالبًا ما كان ملوك بابل الأشوريون يواجهون المؤامرات والتمردات , وكان في الكثير من الأحيان يتم الإطاحة بهم لصالح بعض النبلاء البابليين الذين سيعلنون أستقلالهم على الفور. الخيار الثالث هو الاحتفاظ بعرش بابل في العائلة. هذا عادة ما يحدث عندما يقوم ملك آشور بتعيين اخاه او عمه كملك على بابل
, لكن هذا يحمل خطرا آخر. إذا كان هذا الأخ طموحا قليلا فأنه قد يفكر في استخدام جبروت بابل كنقطة انطلاق في محاولة أخذ الأمبراطورية بأكملها لنفسه. بحلول عام 694 ق.م هذه الدورة المتكررة والمشكلة المستعصية يبدو أنها قد أصبحت أكثر من ما يمكن احتماله بالنسبة للملك سنحاريب ، وبالنسبة له ، أصبح الصراع شخصيا. كان المتمردون البابليون جزئيا مسؤولون عن وفاة أحد ابنائه. فبعد سحق اعدائه في الشمال في مملكة يهوذا وعلى طول ساحل الأبيض المتوسط أنطلق بجيوشه في حملة للأنتصار على مدينة بابل وحل المشكلة البابلية للأ
بد. في عام 689 قبل الميلاد حاصر الآشوريون بابل. استمر الحصار لمدة 15 شهرًا وعندما سقطت المدينة أخيرًا كتب سنحاريب هذا الوصف لما حدث دمرت المدينة وبيوتها من الأساس إلى الحواجز. لقد دمرتهم وأحرقتهم. قمت بهدم الطوب والأشغال الترابية الخارجية وسور المدينة الداخلي والمعابد والزقورة وألقيتها في قناة أراهتو. لقد حفرت القنوات في وسط تلك المدينة وغمرتها بالماء. لقد جعلت أساساتها تختفي ، أنا دمرتها بالكامل أكثر من الفيضان المدمر بحيث أنه من المستحيل في الايام القادمة التعرف على تلك المدينة و معابدها.
أذبتها تمامًا بالماء وجعلها مثل الأرض المغمورة. حتى بمعايير ذلك الوقت ، كان هذا الإجراء يعتبر مفرطًا. كان حرق مدينة يهودا أو عيلامية الى الأرض شيئًا! لكن فعل الشيء نفسه لمدينة بابل القديمة والمثقفة والمقدسة كان كثيرا جدا! كان هناك نحابا عظيم في أشور ، ورد سنحاريب بخطف الأله البابلي مردوخ وأعادته الى نينوى لتقديمه للمحاكمة. يمكننا ان تخيل منظر تجمع السؤولون القانونيون الاشورية في المحكمة... لإدانة التمثال الحجري الصامت للاله. بالنهاية تم ادانة مردوخ انه مذنبا لكن النص المكسور الذي يسرد القصة
لم يذكر العقوبة. كان هدف سنحاريب هو تدمير بابل بالكامل وقد نجح بذلك. تم طي مقاطعاتها الشمالية في الامبراطورية الآشورية والمدينة نفسها تم تركها في خراب. يبدو أن الحرب في بابل قد استنزفت شيئًا من الملك سنحاريب. بعد تدمير المدينة القديمة ، يبدو أنه لم يعد لديه أي شهية للحرب. بدلاً من التدمير كرس سنواته القادمة من حكمه للبناء. استقر في مدينة نينوى واختارها ك عاصمة جديدة له. كانت نينوى مدينة مهمة ل الاف السنيين ولكن عندما انتقل سنحاريب إلى هناك ، كانت في حالة إهمال شديد. رمم قصورها وبنى قصور جديدة وز
ينها بنقوش من انتصاراته المبكرة مثل حصار لخيش كما يروي النقش التالي. كان لدي قصر مبني من عاج الفيل وخشب الأبنوس ، وخشب البقس والأرز والسرو و العرعر و بطم وهو قصر أسميته القصر الذي ليس له مثيل. سقفت غرفه بعوارض من خشب الأرز نمت على جنب أمانوس. لقد قمت بتثبيت شرائط من البرونز اللامع على الأبواب الرائعة المبنية من شجر السرو التي اعطت رائحة حلوة عند الفتح والإغلاق. لقد قمت بتركيب ثمانية أسود فرعة تقف مقابل بعضها البعض ، مصنوعة من 11400 موهبة من النحاس اللامع (موهبة = 33 كغم ) مصبوبة من الاله نينغ
ال ، وكانت تشع بأشراق. احدى النقوش على أسد حجري في الجزء المرتبط بملكة سنحاريب المسماة تاشميتو شارات تحتوي على آمال أن الزوجين الملكيين سيعيشان حياة طويلة و صحية داخل القصر الجديد. شيد سنحاريب حدائق جميلة في قصره الجديد واستورد العديد من النباتات و الاعشاب من جميع أنحاء إمبراطوريته و حتى ابعد من ذلك. القطن ربما تم استيراده من أماكن بعيدة مثل الهند, و قد تم اقتراح أن حدائق بابل المعلقة الشهيرة إحدى العجائب السبع للعالم القديم ربما كانت هي هذه الحدائق في نينوى التي صممت لتمثل الإمبراطورية في شكل
مصغر. يروي سنحاريب هذه الجهود في النقش التالي. زرعت بجانب القصر حديقة نباتية ، نسخة طبق الأصل من الجبل امانوس التي بها جميع أنواع النباتات العطرية و الأشجار المثمرة التي تمثل الدعامة الاساسية للجبال. بحلول نهاية عهد سنحاريب لا بد أن نينوى قد أشرقت متألقة ك مدينة لأعظم امبرطورية في العالم في هذا التغيير الذي رأيناه في سنحاريب, نرى طريقا اخرى كان من المحتمل ان يتخذه التاريخ القائد الحربي الذي هدم اسوار ليخش و أحرق بابل بالكامل للأرض الان قد ادار وجهه عن المعارك و أستقر و بدأ بالبناء. اذا كان هذ
ا دليل فعلا على تغيير حدث في شخصية الملك الآشوري لكن للاسف لم يعش طويلا لنقل هذه الروح الى ابنائه. كان لسنحاريب سبعة أبناء على الأقل ولكن عندما مات ولي العهد وأكبرهم سنا ضد العيلاميين. ترك سنحاريب ليختار بين الأبناء الاصغر سنا من منهم سيكون الملك القادم. في النهاية ، كان عليه الاختيار بين مرشحين اثنين فقط. هذين الابنين كانو أوردو موليسو وإسرحدون. لسنحاريب هذا كان قرارًا صعبًا. في البداية تم تعيين الابن الأكبر أودرو موليسو وليًا للعهد لكن بعد عدة سنوات يبدو أنه قد فقد ثقة والده به. لا يسعنا إل
ا أن نخمن ما الذي جعل الملك يغير رأيه ، ولكن بالنظر إلى ما سيحدث ، قد نقدم تخمينًا. ربما ان سنحاريب قد اكتشف شيئًا باردًا وقاسًا في شخصية اردو موليسو جوعه للقوة قد اخافه. مهما كان السبب، قرر سنحاريب تسمية أصغر أبنائه أسرحدون وليا للعهد مما اغضب هذا اخوة اسرحدون. كما يذكر هذا النقش أثر هذا الاعلان عليهم. أنا الأخ الأصغر لأخي الأكبر ، ولكن بأمر الآلهة رفعني أبي بقوة من بين عصمة اخواني و قال انه انا من سيخلفه كملك سأل الإلهة شاماش وأداد بحثا عن الجواب فأجابوه بحزم : نعم هو بديلك. استجاب لكلماتهم
الهامة وجمع شعب اشور الصغار منهم و الكبار و معهم اخوتي و اخبرهم. بعد ذلك خرج إخواني من صوابهم وفعلوا كل شيء مغيظ لالهة البشر و اصبحت نوايهم شريرة. كانوا يناطحون بعضهم البعض مثل المعيز من أجل حق ممارسة الملكية ، ثم أصيب إخوتي بالجنون. وسحبوا سيوفهم بدون اذن الالهة في وسط نينوى. وتوسل الاخوة الاخرون والدهم لكي يعيد النظر ولكن الملك سنحاريب كان قد اتخذ قراره. أُجبر أودرو موليسو على أداء قسم الولاء لأخيه. نحن نعرف ما محتوى هذا القسم لان لدينا نسخ باقية من هذه المعاهدات. التي كان الملوك الآشوريون
يرسلونها دائمًا إلى أتباعهم. كانت هذه مستندات قانونية طويلة من عدة صفحات تحتوي على قسم بولائهم لولي العهد الجديد ومليئة بالعقوبات السماوية المرعبة إذا خالفوا كلمتهم. هذه هي المعاهدة التي عقدها معكم ملك اشور في حضور آلهة السماء والأرض العظيمة. إذا تخلصت منه برميه في النار او الماء او دفنته في الارض أو دمرته بأي اداة أو شوهته ، بأذن الاله انو ملك الآلهة ان يدع المرض والإرهاق و الملاريا و الارق و القلق واعتلال الصحة يسود على كل منازلكم ، يلبسكم الجذام ويمنع دخولكم إلى محضر الآلهة و الملوك و يت
رككم تتجولون في الصحراء مثل الحمير البرية او الغزلان. وبأذن شاماش نور السماء والأرض ان يزيل بصرك لتتجول بالظلام. وبأذن عشتار سيدة المعركة والحرب ان تحطم قوسك في خضم المعركة. أتمنى أن يمحو نابو حامل لوح أقدار الآلهة و اسمك و اسم اهلك نسلك من الارض. لكن مع كل هذا رفض ولي العهد السابق المرير أوردو موليسو قبول الواقع. وبدأ اخوة اسرحدون بالتآمر لقتله، مما أجبره على الفرار إلى المناطق الغربية البعيدة عن مناطق الخطر و التوتر في نينوى. ذكر اسرحدون فيما بعد هذا المنفى بمرارة بدأوا بنشر الشائعات الشرير
ة والأكاذيب ، و افترو علي ضد إرادة الآلهة ، وكانوا يقولون باستمرار أكاذيب غير صادقة أشياء معادية وراء ظهري. لقد أبعدوا قلب والدي الحسن عني ضد إرادة الآلهة ، ولكن في أعماقه كان رحيمًا ، وكانت عيناه مثبتتين بشكل دائم علي لأصبح الملك القادم. ربما أنقذ هروب أسرحدون من نينوى حياته ، لكن والده سنحاريب فشل في رؤية الخطر المتزايد ضده هو نفسه في اليوم العشرين من التبت وهو الشهر العاشر في التقويم الاشوري سنة 681 ق.م الأمير اوردو موليسو برفقة أخ آخر غدروا الملك سنحاريب وهو يصلي في معبد نينوى و قتلوه. أح
دثت وفاة سنحاريب صدمة في جميع أنحاء المنطقة. في يهوذا وفي سائر الأماكن التي احتقرت الاشوريين لا بد ان الناس احتفلت بالشوارع. لكن قتل الملك في أشور كان رجسًا. أخطأ الأمير الخائن أودرو موليسو و الأخوة الآخرون في حساب قوة ردة الفعل ضدهم. مستغلا موجة الغضب هذه جمع الامير اسرحدون جيشا لملاقاة اخوانه الخونة في المعركة. كما هم ايضا حشدوا قوة جبارة ولكن عشية المعركة الأولى رفض جيش الاخوة القتال لهم لانهم قتلوا الملك العجوز و هجروهم سار سرحدون الآن في نينوى بدون اي مقاومة تذكر كما يذكر أحد نقوشه اللا
حقة عاطفته عند استعادة المدينة التي قُتل فيها والده. دخلت نينوى مدينتي الملكية بفرح وجلست على كرسي أبي بأمان. هبت ريح الجنوب ،نَفَسَ إيا ، الريح التي تهبها مناسبة لي لأصبح ملكا كان ينتظرني آيات من السماء والأرض ، و رسائل الكهنة و بشارات من الالهة اعطوا قلبي الشجاعة. كان غضب اسرحدون ضد المتآمرين ساحقا. بسرعة تحركوا لإعدام جميع شركاء و عائلات اخوته بأكملها كما يروي احدى النقوش المخيقة. لقد بحثت عن كل جندي مذنب حرض اخوتي على اعتلاء حكم بلاد آشور وفرضت عقابا جسيمًا عليهم فقد أبدت ذريتهم . استعاد
أسرحدون العرش الذي تركه له والده ، لكن الطريقة التي أُجبر فيها على أخذه أرهبت الملك الشاب الى الابد. عاش بقية حياته في غيمة من جنون العظمة ، ولم يعرف أبدًا بمن يستطيع ان يثق. رسائل مكتوبة على ألواح طينية أظهرت انه كثيرا ما طلب مشورة الالهة و الكهنة كان يسألهم عما إذا كان أي من أقاربه أو المسؤولين يرغب في إيذائه. أمضى معظم وقته في قصر شديد التحصين في مدينة كالحو ، بجدران عالية ومدخل ومخرج واحد فقط ، مصممة لتكون منيعة ضد القتلة. ربما خوفا من غضب الآلهة منه شرع أسرحدون في أصلاح بعض الاضرار الت
ي قام بها والده أراد بشكل خاص إصلاح العلاقات مع مدينة بابل الجنوبية بعد ان دمرها والده سنحاريب أمر أن تعود التماثيل المختلفة للالهة البابلية ان تعود لموطنها الصحيح وفي عام 680 قبل الميلاد أعلن أنه سيعيد بناء المدينة القديمة. نجت العديد من الرسائل بين الملك اسرحدون وكبار مهندسيه المعماريين ولدينا ما يكفي لنقول انه اراد اعدة بناء بابل كما كانت قبل التدمير تماما لقد وضع أساسها الأساسي على أسسها السابقة ، ووفقا تماما للخطة السابقة لم أنقصه بذراع واحدة ولم أزدها بنصف ذراع لقد رسمت خطتها الكبرى تم
امًا كما كانت مكتوبة سابقا لقد جعلت أسسها قوية تماما ك جبلا جبار وبنيتها تماما كما كانت بالايام السابقة كانت إعادة بناء أسرحدون رسالة واضحة لشعب بابل ، وإذا صدقت التقارير فيبدو أن البابليين كانوا ممتنين للعمل الذي أنجز بمدينتهم رسالة كتبها الحاكم بابل المكلف من اسرحدون تعطي انطباعا متوهجا لقد دخلت بابل فرحب بي شعب بابل وباركوا الملك قائليين هو الذي رد غنائم و اسرى بابل وكذلك رؤساء الكلدانيين من سيبار الى فم البحر باركوا الملك قائليين هو الذي اعاد لبابل الاستقرار. لكن أسرحدون كان ايضا صانع ح
رب عنيف. حتى أنه غزا مصر لانه سئم و تعب من أنشطتهم في تمويل ودعما لمتمردين في الأراضي الآشورية. كانت حملته الأولى عام 673 ق.م فشلا محرجا لكنه نجح بدفعة اخرى بعد سنتين. و قام بتشييد نصب تذكاري لأنتصاراته في جنوب تركيا الحديثة. ممفيس ، مدينته الملكية ، في نصف يوم مناجمها و أنفاقها اعتديت عليها و حاصرتها و أسرت اهلها و دمرتها و أحرقتها بالنيران لكن في هذا الوقت تقريبًا ، بدأت صحة أسرحدون في التدهور. ليس من الواضح بالضبط ما كان مرضه لكنني أعتقد انه من الممكن طرح حجة جيدة ان هذا الملك الآشوري كان ي
عاني من احدى اوائل حالات الاكتئاب المسجلة غالبًا ما كان الملك يقضي أيامه في مكان نومه دون طعام او شراب او اتصال بشري وازدادت الأمور سوءًا عندما ماتت ملكته ، وحب حياته بدأ اسرحدون في كتابة الرسائل لطارد الأرواح الشريرة و رجل الطب رجل يدعى اداد شومو اوسر كان هذا الرجل هو المسؤول الأكبرعن سلامة أسرحدون وغالبًا ما كان يرد بيأس على طلبات الملك المستمرة ، كما تظهر هذه الرسالة التي كتبها إلى الملك. أما بما يخص ما كتبه لي سيدي الملك أشعر بالحزن الشديد كيف وصل بنا الحال لهذا الامر حتى انني اصبحت مكتئ
با من هذه المعضلة لو كان قابلا للشفاء, لكنت تخليت عن نصف مملكتك لتشفى ولكن ماذا يمكننا أن نفعل؟ أوه، يا ملكي، يا سيدي ،هذا شيء لا يمكن القيام به. تصف الرسائل المحفوظة من البلاط الملكي لأسرحدون حالته وذكرت بعض التفاصيل ايضا عانى من قيء شديد ، الحمى المستمرة و نزيف في الانف و الدوخة وآلام في الاذن و الكآبة. غالبًا ما كان يخشى الملك أن يكون موته قريبا وبدأ الطفح الجلدي يغطي معظم جسده بما في ذلك وجهه , لم يستطع أطباؤه الملكيون فعل أي شيء لمساعدته وكثيرًا ما كتبوا إليه بيأس. الملك ، سيدي ، يواصل سؤ
الي لماذا لا اشخص طبيعة هذا المرض و الاتيان بعلاجه؟ تحدثت إلى الملك في حضور الجميع ولم أستطع توضيح أعراضه. مع اقتراب وفاة أسرحدون ،أصبحت مسألة خلافته تشكل قلقا ملحا. لقد رأى بأم عينيه ما يمكن للحرب الأهلية على العرش ان تفعل من تمزيق للأمبراطورية وأراد أن يفعل كل ما في وسعه لضمان انتقال سلس للسلطة. عاقدا العزم على عدم تكرار أخطاء والده، قرر أسرحدون اصدار قرار مبتكر بأن يسمي أحد أبنائه الصغار ملكا لآشور و حاكما لكل الأمبراطورية من نينوى وابنا آخر يسميه ملكا لبابل الذي سيحكم تلك المدينة ومقسما ع
لى خدمة أمبراطورية آشور في بابل ، عين ابنه الأكبر شامش شومو كين وفي نينوى ليكون ملكا على الامبراطورية كلها عين ابنه الاصغر و أسمه آشور بانيبال. كانت رؤية جميلة. شقيقان يحكمان أكبر مدينتيان بالعالم معا. هم الاثنين يقومان بتوحيد المدينتين و جلب عصرا من السلام و الازدهار كانت رؤية جميلة ، لكنها كانت خاطئة في الواقع ، سوء تقدير أسرحدون سوف ياتي بنتائج عكسية هائلة والحرب التي ستحصل بسببها ستدخل العصر الآشوري بفصله الأخير. ذات يوم في سنة 670 ق.م في مدينة حران شمال بلاد الرافدين ، أصيبت امرأة بنوبة م
نتشية وبدأت تتكلم بلغات غريبة. ركضت في الشارع وصرخت ليسمع الجميع نبوءة واضحة لا لبس فيها. جارية من بيلا اهو سور في ضاحية حران. منذ شهر سيفان كانت منتشيةة وتتحدث بهذه النبوءات عنه. إنها كلمة نيسكو: سأحطم أسم سنحاريب ونسله. وسرعان ما سلمت شبكة جواسيس الملك أسرحدون هذه المعلومات له, روعته تلك الأخبار أمر على الفور بشن حملة عبر الأمبراطورية و حرق منزل اي شخص وجده ينشر هذه المؤامرة ولكن يبدو أن خبر النبوءة هذه قد هز كيانه. خلال السنوات الأخيرة من حياته أصبح اسرحدون مهووسا بالطالع والنبوءات ومنجمي ب
لاطه أمضوا الكثير من وقتهم في طمأنته ،كما تظهر هذه الرسالة من أحدهم. انتقل خسوف القمر من الربع الشرقي واستقر فوق الربع الغربي من القمر. كان كوكبي المشتري والزهرة مرئيين طوال فترة الكسوف. هذا يعني الحظ لجلالتك وينذر بالشر لأعدائك في الاراضي الغربية. بسبب الطالع المظلم الذي لازمه تلك الفترة قام أسرحدون عدة مرات بطقوس غريبة معروفة بأسم الملك البديل. اشتملت طقوس الملك البديل على أختباء الملك الآشوري لمدة مائة يوم تم خلالها العثورعلى بديل ليحل محله. كان هذا البديل في الغالب من عامة الناس وكان يقض
ي تلك المائة يوم يعيش في القصر ينام على سرير الملك و يرتدي تاجه وملابسه الملكية ويأكل طعامه خلال ذلك الوقت يظل الملك الفعلي مختبئا وحتى انه أخذ لقب "المزارع" في محاولة لخداع الأرواح الشريرة من ايذائه. في نهاية المائة يوم و بعد ان امتص أي طاقة سلبية كانت تريد قتل الملك يتم اعدام البديل و يعود الملك الحقيقي الى عرشه, ظنا منه ان الشر قد فاته. كرر أسرحدون هذه الطقوس ثلاث مرات خلال السنوات الأخيرة من حياته وهذا يظهر مدى اليأس الذي كان فيه ليتخلص من شعور الهلاك الذي بدأ يتجمع حوله. لكن لم يكن هناك
فائدة. بعد تمرد حدث في مصر اسرحدون خرج للقتال ضد من عارضوه ، وفي الطريق ساءت صحته. وأصبحت حالته حرجة عندما مر جيشه بالشمال وتوفي في بلدة حران. كانت هذه هي نفس المدينة التي قبل بضع سنوات فقط ركضت تلك المرأة صارخة بتلك النبوءة وعندما مات اسرحدون ابناه اشور بانيبال وشماش شوم اوكن صعدا بنجاح عروشا آشور وبابل ، وبدأو بالحكم كما خطط والدهم لهم. بالبداية حكمهم نجح نجاحا ملحوظ. سافر شماش شوم أوكين إلى بابل وجلب معه تمثال مردوخ الذي وضعه جده تحت المحاكمة وتلك كانت اخر القطع الأثرية التي تم إعادتها إلى
بابل. اعتلى الأميران عروشهما دون أي اضطراب، بالبداية بدا الأمر وكأن خطة الملك القديم كانت على وشك ان تبشر بعصرا من السلام. ولكن لعدة من الأسباب ذاك السلام لم يدوم. عهد آشور بانيبال هو بلا شك العصر الذهبي للآمبراطورية الاشورية في حكمه كانت آشور هي اكبر أمبراطورية شهدها العالم على الأطلاق وعاصمتها نينوى ربما كانت اكبر مدينة على هذا الكوكب الملك آشور بانيبال نفسه تم ذكره في المصادر التاريخية كشخصية مكتملة التكوين ومليئة بالهموم والهواجس. أحد الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام في شخصيته هو انه ربما كان
أول ملك آشوري قادر على القراءة. حتى هذا الوقت لم تكن القراءة تعتبر نشاطا خاصا بالملوك. كان للملوك خدام وكتبة ليقوموا بالقراءة لهم وكان من المفترض أن يشارك الحكام في أمور اكثر رجولة مثل الصيد و القتال. لكن آشور بانيبال لم يكن من المفترض ان يكون حاكما معتليا على العرش. قبل أن يتم تعيينه ولياً للعهد كان يتحضر لأستلام مركز ما بالمعابد مما عنى ذلك تعلمه القراءة منذ صغره وكان من الواضح انه كان فخورا بهاذا الامر كما يشهد هذا النقش الذي كتبه بنفسه. أنا ،أشور بانيبال ، فهمت حكمة نابو اله التعلم وكل
فنون و انواع الكتابة واصبحت متقنا جدا لهم. قرأت الألواح الماكرة لسومر و اللغة الأكادية المظلمة التي يصعب استخدامها بشكل صحيح. سررت بقراءة الأحجارالمنقوشة قبل الطوفان ، مثل هذه الأعمال التي لم يتعلمها أي من الملوك الذين كانوا قبلي. لقد كتبت على أجهزة لوحية ورتّبتها وأودعتها داخل قصري من أجل الطالعة و القراءة. مجموعة آشوربانيبال من الالواح الطينية كانت امرا غير مسبوق في العالم في ذاك الوقت. كانت تلك اول محاولة لإنشاء مكتبة عالمية مكان يمكن فيه الأحتفاظ بكل الكتب المكتوبة. كتب إلى مدن ومراكز التعل
م في جميع ارجاء الأمبراطورية وطلب نسخة عن كل لوح طيني تم كتابته من أي وقت مضى في النهاية ، سيجمع مجموعة تقدر بأكثر من 30000 قرص طيني كان معظمها ملاحظات للأحداث و الطوالع المختلفة و نصوص توضح بالتفصيل سلوك معين لبعض الشعوب و الحيوانات ، نصوص حركات الأجرام السماوية ، الكواكب و النجوم. لكن المكتبة احتوت أيضًا على قواميس للغة السومرية و الاكادية و غيرها. و النصوص الدينية والطقوس والخرافات والصلوات والتعاويذ و قطع الكتابة الهزلية فضلا عن الأساطير القديمة العظيمة و أشعار بلاد ما بين النهرين. كثير
من قصص و حكايات بلاد ما بين النهرين التقليدية المعروفة اليوم ومن بينها ملحمة جلجامش عاشت الى عصرنا الحالي بسبب انه تم تضمنيهم في مكتبة آشوربانيبال. لكن قريبا سيتعين على آشوربانيبال التعامل مع التحديات الحقيقية لحكم الأمبراطورية الأشورية مصر ، أحدث مملتكات إمبراطورية آشور كانت بالفعل في تمرد كامل ، وهكذا في عام 667 قبل الميلاد ، سار اشوربانيبال ب الجيش الآشوري جنوبا حتى طيبة ودمر العديد من المدن المصرية بالطريقة الاشورية الكلاسيكية. هذه الحملة سحقت التمرد ولكن كالعادة ، خلقت المزيد من المقاومة
على المدى الطويل. اندلعت الثورات مرة أخرى في العام التالي مما أجبره على العودة إلى مصر وتدميرها اكثر لكن وعلى الرغم من جهوده ,, الأشوريون لم ينجحوا ابدا في دمج مصر في امبراطوريتهم. وفي هذا الوقت ، قوة أخرى على الجانب الآخر من الإمبراطورية بدأت تصبح شوكة مؤلمة بشكل متزايد ل آشور. كانت هذه الشعوب العيلامية في جنوب إيران. كان العيلاميون شعبًا قديمًا. كان لهم دور فعال في سقوط المجتمع السومري قبل أكثر من ألف عام ، ومنذ ذلك الحين كانوا قد بنوا مملكة قوية و وغنية و عاصمتها سوزا. اشتبك شعب عيلام مع الآش
وريين عدة مرات و الحدود بينهم هي تقريبا نفس الحدود الحديثة اليوم بين العراق و ايران والد آشور بانيبال أسرحدون بذل جهدا كبيرا للعيش ليضمن العيش بسلام مع شعب عيلام حتى انه سمح باندلاع أعمال عنف على الحدود بأن تذهب دون عقاب. الآن ، زادت ثقة عيلام. بدون أمل كبير في هزيمة آشور في ساحة المعركة استقرواعلى تكتيك مشابه مثل المصريين في تعاملهم مع جارهم القوي بإمداد الجماعات المتمردة بآشور وتسليحها والتسبب بالكثير من المتاعب فيها لكن من دون إثارة حرب شاملة. ولكن في عام 653 قبل الميلاد ، يُعتقد أن الملك ال
عيلامي رجل يدعى تيومان تلقى رسالة سرية. كانت هذه الرسالة من الأخ الأكبر للملك آشوربانيبال الذي كان يحكم باسم ملك بابل كما أمر والدهم هذا الرجل اسمه شامش شمو اوكين شامش شمو اوكين لم يكن راضي بقسمته بالحياة منذ وقتا طويل. منذ وفاة والدهم قبل 13عام كان هو يحكم بابل بينما كان اخوه يحكم كامل الأمبراطورية لقد عاش حياة جيدة ، لكنه لم يكن يشعر انه قويا كفاية نظرياً ، حكم على بابل كلها لكن عمليا فان معظم محافظيه ببساطة تجاهلوه وكانوا يعتبروا ان آشور بانيبال هو ملكهم الحقيقي. تظهر النقوش ان اشوربانيبال غا
لبًا ما يملي الأوامر عليه ويتدخل كثيرًا في شؤون بابل كان غضبه من هذا الموقف بالتأكيد يتزايد وإذ كان فعلا قد أرسل رسالة إلى تيومان ملك عيلام يمكننا أن نتخيل انها احتوت على أقتراح واضح سوف أساعدك على غزو بلاد آشور وإسقاط أشوربانيبال وان تدمر خصمك القديم وفي المقابل أريد أن أحكم على بابل كملكها الوحيد. كان العيلاميون متحمسين للغاية لقبول هذا العرض. عندما عاد موسم الحرب في عام 664 ق.م أطلق العيلاميون هجوما مفاجئا اتوا من خلف الجبال و هاجموا الأراضي الجنوبية للآشوريين. غضب آشور بانيبال. جمع جيوشه
وسار عبر الأنهار ليواجههم. نجح في صد هجومهم وطارد جنودهم عائديين فاريين الى عيلام. انتصر عليهم في معركة بجانب نهر أولاي ، بالقرب من عاصمتهم سوزا وتفتخر إحدى نقوش آشوربانيبال بهذا الانتصار الذي خلد في المنحوتات على جدران قصره . بأمر من الآلهة آشور و مردوخ ، قمت بسد نهر أولاي بجثثهم وملأت سهول سوزا باجسادهم كالأعشاب المائية في وسط جيشه ، قمت بقطع راس تيومان ملك أرض عيلام. حتى أن أحد النقوش الرائعة يصور الملك آشور بانيبال مسترخيا في حديقته مع ملكته محاطًا بالموسيقيين والخدم يقومون بتهويته ويحضرون
المشروبات و الطعام وطوال ذاك الوقت رأس عدوه تيومان معلقا على اغصان شجرة قريبة ليس من الواضح ما إذا كان أشوربانيبال اشتبه ان لأخيه يد في ذلك الهجوم المفاجئ. بأي حال شاماش شمو اوكين كشف عن نواياه الحقيقية. اعلن تمرد جيشه ضد أخيه ، وأعلن أراضي بابل بانها اراضي مستقلة من الواضح أن هذا صدم الملك آشور بانيبال. نكاد نسمع الخيانة و الأذى و الغضب تحدثنا مباشرة من كتابته الرسمية. شاماش شمو اوكين أخي الخائن الذي فعلت من أجله الكثير من الأعمال الطيبة انا كنت من نصبته ملكًا على بابل ، انا صنعته وأعطيته كل
شيء يحتاجه الملك. جمعت الجنود والخيول والمركبات ووضعتهم بين يديه. أعطيته المزيد من المدن والحقول والبساتين ، واناسا يحكمهم اكثر من مما امرني به والدي. لقد نسي هذه الأعمال الطيبة التي فعلتها من أجله وظلوا بأستمرار يبحث عن الاعمال السيئة باستمرار. بصوت عالٍ بشفتيه كان يتحدث عن الصداقة لكن في أعماق قلبه كان يخطط لمكيدة قتل. كذب على مواطني بابل الذين كانوا مكرسيين لأشور كخدما لي وهو كلمهم بكلمات خداع لكن في السر كان من الواضح أن آشور بانيبال كان خائفًا وكثيرًا ما كان يكتب رسائل إلى كهنته يعطيهم
اسئلة يريد طرحها على الآلهة وفي هذه الأسئلة نتخيل شعوره المليء بالريبة والشكوك في تلك الايام السوداء هل سيتجمع الجيش العيلامي؟ وينظم نفسه و يسير للقتال ضد رجال جيش أشوربانيبال, ملك آشور؟ سرعان ما تحققت مخاوفه ومع مرارة هزيمة العام السابق أنضم جيش شقيقه الى الجيش العيلامي. رد آشور بانيبال بالهجوم بكامل قوته على مدينة بابل. مما أُجبر شقيقه شاماش شمو أوكين على التراجع وراء أسواره الجبارة والآشوريون قاموا بالتشييد لحصار المدينة. استمر حصار بابل لمدة أربع سنوات. أصبحت الظروف داخل مدينة بابل مروعة خ
لال ذاك الوقت. بدأ الناس يتضورون جوعا ويلجأون إلى أكل لحوم البشر. عندما سقطت المدينة أخيرًا تدفق الجنود الأشوريون الى أسوارها وشوارعها. يبدو ان شاماش شمو اوكين نفسه قد مات في حريقا ما على الرغم من انه ليس واضحا كيف نشب هذا الحريق. سكان المدينة الذين تم احتجازهم لفترة طويلة في ظروفا مروعة تم قتلهم بواسطة الجنود الآشوريين كما تذكر نقوش آشور بانيبال. أولئك الذين هربوا من أمام خنجري الحديدي القاتل و من المجاعة والعوز والنيران ووجدوا ملجأ شبكة الآلهة العظيمة أسيادي هم من لا يمكن مراوغتهم, قدموهم ل
ي مذلولين. لم ينج أحد. لم ينزلق أي مذنب من يدي. أما هؤلاء الرجال وأفواههم المبتذلة الذين نطقوا بابتذال عن آشور إلهي ونيتهم كانت الشر ، شققت ألسنتهم وأذللتهم. قتلت بقية الأحياء منهم وأطعمت أجسادهم المقطعة للكلاب و الخنازير و الذئاب والنسور وطيورالسماء وأسماك الأعماق. بعد كل جهود والده اسرحدون لإعادة بناء بابل آشور بانيبال الان قد اعادها الى الخراب. مع اكتمال ثأره على بابل ، حول آشور بانيبال انتباهه إلى عيلام في العام التالي سار الى الجبال ولكن هذه المرة لن يعاقب عيلام ببساطة تم شن هذه الحملة كح
رب أبادة مصممة لأزالة عيلام ككيان سياسي في مجملهة. حمل آشور بانيبال غضبه الجريح ، وقام بتمزيق جيوش عيلام وأحاط بعاصمتهم سوزا يظهر هذا النحت الآشوري ما حدث تظهر مدينة سوزا في خلفية هذا النقش وألسنة اللهب تتصاعد من ابراجها ومن ابوابها يظهر في المقدمة الجنود الآشوريون حامليين الغنائم بكافة انواعها وعلى جدران وأبراج سوزا المزيد من الجنود الذين يعملون بجد لهدم مباني سوزا حجرا حجرا وصف آشور بانيبال هذا الدمار الذي آمر به في أحدى نقوشه سوزا ، المدينة المقدسة الكبرى ، دار آلهتهم ، مقر أسرارهم ، لقد
غزوتها. دخلت قصورها وفتحت خزائنها جمعت منها الفضة والذهب والبضائع والثروة. لقد دمرت زقورة سوزا. لقد حطمت أبواقها النحاسية اللامعة. لقد قللت معابد عيلام إلى الصفر. بددت آلهتهم وإلهاتهم للريح. لقد دمرت مقابر ملوكهم القدامى والحديثين وكشفتهم للشمس وأخذت عظامهم الى أرض آشور. دمروت مقاطعات عيلام ونثرت الملح في أراضيهم. عاد الآشوريون منتصرين مرة أخرى ، جيشهم لم يهزم متغلبيين على كل التحديات، والآن تم القضاء تمامًا على أحد أقدم منافسيهم . كانت الإمبراطورية في أوج ثقتها ، ولكن في غضون ما يزيد قليلاً
عن 30 عامًا ، ستأتي نهايتها ، وكل ما سيبقى هو سلسلة من الآثار الهائلة المنهارة في رمال الصحراء. في العقد الأخير من حكمه حوالي العام 640ق.م آمر آشوربانيبال بتشييد اعمالا فنية التي من شأنها ان تكون الشاهد الدائم على كامل الحضارة الآشورية. هذه هي نقوش صيد الأسود في القصر الشمالي الغربي في نينوى. في ذاك الوقت كانت سلالة الأسد المعروفة باسم الأسد الآسيوي تتجول بحرية في الشرق الأوسط. هم أصغر قليلا من نظرائهم الأفارقة ومقدمتهم أقصر بكثير والجلد كان يتدلى من بطونهم. على الرغم من أننا نفكر فيهم اليوم ع
لى أنها حيوانات مهددة بالأنقراض وتحتاج للحماية الأسود كانت دائما تهديدا خطيرا لشعب آشور. كانوا يأتون في كثير من الأحيان من التلال وتسرق الماشية وكانت تشكل خطرا على الناس ايضا هذه الرسالة كتبها خادما مذعور لسيده البعيد عن المنزل للعمل تظهر حجم ذاك الخطر. أخبر سيدي أن خادمك ياكيم أدو يرسل الرسالة التالية. منذ فترة وجيزة كتبت إلى سيدي ما يلي ؛ تم القبض على أسد في بيت ب اكاكا سيدي يجب أن يكتب لي ما إذا كان يجب ان يبقى الاسد في نفس الدور العلوي حتى مجيئه او ان نحضره الى سيدي؟ لكن الرسائل من سيدي كا
نت بطيئة في القدوم والأسد موجود بالدور العلوي من خمسة ايام على الرغم من أنهم ألقوا اليه كلبًا وخنزير ، إلا أنه رفض أكلهم أن قلق معاذ الله ان يفر الاسد بعيدا أصبحت خائفا لكن في النهاية تمكنت من وضع الأسد في قفص خشبي وحملته على قارب ليتم احضاره إلى سيدي. كان ملوك أشور يصطادون الأسود لقرون وقتل هذه المخلوقات أتخذت معنى رمزيا. بالنسبة لملوك أشور, الأسد يمثل كل الأخطار التي تهدد شعوبهم وبانتصارهم على الأسد ، أظهروا أنهم قادريين على حماية شعبهم من الأخطار الاخرى في الأيام الأولى كانت عمليات الصيد هذه
تأخذ شكل الرحلات الاستكشافية إلى البرية. للعثور على الأسود البرية في التلال ، ولكن في السنوات اللاحقة من الأمبراطورية تم جمع الأسود من الريف وتم إحضارها إلى العاصمة ليتم تربيتها في الأسر ، كما يذكر هذا النقش من ملك القرن التاسع أشورناصربال بيدي الممدودة وقلبي الشرس لقد أسرت 15 اسدا قويا من الجبال والغابات. قبضت على خمسين شبل أسد. أخذتهم الى كالهو ثم الى اقفاص قصري لقد تكاثرت أشبالهم بأعداد كبيرة. يمكن اصطياد هذه الأسود بعروض مسيطر عليها على مرأى ومسمع من جميع سكان المدينة ، ومن هذه المشاهد ال
مذهلة ما تم تصويره لنا من قبل نقش الأسد البارز يمكننا ان نرى الملك في عربته يقاتل بالرمح والقوس يمكننا أن نرى الأسود في أقفاصهم معها شخصا صغير او طفل في قفصا اعلاها مكلفا بوظيفة فتح باب القفص يمكننا أن نرى الجنود وهم يحاولون ردع الأسود بالدروع والرماح مع كلاب مدربة مربوطة بسلاسلها. يمكننا أن نتخيل رعد عربة الملك وهي تتجول في الحلبة ، صفير سهامه عندما انطلاقهم. تظهر هذه النقوش حرفة الأشوريين في اكثر صورها واقعية وأظهار شكلا فنيا نضج على مدى قرون, التفاصيل النقية في الشخصيات البشرية وبالملابس ا
لمطرزة وتفاصيل العربة حتى أظافر الاصابع ورموش الشخصيات كلها تتناغم بشكلا مثالي التفاصيل مع انه تم تصوير الشخصيات البشرية بشكل رسمي مع القليل أو بدون أظهار العاطفة على الوجوه كانت هذه الأسود هي تقريبا التي تحمل تعبيرًا بشريًا. عندما تضربهم السهام والحراب يبدو ان وجوه الأسود كانت تصرخ كالحزن البشري ويمكن أن يكون مغريًا كمطلع حديث ان يرى بهذا الحزن تقلب المزاج الذي أحاط بالأمبراطورية بسنواتها الاخيرة عندما بدأت الأمور بالانهيار حولها هذه ستكون اخر القطع الفنية العظيمة التي ستخرجها لنا أمبراطورية آ
شور في السنوات الأخيرة من حكم أخر ملك عظيم لها وبغضون أكثر من ثلاثة عقود بقليل ستنهار أمبراطورية آشور وكل مدنها العظيمة ستترك مهجورة في الرمال. كما هو الحال دائمًا كانت هناك أسباب متعددة للانهيار الآشوري ، وتشير آخر الأبحاث إلى أن أحد هذه الأشياء كان شيئًا واجهناه عدة مرات خلال السلسلة هذا الشيء هو تحول مناخي سريع ودراماتيكي. في جنوب بلاد ما بين النهرين ، كانت آنذاك هي أراضي بابل حتى مع وجود الأنهار والمستنقعات فيها كانت الأرض قاحلة بينما في الشمال كان هناك قدرا كبيرا من الأمطار في الشتاء. هذا
يعني أنه في الجنوب كان من الضروري وجود شبكات واسعة من قنوات الري وكان ذلك منذ الأيام السومرية الأولى. لكن في الشمال كان الري لا يشكل مصدرا للقلق حيث ان الأمطار الموسمية كانت تسقي المحاصيل وكانت السنوات الـ 200 الماضية وقتًا هطل فيه المطر بشكلا غزير. لكن الدراسات الجديدة للصواعد في كهوف كونبا في شمال العراق اشارت أن حوالي العام 675 قبل الميلاد في السنوات الاخيرة من حكم الملك اسرحدون بدأ هذا الوضع يتغير. الصواعد هي تكوينات صخرية تتشكل ببطء مع تساقط الرواسب المعدنية من على اسطح الكهوف هذا يعني أنه
م يكبرون إلى الخارج فيشكلو حلقات تماما ك حلقات الشجر دراسة التركيب الكيميائي للحلقات يخبرنا الكثير عن التغيير المناخي على مدار تكوينها وتظهر هذه الصواعد بوضوح أن هناك مرحلتين متميزتين في مناخ العصر الآشوري. كانت الفترة الأولى من أكثر الفترات رطوبة على مدار ال 4000 عام التي تظهرها الصواعد. خلال ذاك الوقت كانت الحقول الآشورية مليئة بالشعير والقمح ، أراضيها الرعوية غنية وقادرة على دعم قطعان ضخمة من الحيوانات. انتهت هذه المرحلة حوالي عام 725 ق.م قبل مجيء الملك آشور بانيبال إلى العرش. هذه الفترة ا
لثانية تميزت ب ظروف جافة بشكل متزايد في الواقع سيطر على المنطقة جفاف شديد حتى اليوم مع كل تقنياتنا الزراعية الحديثة، إنتاجية المحاصيل في شمال العراق حساسة للغاية للتغيرات الصغيرة في هطول الامطار ومن الممكن ان فترة الجفاف الطويلة هذه قد اضعفت المركز الأمبراطوري الآشوري هناك بعض الأدلة على أنه خلال عقود الجفاف كان اهل الشمال قد بدأو بحفر قنوات ري مثل تلك الموجودة بالجنوب الجاف مما يشير إلى أن الأمطار اصبحت اكثر واكثر مصدرا غير موثوقا به لكن هناك القليل من الأدلة التي يمكن العثور عليها في النصوص ا
لتاريخية ولا يوجد ذكر حقيقي انه قصد حصل اي جفاف مدمر. بعد كل شيء كان الجفاف أحد المشاكل التي تعلم الآشوريين التعامل معها بخبرة. تظهر السجلات أن أسعار الحبوب والعبيد ظلت مستقرة نسبيًا طوال تلك الفترة مما يعني أن الصورة لم تكن صورة مجاعة اناسا يموتون بالشوارع. لكن الأمر يستحق أن يؤخذ في الاعتبار ان الدولة الآشورية اصبحت تحت الضغط من بيئتها وتم وضعهم فجأة في وضعا اقتصادي غير مؤاتا لجيرانهم الجنوبيين. ما إذا كان هذا عاملاً رئيسياً في سقوطهم فلا يزال النقاش مفتوح عن السبب ولكن أعتقد أن هناك عامل
آخر ربما أكث أهمية ربما كانت آشور هي اول قوة عسكرية حقيقية عظمى. كان جيشهم هو بالتأكيد الأقوى في المنطقة مطرقة سحقت كل معارضة. ولكن نهجهم الثقيل بالحفاظ على امبراطوريتهم جعلهم غير محبوبين بشكلا لا يصدق. هذا يعني أن شعوبهم الخاضعة كانت دائمًا على وشك التمرد وكلما حدث هذا كان الآشوريون يفعلون الشيء ذاته وهو سحق التمرد بقسوة أكثر و جعل أنفسهم مكروهيين أكثر. في النهاية لم يتبق لهم أي خيار آخر سوى فعل ما فعله آشوربانيبال بأرض عيلام سحق أعدائهم بقسوة شديدة حتى ببساطة لا يعد لهم اي وجود لكن الطبيع
ة تمقت الفراغ. وخلف اراضي عيلام السوداء كان هنالك قوة اخرى تبنى منذ قرون فقط في انتظار فرصتها للتوسع , فرصة قد رماها الآشوريون في أحضانهم. هؤلاء هم سكان ميديا الذين كانوا يُدعون ب الميديون. كان الميديون شعبًا إيرانيًا قديمًا يتكلمون اللغة الميدية وعاشوا في شمال وغرب ايران. ومنذ قرون كان العيلاميون الأقوياء منافيسيهم, مما قلل طموحهم ولكن بعد ان تم القضاء على العيلاميين بالكامل تقريبا لم يعد هذا هو الحال ففي العقود التالية توسع الميديون وأحتلوا اراضي عيلام وجمعوا شعوب عيلام المشتتة والغاضبة تحت
رايتها. فسرعان ما أصبحوا قوة هائلة ، وكانوا جميعًا مشتركيين لتحقيق نفس الهدف الكره الشديد للإمبراطورية الآشورية وكل ما له صلة بها. كل ما كانوا يحتاجونه هو فرصة وهذه الفرصة ستأتي على شكل وفاة الملك العظيم اشوربانيبال. بالنسبة لشخص تم تسجيل حياته المبكرة بدقة شديدة والذي صرح بحبه للأدب والكتابة آخر 12 سنة من عهد آشور بانيبال كانت لغزا غامضا بشكلا مفاجئ. لا نعرف في الواقع كيف مات أو حقا كيف قضى العقد الأخير من حياته. من المحتمل أن يكون الملك قد أصيب بفترة من المرض ، أو مثل والده انه وقع في ميل
الأسرة للاكتئاب والبارانويا. هذا النقش ربما كان اخر ما كتبه آخر ملوك آشور العظماء يبدو أنه يمثل نوعًا من الرثاء ، عويل ألم على المصائب التي حلت به. يبرز هذا النقش بين كل نقوش التباهي التي كتبها ملوك آشور ك لحظة ضعف ومعاناة حقيقية تتحدث إلينا عبر العصور. لقد أحسنت لله والإنسان, للميت و الحي. لماذا أصابني المرض والبؤس؟لا استطيع التخلص من الفتنة في بلدي والخلافات في عائلتي الفضائح المزعجة تضطهدني دائما. مرض العقل واللحم يضعفني. بصرخات الويل ، أنهي أيامي. (القصد انه كان يبكي كل ليلة) في يوم إله ال
مدينة, يوم العيد! أنا بائس. الموت يمسك بي ويضعفني. بالنواح والنحيب ، أبكي ليلا نهارا أنا اتألم. اللهم اسمح حتى لمن هو غير تقي ان يرى النور. بغض النظر عن السبب لكن في عام 639 ق.م ، السجلات التي آرخت حياة الملك توقفت فجأة. بالنسبة لهذه الفترة ، فإن المصادر الوحيدة التي يتعين علينا العمل معها هي الكتاب المقدس وكتابات هيرودوت ، الذي تم جمعها تاريخيا بعد 200 عام ، والذين كانت بلاد ما بين النهرين بالنسبة لهم أرضًا بعيدة وغامضة. ولكن هناك شيء واضح وأكيد؛ بعد وفاة آشور بانيبال الفوضى عمت بلاد آشور كان ه
ناك قتال في الشوارع و تمردت كل مقاطعاتها. أعلنت بابل استقلالها مرة أخرى ، وقسمت الحرب الأهلية الإمبراطورية. في سنة 616 ق.م ، بدأت سلسلة من سجلات التاريخ البابلي ، مما روت لنا قصة الانهيار النهائي للمجتمع الآشوري. المحرضون الكبار على هذا السقوط هم الناس الذين ساعدهم الآشوريون دون قصد كان هؤلاء هم أعداؤهم المراقبون المنتظرون في التلال هؤلاء هم اهل ميديا. في هجوم مفاجئ مذهل سارعت جيوش الميديون على عبر سفوح جبال زاغروس وغزت أراضي آشور. أولاً ساروا إلى العاصمة القديمة العظيمة آشور ، مسقط رأس الأمة
الآشورية وبيت الهها سجلات التاريخ البابلي تسجل مذا حدث بعد ذلك. قاموا بهجوم على المدينة ودمروا سور المدينة لقد تسببوا في مجزرة مروعة بالجزء الأكبر من الناس و سرقوهم واخذوا منهم الأسرى. هذا النصر قد هز العالم القديم. كانت هذه هي المرة الأولى منذ قرون التي تم فيها الأستيلاء و نهب مدينة بقلب الآشوريين ويجب أن تكون قد أرسلت رسالة واضحة لجميع اعدائها إمبراطورية آشور الان اصبحت ضعيفة ، ومع دفعة كافية ، ربما يمكن الإطاحة بها. احد الرجال سمع هذه الرسالة بصوت عال وواضح. هو أحد ملوك بابل المستقلة الجديد
ة الذي كان لديه خطط كبيرة للمدينة القديمة التي حكمها واسمه نابو بولسار. كان نابو بولسار شخصية غريبة. لا نعرف أي شيء عن أصوله ، لكنه يشير إلى نفسه في نقوشه بعبارة مار لا مامانا ( ابن ال لا أحد) لا يوجد ملك آخر في تاريخ بلاد ما بين النهرين وصف نفسه بهذه الطريقة على الإطلاق وهذا يظهر الاضطرابات الاجتماعية بهذه الفترة من الفوضى بعض قوة النبلاء كانت تتآكل ، والرجال كانوا يرتقون من صفوف العامة للحكم. عندما سمع عن انتصار الميديون في آشور ، لا بد أنه كان بسعادة غامرة. لقد أمضى سنوات في تحصين وتعزيز حدو
ده لانه عرف ان الحرب مع آشور قريبة. لكن الآن بدأ يحلم بأشياء أكبر, جمع جيوشه و سار إلى آشور بسرعة لينضم إلى الميديين. وصلت الجيوش البابلية بعد فوات الأوان للقتال ولكن على أنقاض مدينة آشور شكلوا تحالفهم الرسمي. زوج الملك الميدي كايراكزس ابنته اماتيس الى الامير البابلي نابوكودوراوسر وانضموا للحرب هذا الوضع كان كابوس الأشوريين لقرون ، والأن ها هو يتحقق أخيرا. اتحد أعداؤهم ضدهم في اكبر لحظات ضعفهم. بالنسبة لبقية ذلك العام توغلت القوات الميدية والبابلية شمالا لنهر الفرات لكنهم وجدوا ان الأسد الجري
ح بأمكانه العض. الجيش الآشوري ، حتى في حالة ضعفه لا يزال قوة هائلة وجعلهم يدفعون مقابل كل شبر من الأرض. أستمر الأمر كذلك حتى العام 612 ق.م أي بعد عامين كاملين من الغزو أن جيش الميديين وصلوا إلى أسوار أعظم مدينة في آشور ، العاصمة نينوى. يمكننا فقط أن نتخيل كيف شعر هذا الجيش وهو ينظر الى تلك المدينة العظيمة, عاصمة العالم بما لديها من الزقورة الشاهقة وقصورها الرائعة وجدرانها الدفاعية المزدوجة. تسجل السجلات البابلية ماحدث بعد ذلك. كايرسازريس عبر النهر ذهب اتجاه المنبع على ضفاف نهر دجلة ثم الى نينو
ى وخيم هناك من شهر سيمانو حتى شهر أبو خاض ثلاث معارك. ثم شنوا هجوما عظيما على المدينة. يمكننا أن نرى أدلة على المعركة الشرسة التي اندلعت هنا تركت في السجل الأثري. الحفريات في جنوب شرق بوابة نينوى بوابة هالزي الأرض هنا مليئة بالهياكل العظمية ترقد فوق بعضها على الرصيف المرصوف بالحصى. جثث الخيول ايضا ملئت البوابة إلى جانب عدد لا يحصى من رؤوس الحربة والسهام الحديدية. كلهم يرقدون بالضبط اين سقطوا في اخر دفاع عن المدينة قبل اكثر من 2600 عام. تذكر السجلات البابلية المحاولات اليائسة الأخيرة للمدافعين.
في شهر أبو تم الاستيلاء على المدينة هزيمة كبيرة حلت على البلاد وجميع السكانز في ذلك اليوم سن شاريش كون ملك أشور هرب. الغنيمة العظيمة للمدينة و المعبد تم سرقتها والعديد من سجناء المدينة تم تهريبهم حولوا المدينة إلى تلال من الدمار وأكوام من الحطام. سجل العلماء العبرانيين تدمير نينوى في ذلك الوقت بفرحة مفهوم مصدرها نجا سجل واحد في الكتاب المقدس العبري في فصل معروف باسم سفر ناحوم ، وفي هذه السطور ، يمكننا تقريبًا سماع صوت وغضب المعركة عندما اقتحم جنود ميديا وبابل شوارع نينوى. العربات تندفع بجنون ف
ي الشوارع. إنهم يتصارعون على بعضهم البعض. يركضون جيئة وذهابا مثل البرق. درع جبابرته من اللون الأحمر ، والجبابرة في القرمزي. عربات النار المصنوعة من الحديد التي تم تحضيرها لهكذا يوم مع رماح السرو الأن ترتعش. قال سيد المضيفين انا ضدك وسأحرق المركبات في الدخان ، والسيف سيأكل الاسود الصغيرة. ساقطع نسلك من الارض ولن يسمع صوت ملاكك بعد الان. ويلا لمدينة الدماء المليئة بالكذب, الفرسان يندفعون بالسيف اللامع والرمح البراق نحو كومة الجثث التي لا نهاية لها التي جعلتهم يتعثرون بها كل قلاعك ستصبح مثل التي
ن اول طلوعه اذا اهتزت تسقط في فم الذي يريد اكلها بالنسبة لناحوم كان تدمير نينوى حكمًا أخلاقيا على إمبراطورية كانت قد سببت مثل هذه المعاناة على أراضي الآخرين. الرب إله غيور ومنتقم. الرب منتقم ومليء بالغضب. الرب ينتقم من خصومه ويتذكر غضبه على أعداؤه قد أعطى الرب وصية ان يكون الحرب فقط باسمه غير ذلك يكون بلا قيمة ابواب ارض ذيي مفتوحة على مصراعيها لأعدائك اكلت النار عوارضك. يا ملك آشور تشتت قومك على الجبال ولا يوجد من يجمعهم. ليس هناك ما يخفف من جرحك. جرحك مؤلم. كل الذين يسمعون خبرك صفقوا بالايادي
. على من لم يسبقه احد بالشر ابدا. بنهاية عام 612 ق.م ، كانت العواصم الثلاثة العظيمة لآشور ، عاشور القلب الديني نينوى المركز الاداري ونمرود ، العاصمة العسكرية ، كلها كانت في حالة خراب. لم يقم الميديون بأي محاولة لاحتلالهم وبدلاً من ذلك شرعوا في تدمير المدن كما فعل الآشوريون ذات مرة بمدن عيلام. تم قتل الملك الاشوري في المعركة, لكن احدى جنرالته اسمه آشوراوباليت يبدو أنه صمد بشجاعة امام الغزاة ، جمع ما تبقى من الجيش الآشوري حوله اغلب هؤلاء كانو عبارة عن جنود تم اعادتهم من مصر وصلوا بعد فوات الأوان
للدفاع عن نينوى لكنهم كانوا يعرفوا ان الأمر ميئوس منه و عسكروا في بلدة حران أتساءل إن كان قد تذكر أي منهم انه قبل قرن هي نفس المدينة التي كانت فيها تلك المرأة التي تنبئت بهلاك الامبراطورية الآشورية. في عام 610 قبل الميلاد ، بعد عامين من نهب نينوى ، سارعت جيوش ميديا أخيرًا إلى حران وسحقوا ما تبقى من المقاومة الآشورية. الجنرال آشور أوباليت تلاشى بالتاريخ واصبحت امبراطورية آشور غبار. كتب الملك البابلي نابو بولسار النقوش التالية احتفالا بتدمير عدوه العظيم أما الأشوريون الذين تسلطوا على أرض اكاد من
أجل بغض الآلهة وجعلوا أهل الأرض يتألمون تحت شرها الثقيل، انا الضعيف الذي يبحث باستمرار عن رضى سيد الاسياد مردوخ و بقوة الآلهة الجبارة نابو و مردوخ اسيادي انا منعت أقدامهم من أرض اكاد وخلصت البابليون من شرهم. مع تقدمه في السن اعتمد نابو بولسار بشكلا متزايد على ابنه الأمير نابو كودوري أوسور الذي نعرفه بالاسم التوراتي نبوخذ نصر. في عهده ستبدأ سلسلة ملوك بابل الذين سيمثلون المرحلة التالية من التاريخ في هذه المنطقة ، لكن المدن العظيمة في آشور لن يتم احتلالها مرة أخرى. كانت أنقاض نينوى قد ظلت لبعض
الوقت كأكوام حطام مسود. وشوارعها بقيت مليئة بالجثث ، ولكن ببطء كانت رمال الصحراء التي تهبها الرياح تتدحرج فوقهم. جدرانها وبيوتها اصبحت مغطاة بالتراب والأرض. وقد دفنت الرمال الهياكل العظمية التي كانت ملقاة في شوارعها . كما دُفنت مكتبة الملك آشور بانيبال العظيمة . في تطور من القدر المثير للسخرية ، كان تدمير نينوى هو الذي ضمن بقاء نصوصها. الحرائق التي اجتاحت المدينة جعلت الطين قاس مما ضمن ان الكتابات على هذه الاقراص كانت واضحة عندما اكتشفها علماء الاثار كما تم كتابتها قبل 2600 عام مضت الناس ال
ذين دمروا نينوى احتفلوا بهمجية في قصور آشوربانيبال أسرحدون و سنحاريب نهبوا كل ممتلكاتهم الثمينة وتم تشويه بعض المنحوتات التي تبطن جدران القصر. وبشكل خاص الوجوه المنحوتة للملوك الآشوريين ، كسروا المرمر الناعم واستمتعوا بتدميرها. لكن من بين جميع المنحوتات ، بقيت تلك التي تصور صيد الأسود على حالها. كانت التعبيرات الحزينة لتلك الأسود التي تم اصطيادها ستحدق بعيونها الحزينة في القاعات المهجورة ، التي كانت مليئة بالحياة يوما ما طوال مرور تلك الأيام والأشهر. سرعان ما ملأ الرماد والغبار الغرف. في ال
نهاية ، تعفنت عوارض السقوف وانهارت الأعشاب بدأت النمو في قاعات الملوك الآشوريين صنعت الطيور والثعالب البرية منازلهم بين الأنقاض وشجيرات التامارسك المزرق سرعان ما ملئت الممرات. بعد مئات السنين عندما مر الكاتب اليوناني زينافون مع ال 10000 يوناني وهم فارين من الجيش الفارسي الذي يطاردهم الناس الذين يعيشون في هذه المنطقة لن يتذكروا حتى أسماء الأشخاص الذين بنوا هذه المدينة سيقولون أنه ربما كانوا الميديين هم من بنوها وانه لسببا ما الآلهة عاقبتهم وحولت مدنهم الى كومة من الخراب. كتب عالم الآثار الفيكتور
ي أوستن هنري ليارد في خمسينيات القرن التاسع عشر زار ليارد أنقاض نينوى وكتب السجل التالي بعد ان رأى هذه الأطلال المقفرة. خلال إقامة قصيرة في هذه المدينة ، قمنا بزيارة الآثار العظيمة الموجودة شرق النهر الذي يُعتقد عمومًا أنها بقايا نينوى. من قمة ربوة مصطنعة نظرنا إلى نطاق واسع الى سهل يفصله النهر عنا. خط من التلال العالية يحده من الشرق ، وتلة على شكل هرمي ارتفعت عاليا فوق البقية موقعها جعل تحديد هويتها سهلا هذا هو الهرم الذي وصفه زينافون وهنا هو ال 10000 خيموا بالقرب منها. كانت الأطلال المحيطة ب
ها هي تلك التي رآها الجنرال اليوناني قبل 22 قرنًا ، والتي كانت حتى قبل 22 قرن بقايا مدينة قديمة ليارد دهش من جمال هذه الأماكن الفارغة ، حيث يبدو أن الأطلال بالكاد تحمل علامات البناء البشري. هل كان المسافر العابر لنهر الفرات الباحث عن الآثار في بلاد ما بين النهرين سيلاقي آثار كما لاقى في اسيا الصغرى أو سوريا ؟ لا, سيكون بحثه عبثا عمود رشيق يرتفع فوق أوراق الشجر السميكة والايلكس و الدفلى وايضا تغطي المدرج الذي تطل على المياه الزرقاء الداكنة للبحيرة. لا يمكن العثور على أي من هذا, كل هذا تم استبدا
له بكومة من الغبار الذي لا شكل له الكومة المرتفعة عن السهل المحطم شظايا من الفخار والكتلة الهائلة المبنية بالطوب تنكشف من حينا لآخر بواسطة امطار الشتاء. ليارد ، مثل زينافون قبله بأكثر من ألفي عام ، صُدم بـ ضخامة ما تمثله هذه الآثار شهادتهم الصامتة امام فجوة الوقت الشاسعة التي تفصل وقتهم عن وقتنا. المشهد المحيط مناسب للآثار الموجودة. فراغ يلتقي بفراغ. الشعور بالرهبة والأندهاش والتساؤل. الا يوجد ما يريح العقل ويخبرنا ما حدث؟ هذه التلال الضخمة لبلاد آشور تركت انطباع اعمق بداخلي والى افكار اكثر جد
ية وتأملت فيها أكثر من كل معابد بالبيك ومسارح ايونيا. إنه فقط من خلال العمل الشاق والدقيق لأجيال من العلماء ان نصوص الآشوريين القدامى تم فك شفرتها وترجمتها ، مما سمح لأصواتهم مرة أخرى بالتحدث إلينا من الطين ، كسر صمت آلاف السنين. أريد أن أنهي الحلقة بأحد هذه الأصوات. إنها قصيدة غامضة كتبها مؤلف مجهول باللغة الأكادية وهي معروفة باسم رثاء مدينة. بينما كانت هذه الأنواع من الرثاء الحزينة شائعة في اللغة السابقة لـ السومريين فقد كانت أقل شهرة في العصر الآشوري. تتحدث القصيدة بصوت إلهة تم تدمير مدينته
ا ، وهي الآن تتجول وحدها في الصحاري العارية والمستوية ، في حالة حداد على المكان الذي يوما ما اسمته منزلها. هذه القصيدة ، المكسورة والمجزأة ، المليئة بالثغرات والصمت ، يلتقط كيف كان شعور الخسارة الذي شعر به شعب آشور تلك الأيام وانت تستمع ، تخيل ما ستشعر به ان كنت تعيش بقلب العالم الغني وترى بأم عينيك الأيام الاخيرة للأمبراطورية امامك. تخيل كيف سيكون شعورك اذا عشت في مركز امبراطورية تسببت بالكثير من المعاناة للاخرين وعندما اجتمعت شعوب العالم حولك وطالبت بانتقامهم تخيل كيف ستشعر عند مشاهدة القا
عات الكبيرة المطلية بالمرمر المنحوت وتفيض حدائقها بالاشجار والزهور النادرة ومكتباتها مليئة بالكتب و القصص المدينة مليئة بذكريات طفولتك وعائلتك وأحبائك كل هذا اشتعلت فيه النيران ثم تم تغطيتها بالغبار المنجرف و رمل الصحراء. من وقف حيث أقف وبكى ، بكى مثل الشخص العاجز في السرير؟ من بين المدن القائمة ، تم تحطيم مدينتي. من بين الجماهير الراسخة ، رجلي ذهب بعيدا من بين الآلهة المقيمين هناك انا ايضا بالتأكيد هربت. قطيعي الضائع يصرخ في أرض العدو. حملي يثغى. خرافي وقطيعي تم سرقتهم بعيدا. عندما عبر غنمي
النهر ، تخلت عن حملها على الضفة. طيورى كلها أجنحتها مقطوعة. أين بيتي الذي كنت أسكن فيه؟ ترجم الى العربية من قبل: مجد البشير majdmajdmajdmajd88@gmail.com شكرًا لك مرة أخرى على الاستماع إلى بودكاست "سقوط الحضارات". أود أن أشكر ممثلي الصوت بهذه الحلقة. مصطفى راعي ، بيتر والترز ، لاكلان لوكاس ، كارسون ويشارت ، نيك دينتون ري بريجنيل ، وآني كيلي. شكراً جزيلاً لعالم الآشوريات الدكتور إيلي بينيت في جامعة هلنسكي لعملها كمستشار خاص في هذه الحلقة. كان بافلوس كابرالوس يقرأ اليونانية القديمة لأناباسيس ز
ينوفون كان كتاب ناحوم بالعبرية هو الحاخام يعقوب وولبي الذي يستضيف اليهود بودكاست التاريخ.في الأشهر القليلة الماضية ، تأخر الفريق لقد كان سقوط الحضارات يعملعلى مشروع شقيق يتم تنفيذه الآن صدر. إنه يسمى لقاح.Vaccine هو بودكاست يخبر قصة الكفاح العالمي ضدالجدري عبر العصور ، منذ أقرب تاريخ كشيطان شعبي من خلالتاريخ علاجه على طول طريق الحرير وفي مكتباتبغداد ، حتى القضاء عليه بجهد عالميفي الستينيات. إنها قصة انتصارومأساة الإنسان ، وتستكشف النقاشات ذلك احتدم عبر التاريخ حول السلطةوالصحة العامة ، وماذا يمك
نهم أن يعلمونا اليوم.اللقاح متاح الآن للجميع منصات البث ، ويوتيوبكسلسلة فيديو اليوم. أحب أن أسمع أفكاركموردودكم على تويتر ، لذا تفضلوا بزيارتنا و قل لي ما هو رأيك.يمكنك متابعتي علىPaulMMCooper و إذا كنت ترغب في الحصول على تحديثات حول البودكاست ،وإعلانات حول الحلقات الجديدة أيضًا كصور وخرائط واقتراحات للقراءة ،يمكنك متابعة البودكاست في Fall_of_ Civ_Pod مع شرطات سفلية تفصل بينالكلمات. إذا استمتعت بهذه الحلقة ، فقدتستمتع أيضًا برواية كتبتها بعنوان All أصنامنا المكسورة. إنها قصة تدور أحداثهافي عهد ا
لملك آشور بانيبال في الأيام الأخيرة للإمبراطورية الآشورية ،وخلال سقوط الموصل عام 2014. إنه متوفر في جميع المكتبات اليوم. لا يمكن لهذا البودكاست أن يستمر إلابدعم مشتركينا الكرماء على Patreon.أنت تجعلني أركض ، وتساعدني في تغطية التكاليف ، وتساعد في الحفاظ على البودكاستخاليًا من الإعلانات. لقد سمحت لي أيضًا بتخصيص المزيد من الوقتللبحث والكتابة والتسجيل و التحرير لإخراج الحلقات إليكبشكل أسرع وإضفاء الكثير من الحياة والتفاصيل لهم قدر الإمكان.أريد أن أشكر جميع المشتركين في قناتي جعل هذا يحدث.إذا كنت ق
د استمتعت بهذه الحلقة ، من فضلك فكر في التوجه إلى patreon.com/Fallofcivilizations_podcast، أو مجرد Google Fallof Civilizations Patreon. هذا باتريون للمساهمة بشيء والمساعدة فياستمرار تشغيل هذا البودكاست. ترجم الى العربية من قبل: مجد البشير majdmajdmajdmajd88@gmail.com

Comments

@user-su6ln1gr9m

am an Iraqi citizen. I tell you that there are wonders and wonders in Iraq. In Iraq, there are in every civilization ax and traces of the Sumerians and Babylonians. Talking about Iraq does not end because it is the origin of humanity. Faithful revealed the prophets and messengers. And you, as a European citizen, thank you for this work and spreading the history of Iraq, and that it is not only the history of Iraq, but the history of mankind. thank you brother. I am from the city of Nasiriyah (the city of Ur).

@hkasia8139

I am from Iraq. One of my teachers at year 7 school, Master Zuhair; may he rest in peace, taught us history and he has covered all this document and more about the Assyrians, and I thought no one would come close to him, you did Dr Cooper. Master Zuhair used to know the Akadian language too. Knowing Iraq history, I find it amazing how history repeats itself. The story of Assyria and its geo relationships has manifested repeatedly for the last 3000 years. Your documentary has taken me in an emotional journey across many levels and boosted my realization of why we need to study history! I am sure, with whatever subjectivity, objectivity, and projection this document is consumed under, it is so enriching to one sense of existence. Thank you so much.

@matthewjobin3609

The thought of Xenophon, a man so ancient to me, standing and staring in awe and wonder at an ancient ruin… it just gives me chills

@Laocoon283

I really love how each episode starts off with a real life account of someone stumbling across some magnificent ruins and being left in awe of them. Really captures the mystery behind the collapse of civilizations.

@xxxxxxxxxxxx_xxxxxxxxxxxxxxxxx

How is this called a "podcast"? This is top-tier TV, almost movie quality. 10 minutes in and discovered its a series, so Im subbing and going back to episode 1.

@anunnaki_7

I am from Nineveh, specifically from Mosul. I lived my childhood among these monuments, walls and archaeological hills, and I remember how I used to pass every day in front of it. I was very impressed by it, and I wished to be an archaeologist who would take care of the antiquities of his city, but I ended up as a refugee in Turkey looking for his future, I wonder if Ashurbanipal would return to see his sons and his city like this, what would he have said? Thank you for showing our history to the world

@12345lolamosa

Wow, this is amazing! I am Assyrian and was born in iraq and my parents tell us these stories all the time when we were kids. It was so beautiful to watch!

@tarabartee3424

I like the way you have the music at a low volume. It adds to my enjoyment of the series. It sets the tone without covering the sound of your voice. I say this about the 12 I have already watched as well. Thank you.

@zacharyscott387

3 hour documentary which is higher quality than most commercial documentaries. What a legend.

@jorisessers2373

I have listened to the podcast version of this at least 5-6 times now over the last month, forming the images in my head... I even translated most of the text in Dutch so my 12 year old son, who is learning about Mesopotamia in school right now, could follow it. My expectations for this version with images were high .. but boy ... this is even sooo much better that what I expected. Immediately from minute 1 you can see the quality level of this: the Greek soldiers, the images of present day Nimrud, the animation of Nineveh, and it goes on and on and on .. It deserves every second of praise it gets and I will recommend this to anyone who might listen ... and I will of course start watching it with my son first thing tomorrow morning!

@paradoxdriver4094

I have watched all of your youtube videos several times over. I should also note that your tone is very relaxing and peaceful, and have often used the audio as a tool to help me fall asleep. Thank you very much for the incredible work that you put into these.

@MARGATEorcMAULER

I've watched this 3 maybe 4 times and I swear it gets better each time. This is a Masterpiece in every sense of the word. Thank you for sharing your passion.

@spencertherren6806

Couldn't click fast enough. The prime example of historical documentary on YouTube.✌️ History Time, Kings and general's are excellent too.

@c.h.9547

I believe I commented on an earlier video of this channel, effectively saying that this podcast inspired me to pursue history. If you do end up reading this, I just got an offer from Oxford for ancient and modern history, I can’t say thank you enough, this podcast continues to inspire me and exposes me to new and underrepresented areas of history. Thank you. I even put this series in my personal statement (I hope you don’t mind), absolutely brilliant.

@richardthompson6265

Paul Cooper, the grand master of narrative work, meticulous research and just superb storytelling.

@AstralMarmot

Not only do you have incredible voice actors, you clearly put a lot of thought and care into matching the voices to the words. It's like each of them, for just a few lines, has committed their entire self to the person behind the words. You all bring it every time and it really, really shows.

@stalkel29

Our empire may have fallen but we’re still around. Proud to be Assyrian. Khaya Ashour! 💪💪

@igelbeatz

These documentaries transport me back in time; they are enthralling masterpieces. And I am infinitely grateful that I have unlimited access to them FOR FREE. Your work is brilliant and you deserve all the success that has come and will continue to come your way.

@cosmicaquinas

Something that should have been mentioned is how the cultural influence of Assyria survived long after its fall as a civilization. The Assyrian language has many offshoots spoken throughout the Middle East, and to this day, there are still some who speak it. Assyrians live in diaspora all over the world, but a few still live in their ancestral homeland. Many Assyrians are part of Christian churches that still use their language for liturgy, and have had a significant impact on the faith as a whole. Other than that, amazing video, absolutely fantastic!

@creatingwithcode1630

I can not express how much I thoroughly enjoyed this documentary. Thank you so much for the work that you put into this production. I can't wait to watch the rest of your content.