Main

1948: Creation & Catastrophe (Full documentary)

Through riveting and moving personal recollections of both Palestinians and Israelis, 1948: Creation & Catastrophe reveals the shocking events of the most pivotal year in the most controversial conflict in the world. It tells the story of the establishment of Israel as seen through the eyes of the people who lived it. But rather than being a history lesson, this documentary is a primer for the present. It is simply not possible to make sense of what is happening today without an understanding of 1948. This documentary was the last chance for many of its Israeli and Palestinian characters to narrate their first-hand accounts of the creation of a state and the expulsion of a nation. Hear stories from the Israelis and Palestinians who personally lived through events in Haifa, Jaffa, Dayr Yasin, Acre, Jerusalem, Ramla, Lydda and more. These shocking and dramatic events reveal the core of what drives the conflict today. 1948movie.com For a bibliography, visit 1948movie.com/research facebook.com/1948movie Note from the producers: This documentary is ten years in the making. We collected dozens of stories from fighters, refugees (many still living in camps) and survivors of the war. Their stories are powerful, heart-breaking and shocking. On top of those interviews, we conducted a mountain of research (over 20,000 pages of history), painstakingly fact-checking every statement made in the documentary. Our team gathered photographs and film from archives across the globe. We retrieved copies of military orders from Israeli archives. We translated dozens of Arabic and Hebrew interviews as well as secondary documents. And we interviewed and consulted with some of the most respected historians in the field. This has been a colossal amount of work. We sincerely hope you get something out of it. Andy Trimlett & Dr. Ahlam Muhtaseb 0:00 Introduction 12:14 Partition 19:37 Plan D 23:11 Dayr Yasin 31:32 Haifa 36:22 Jaffa 42:16 Declaration 47:44 Acre 51:14 Ramla & Lydda 58:39 Negba & Nazareth 1:01:43 Beersheba 1:04:30 Preventing Return 1:09:35 Design 1:14:23 Villages 1:16:35 Statehood 1:20:24 Returning 1:22:32 Conclusion

1948: Creation & Catastrophe

4 months ago

‫هنا! هنا! ‫لا يوجد أثر لهم. ‫لن تجدهم في خرائط السياح. ‫و لكن, اذا كنت تعلم اين تبحث... ‫اذا تذكرت اين تبحث, ‫يمكنك ان تجدهم, و مئات مثلهم في جميع أنحاء إسرائيل ... ‫هدموها كلها. ذهبت كلها. ‫هذا بيتنا هنا ‫هنا هنا! مئة بالمئة. ‫هنا بيتنا! ‫لمعرفة قصص هذه البلدات والقرى المدمرة ‫هو فهم جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ‫لمعرفة قصصهم يجب أن ترجع للسنة ‫التي لن ينساها أحد في المنطقة أبدا. ‫على الرغم من أن البعض قد حاول ... ‫انها ثقب أسود. أريد ... أنا لا أريد أن أفكر في ذلك. ‫هو شعور "لديك دولة خاص
ة بك، دولة يهودية". ‫ولا يمكن لأحد أن يعيش أي وضع من هذا القبيل. ‫انه ظلم فادح. وهذا هو ما يؤلمك حقا. ‫إنه ظلم فادح لم يُهتم به ولم يتطرق إليه أحد على الإطلاق ‫فقط عندما أجبت على سؤالك، عرفت ذلك. ‫أنا أعلم أنني لا أريد أن أفكر في '48. ‫ قد يبدو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستحيل الفهم ‫من خلال التمعن في السنة التي غيرت معظم حياة الإسرائيليين و ‫الفلسطينيين، سنة ١٩٤٨، يصبح من الممكن فهم القوى ‫التي تسيّر هذا الصراع اليوم. ‫للإسرائيليين، ١٩٤٨هي سنة الولادة. ‫إن الظلم الرهيب الذي تعرض له اليهود في
جميع أنحاء العالم ‫سينتهي أخيرا بتحقيق ‫الحل الذي طال انتظاره: دولة يهودية في فلسطين. ‫بالنسبة للفلسطينيين، كان عام ١٩٤٨ نكبة. ‫تلك السنة, شهدت تدمير مئات من ‫القرى والبلدات الفلسطينية، ‫واستبدل سكانها من قبل الغرباء من أوروبا وروسيا. ‫ومعظم الفلسطينيين لن يروا منازلهم مرة أخرى. ‫في القرن التاسع عشر، عانى اليهود في أوروبا وروسيا ‫الاضطهاد في أشكال متعددة ‫كانت الصور النمطية العنصرية لليهود متفشية. ‫دعت بعض الحركات لمقاطعة التجارة اليهودية. ‫في العديد من الأماكن، لم يسمح لليهود بحضور الجامعات، ‫و
أجبروا على العيش في أحياء معينة ‫ومنعوا من احتلال مناصب في الحكومة. ‫في أماكن أخرى، فإن بلدات بأكملها ثارت ضد ‫سكانها اليهود وقامت بمهاجمتهم بشكل جماعي، ‫مما أدى إلى النهب والسرقة والاغتصاب والمذابح. ‫بدأ اليهود في البحث عن وسيلة لإنهاء معاناتهم. ‫بعضهم جاء بفكرة إحضار كل الشعب اليهودي ‫من أوروبا وروسيا وتوطينهم في مكان ما ‫حيث يمكن أن يكونوا أخيرا آمنين. ‫المكان الذي اختاروه كان فلسطين. ‫والحركة التي تشكلت في نهاية القرن ال ١٩ ‫أصبحت تعرف باسم الصهيونية. ‫لقد كنا صهاينة. ‫لقد كنا لبناء، لبناء
وطن. ‫حسنا، ان ما فعله اليهود في دوائرهم ومجتمعاتهم الصغيرة في الخارج ‫وهو ما روج الصهيونية (كما أطلق عليه لاحقا) ‫أنهم جمعوا المال ثم أرسلوا أسرة ‫أو مجموعة من ٢٠ شخصا أو أيا كان لفلسطين. ‫واشتروا قطع صغيرة من الأراضي وأنشأوا مستوطنات صغيرة. ‫لقد كانت روح الأمل والحماس، ‫وذاك الشعور اننا نبني شيئا. ‫كان الأوروبيون يستعمرون البلاد في جميع أنحاء العالم لعدة قرون ‫والصهيونية اتبعت ذلك التقليد. ‫ولكن كانت هناك مشكلة، وهي مشكلة تم تجاهلها ‫من قبل شعار الصهيونية الرائج عن فلسطين. ‫"شعب بلا أرض لأرض ب
لا شعب". ‫حسنا؟ لقد أرادوا إعطاء اليهود أرض ‫لأنهم لم يكن لديهم أرض. ‫ولكن المشكلة هي أن الأرض التي أعطوهم إياها كان فيها شعب: ‫كان يسكنها الفلسطينيون منذ آلاف السنين. ‫عندما بدأ المستوطنون الصهاينة بالوصول في القرن التاسع عشر، ‫كان عدد السكان الفلسطينيين قد بلغ حوالي ‫٤٥٠,٠٠٠ عربي و ٢٠,٠٠٠ يهودي. ‫كانوا اليهود الموجودين يهود حقيقيين ‫ من اليهود غير المتطرفين. ‫يعني كانوا مستقيمين. ‫و كانوا يعرفون أنه أنا لدي حق ان أعيش هنا، ‫مثل ما لهم حق ان يعيشوا هنا ‫عندما جاء هؤلاء [اليهود] من الغرب، ‫هم ال
ذين خربوا كل شيء واجبرونا على الخروج. --- ‫خلال الحرب العالمية الأولى، حققت الحركة الصهيونية انتصارا كبيرا. ‫حيث أعلن وزير الخارجية البريطاني آرثر بالفور ‫تأييده لإنشاء وطن قومي ‫للشعب اليهودي في فلسطين. ‫وبعد بضعة أسابيع، احتل الجيش البريطاني القدس، ‫وبدأ بتنفيذ وعد بلفور. ‫في السنوات الأولى للحركة، ‫كانت الدعوة لإخراج العرب من فلسطين ‫لم يعلنها القادة الصهيونيين كثيراً. ‫ولكن، عندما بدأت مجموعات أكبر وأكبر من اليهود ‫يتوافدون على البلاد، ‫النقاشات حول تشجيع السكان الأصليين على الرحيل، ‫من خلال
شراء أراضيهم - أو من خلال وسائل أخرى - ‫بدأت بالانزلاق الى العلن. ‫في عام 1920، أصبح الآلاف من العرب بلا مأوى ‫بعد أن اشترى الصهاينة أراضيهم بدون علمهم ‫من خلال عقد صفقات مع ملاك الأراضي الأثرياء من البلدان المجاورة. ‫أدى صعود هتلر في ١٩٣٠ ‫إلى إرتفاع حاد في الهجرة اليهودية إلى فلسطين. ‫شاهد العرب وصول المزيد والمزيد من الصهاينة، ‫و شاهدوا العدد المتزايد من أولئك الذين فقدوا منازلهم ‫وسمعوا تصريحات من قبل بعض القادة الصهاينة ‫أن لديهم خطط بأن يفوق عددهم عدد العرب يوما ما ‫فثار العرب. ‫في ٣٦- ٣٩
، ثاروا ضد البريطانيين ‫وضد الوجود الصهيوني. ‫قيادة الحركة الصهيونية ‫وقيادة الشعب العربي الفلسطيني - ‫كلاهما توصلا لنفس التشخيص لحالتهم ‫وهذا ما فهموه: ‫أن إنشاء أي نوع من الدولة اليهودية ‫في أي جزء من فلسطين، ‫تكون فيه أغلبية يهودية، ‫تطلب بالضرورة التهجير على نطاق واسع للعرب الفلسطينيين. ‫اعتقدت الصهيونية في وقت مبكر انه يمكنها بالفعل ‫شراء الفلسطينيين. ‫يمكنك شراء بعض الأراضي هنا. ودفعهم للخروج. ‫تدريجيا، بإمكانك دفعهم إلى شرق الأردن. ‫وبحلول منتصف الثلاثينيات، أدركت الشخصيات الرئيسية داخل ا
لقيادة ‫أن السبيل الوحيد للقيام بذلك هو أن تفعل ذلك على ‫على نطاق واسع- أن تقوم بهندسته. ‫في عام ١٩٤٠، كتب يوسف وايتز في مذكراته، ‫"الطريقة الوحيدة هي ترحيل العرب ‫من هنا إلى البلدان المجاورة، ‫كل منهم، ربما باستثناء بيت لحم الناصرة والقدس القديمة. ‫لا يجب ترك قرية واحدة أو قبيلة واحدة ". ‫ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، ‫الهروب من أوروبا أصبح حاجة ماسة جداً ‫انتهى المطاف بجوزيف بن اليعازر في فلسطين ‫بعد أن اضطر للخروج من بولندا على يد النازيين. ‫لقد أمرنا بالخروج من المدينة. ‫كان البوليس الأ
لماني يقف من حولنا ‫و كانت الأمهات مع الأطفال، المسنين، المعاقين، الجميع، ‫و كانت هناك كتلة كاملة من الناس ‫تتحرك نحو نهر سان. ‫وهناك تم تفتيشنا بحثاً عن جميع الأشياء الثمينة ‫التي أخذت منا. ‫[في] بولندا، كان هناك ٢٥ طفلا في صفي، ‫بقي منا اثنان بعد الحرب. ‫قتل الباقي. ‫كنت أعتقد بأننا نكافح من أجل البقاء، ‫وأننا إذا لم نقاتل، فسنشهد هنا ‫ محرقة ثانية، ‫الأمر الذي قد يكون غير موضوعي، ‫ولكن هذا ما شعرت به في ذلك الوقت. ‫في فلسطين، حتى قبل بداية الحرب العالمية الثانية، ‫كان واضحا أن الحرب باتت في ا
لأفق. ‫بعد سحق الثورة العربية ‫ونفي قادة المجتمع العربي، ‫قرر البريطانيون اتخاذ بعض الإجراءات ‫لمعالجة مخاوف العرب في فلسطين. ‫وهذا دفع البريطانيين ‫إلى وقف الهجرة اليهودية تدريجيا. ‫ما كان هذا يعني لليهود ان ‫طريق تحقيق الدولة من خلال الأغلبية، ‫من خلال الحصول على أغلبية يهودية هنا تم وقفه. ‫في ذلك الوقت كان هناك اثنتين من الميليشيات الصهيونية في فلسطين. ‫كانت الهاغاناه أكبر بكثير وأفضل تجهيزا. ‫ولكن الإرغون كانت أكثر راديكالية. ‫رفضت الارغون القرار البريطاني ‫لتقييد الهجرة إلى البلد. ‫لذلك بدأ
نا في محاربتهم. ‫كان والدي على عتبة المبنى ‫ونظر في ساعته وقال: "ما زال الوقت مبكراً الآن، ‫ ‫و بمجرد مغادرته - انه بالكاد تمكن من الابتعاد، ‫على بعد كيلومتر واحد, ذهب المبنى. ‫كان فندق الملك داود مقر ‫الحكومة البريطانية في فلسطين. ‫ان قصفه في عام ١٩٤٦ من قبل الإرغون ‫كان أكبر هجوم في الحملة الصهيونية ‫ضد البريطانيين، وكان صدمة كبيرة في فلسطين. ‫لقد خلّف ٩١ قتيلاً، بينهم البريطانيون والعرب واليهود. ‫جاءت أمي لنا، وقالت: ‫"اركعوا على ركبكم، اركعوا على ركبكم و ‫إشكروا الرب أن والدكم نجا. " ‫في الأ
ربعينات ، بدأت الهاغاناه الاستعداد للحرب القادمة ‫مع العرب من خلال إنشاء ملفات عن مئات ‫القرى والأحياء العربية في جميع أنحاء فلسطين. ‫كنا ... نتجسس، يمكنك القول، ‫على القرى العربية المحيطة لإعداد أنفسنا ‫لليوم الذي كنا نعلم سيأتي. ‫عندما يغادر البريطانيون، فإن المعركة لن تكون ضد ‫البريطانيون، ولكن بين اليهود والعرب. ‫لذلك اعتدنا على جمع الملفات من الصور والتفاصيل حول ‫القرى بحيث يمكن مهاجمتهم حين تأتي الفرصة. ‫في سن ال ١٨، حتى أقل، ١٧، ‫كنت بالفعل جزءا من هذه العملية. ‫في عام ١٩٤٧، تخلى البريطان
يون عن محاولة إيجاد حل ‫بين المستوطنين الصهاينة والسكان الأصليين. ‫مع إنهاك بريطانيا من الحرب العالمية الثانية, أعلنت أنها سوف ‫تترك فلسطين وتسلم المشكلة ‫إلى الأمم المتحدة. ‫في الأمم المتحدة، قررت لجنة أن أفضل طريقة للمضي قدما ‫هو تقسيم فلسطين إلى قسمين، وإعطاء دولة واحدة لليهود ‫والاخرى للعرب. ‫وستصبح القدس كيانا مستقلا ‫تديرها الأمم المتحدة. ‫وكانت الجالية اليهودية في فلسطين قد تكاثرت بشكل هائل ‫من خلال الحركة الصهيونية. ‫ولكن في عام ١٩٤٧، كانوا يمثلون الثلث فقط ‫من سكان فلسطين وتملكوا ‫أقل م
ن سبعة في المئة من الأرض. ‫تدعو خطة الأمم المتحدة للتقسيم إلى إعطاء ‫56٪ من البلاد إلى الدولة اليهودية. ‫صدم هذا الاقتراح المجتمع العربي. ‫ليس فقط لأن اليهود سوف يحصلون على أكثر من نصف فلسطين، ‫ولكنهم كانوا سوف يحصلون أيضا على معظم الأراضي ‫الصالحة للزراعة. ‫لم ير أحد أن هذه صفقة عادلة. ‫الأغلبية الساحقة - أكثر من 55٪ من البلاد ‫التي كان لديها أغلبية ثلثي العرب - ‫ تعطى للأقلية، ‫والمنطقة التي كانت ستمنح للأقلية ‫كانت متساوية تقريبا في عدد السكان بين العرب واليهود. ‫لذلك كان هناك رد فعل سلبي ‫لت
قسيم البلاد على الإطلاق. ‫ورأى الناس أنه بلد واحد ولا ينبغي تقسيمه. ‫ولكن بعد ذلك وجدت تفاصيل التقسيم ‫ظالمة وغير متكافئة حيث أن الأقلية ‫تم إعطائها معظم أنحاء البلد. ‫ولكن في أعقاب المحرقة، شعر قادة العالم ‫انهم مطّرون إلى فعل شيء للشعب اليهودي. ‫في الولايات المتحدة، كان الرئيس ترومان ‫يواجه إعادة انتخابه وتعرض لضغوط مكثفة من جانب القادة الصهاينة. ‫ونتيجة لهذه الضغوطات، ‫بدأ بدعم خطة الأمم المتحدة للتقسيم. ‫ترومان، بإمكانك القول, أطلق العنان للدبلوماسيين الأمريكيين ‫لتهديد بعض البلدان. ‫ان تغيي
ر تصويتك وإلا ... ‫ونجحوا. فاز التصويت للتقسيم. ‫هذا كل شيء أيها السيدات والسادة، أقر التقسيم، ٣٣-١٣. ‫كم ان هذا الحشد متحمس! ‫إنهم بدأوا رقصات "الهورا" الآن. ‫في جميع أنحاء الساحة، تتشكل دوائر صغيرة. ‫الناس يضحكون ويبكون ويصرخون ‫ويلتفون في رقص "الهورا" الصاخبة. ‫هي المرة الوحيدة في حياتي التي أتذكر أني رأيت حقا ‫السعادة التامة. ‫كان الجميع يرقص وكان الجميع سعداء ‫لأنه كان حلما تحقق. ‫ا كانت الجالية اليهودية بأكملها بحالة نشوة. ‫أنا كنت في رامات يوهانان. كان الجميع يرقصون ‫في قاعة الطعام. حتى أ
نني لم أخرج. ‫لم يعجبني. منذ البداية، لم يعجبني. ‫لأنني كنت أعرف أنه بعد القرار، ‫الأمور ستسير بشكل فوضى، وسوف تكون هناك حرب. ‫وقالوا إننا لن نقبل هذا، ‫سوف نقاتل، ‫لأن هذا هو بلدنا ولن نغادره. ‫ونحن لن نسمح لأحد حتى أن يأخذ جزءا منه. ‫أشعل مثيري الشغب في القدس حرائق في مناطق عديدة من المدينة. ‫الخسائر تصل إلى أكثر من عشرين ‫قتلوا من كلا الجانبين. ‫ولكن الفترة الأكثر حرجا في تاريخ فلسطين لم تأت بعد. ‫ومع بقاء القوات البريطانية بعيدة عن مركز المشاكل، ‫كان لا بد من التحقق ‫إذا كان تهديد الحرب الشا
ملة من الممكن ان يتحقق. ‫نريد سلاحاً نقاوم به ‫لذلك بدأ الجميع بالتبرع بكل ما لديهم. ‫كنا نصعد إلى الجبل، حيث كان ‫اليهود يأتون. ‫انا كنت من الناس الذين اخذوا بندقية إيطالية مع خمس رصاصات. ‫الآن، عندما جئنا إلى قرية، ‫كان هناك حاجز من الحجارة. ‫كنت خائفا. كانت كل الحافلة على مسؤوليتي. ‫ثم بدأوا في محاولة التسلق على [الحافلة]. ‫فأطلقت النار. أطلقت وأصبت ‫ربما ثلاثة، أربعة. أنا لا أعرف كم. ‫في يوم من الايام، دخلت مجموعة من اليهود القرية ليلا، ‫وأقاموا بوضع المتفجرات في بعض المنازل، ونسفوها ‫وقتلوا
أهلها. ‫من ذلك اليوم، بدأت المعركة ‫بين اهل البلد وبينهم. ‫لذلك بدأ أهل البلد بشراء أسلحة و يقاوموا. ‫لأن البريطانيين اداروا حكومة فلسطين، ‫لم يكن لليهود ولا للعرب جيش نظامي. ‫ومع ذلك, و بحلول عام ١٩٤٧، أصبحت الهاغاناه ، ‫و هي ميليشيا الأحزاب الصهيونية الرئيسية، ‫قوة متطورة تحتوي على ‫ من ٣٥,٠٠٠ إلى ٤٠,٠٠٠ مقاتل. ‫و هو ما يقرب من أربعة أضعاف ‫الميليشيات العربية سيئة التجهيز. ‫الزعيم الفلسطيني الوحيد في ذلك الوقت ‫كان اسمه عبد القادر الحسيني. ‫وكان فعالا للغاية في حشد الناس لقضيته. ‫كان قوة لا ي
ستهان بها. ‫كان لديه الكثير من الاتباع. كان مقاتلا، ‫مقاتل الحرية. ‫كان اليهود يقومون بالتفجيرات. ‫نحن تعلمنا التفجيرات منهم. ‫ثم بدأوا برمي التفجيرات - ‫براميل كانوا يدحرجوها علينا ‫من شارع يافا/تل أبيب من فوق, و تصل عندنا في يافا. ‫لذلك، خاف الناس. ‫هذا هو الشيء الذي جعل الناس يخافون. ‫فبدأوا بالفرار. ‫وكانت مصفاة حيفا واحدة من هذه الحالات النادرة نوعا ما ‫حيث كان العمال اليهود والعرب ‫يعملون سويا. ‫لذلك فأن الإرغون، أعضاء من الإرغون, قاموا بالقيادة إلى ‫مصفاة النفط يوما وألقوا قنبلة على مجموع
ة، ‫وهي مجموعة كبيرة من العمال العرب الفلسطينيين ‫كانوا يقفون في الخارج خلال فترة الاستراحة. ‫ثم رد الفلسطينيون ‫على اليهود، زملائهم العمال اليهود. ‫صارت معركة في المصفاة. ‫وقتلت مجموعة من اليهود. ‫كانت هناك ثورة ‫والعرب هجموا على العمال اليهود. ‫جرى استدعاؤنا الى هناك. كارثة فظيعة. ‫الجثث في كل مكان. ‫لذلك قمنا بعملية انتقامية للرد ‫في بلد الشيخ. ‫أطلقنا النار عليهم، أطلقوا النار علينا. ‫تم إطلاق النار على صديق لي كان بجانبي ‫كان علينا أن نحمله على ظهورنا. ‫لم يكن هناك نقالات. ‫العملية الانتقام
ية في بلد الشيخ ‫خلّفت عشرات من الرجال والنساء والأطفال العرب قتلى. ‫لقد انقضى أربعة أسابيع ‫منذ إعلان خطة الأمم المتحدة للتقسيم. ‫وكان البريطانيون قد أعلنوا أنهم يعملون على ‫استكمال إخلاء فلسطين ‫في ١٥ أيار/مايو. ‫بدأ القادة الصهاينة الإعداد لدولة يهودية. ‫في١٠ آذار/مارس، اعتمدت الهاغانا خطة "داليت"، ‫المعروفة أيضا باسم الخطة دال أو "د" . ‫وحددت هذه الخطة استراتيجية شاملة ‫للميليشيات اليهودية. ‫وكان هدفها المعلن هو إعداد ‫الدولة العبرية القادمة للدفاع عن نفسها ‫بمجرد مغادرة الجيش البريطاني. ‫ول
كن المؤرخين يختلفون بشدة ‫عن نوايا هذه الخطة. ‫الخطة موجهة، وتنص على، ‫تأمين الدولة اليهودية و ‫والمناطق الحدودية والطرق الرئيسية بين ‫التجمعات المدنية اليهودية - لتأمين الدولة اليهودية ‫قبل بدأ الغزو العربي. ‫انه امر سخيف تماما. أعني أنه من الواضح جدا ‫من الواضح أن خطة "دال" كانت خطة ليس فقط ‫للاستيلاء على كل هذه القرى والمدن ‫ولكن لتفريغ سكان. ‫الآن، هل كان هناك أشخاص يفهمون أن ‫الكتابة على الورق، "اننا سوف نطرد هؤلاء السكان" ‫ربما لم يكن من الحكمة القيام به؟ نعم! ‫ولكن هل كان هناك نية واضحة ‫
نفذت بالحرف، ‫لطرد السكان - ‫وأهم من ذلك - عدم السماح لهم بالعودة؟ ‫نعم, كان هناك. ‫كان أهم جزء من الخطة "د" هو ‫مجموعة الأوامر التي جاءت من خارج الخطة "د". ‫وكانت الأوامر واضحة بشكل لافت للنظر ولا لبس فيها ‫واستخدمت كلمة "لَتاهير" ‫في العبرية، وتعني "تطهير" ‫أو "لتدمير"، وهي كلمة "تهاشميد" ‫أو "طرد"، و هي كلمة" لاجريش ". ‫وأعتقد أن دور المؤرخين هو دمج هذه ‫الأوامر العسكرية مع الخطة نفسها، ‫ومن ثم تتكون لديك الفكرة عن النية ‫والتنفيذ. ‫في إطار الخطة "د"، بدأت الهاغاناه ‫تنظيم عمليات عسكرية واسعة
النطاق. ‫أول عملية و هي "نخشون", ‫حصلت على مدى أسبوعين في نيسان/أبريل. ‫كان الهدف من "نخشون" ‫هو إنهاء الهجمات على القوافل اليهودية، ‫عن طريق إفراغ القرى العربية على الطريق إلى القدس. ‫كان يتم الدفاع عن القرى في معظم الحالات ‫من قبل قوات، ربما 30 شخصا، 40 شخصا، الذين لم يكونوا ‫مدربين، الذين لم يكونوا منظمين، و لم يكونوا ‫محصنين بخنادق أو أشياء من هذا القبيل. ‫وكان الإحتلال في جميع الأماكن التي شاركت فيها ‫سهل المنال. ‫خلال عملية "نخشون"، ‫استولت الهاغاناه على الموقع الاستراتيجي ‫لقرية القسطل ا
لعربية. ‫حاول المقاتلون العرب استعادة القرية ‫في هجوم مضاد بقيادة عبد القادر الحسيني. ‫جاء مع عدد كبير, كبير, كبير من الناس. ‫وبدأوا في صعود الجبل. ‫ولذلك أطلقنا النار. ‫واحد منا، وأعتقد أنه كان كاتسنيلسون، ‫قتل عبد القادر عن طريق الخطأ. ‫ورأينا هذا الرجل بكوفية كبيرة ‫وملابس أنيقة جدا، ولكننا لم نعرف من كان. ‫وبعد ذلك، قام العرب بارتكاب أكبر خطأ في ‫حرب الاستقلال. بدلا من أخذ القسطل ‫و الإستمرار في إغلاق الطريق، ذهبوا إلى القدس ‫إلى جنازة عبد القادر الحسيني. ‫كنا في القدس, انا و والدي. ‫كان الج
ميع يبكي لأنه هذا ‫رمز القضية الفلسطينية. ‫فقط على بعد ميلين من القسطل ‫توجد القرية العربية دير ياسين. ‫في الصباح المبكر من يوم ٩ نيسان/أبريل، ‫في نفس اليوم الذي كانت فيه جنازة الحسيني، ‫قصد مقاتلون من الإرغون القرية. ‫كانت دير ياسين واحدة من العديد من القرى العربية ‫التي وقعت اتفاق سلام ‫مع قرية يهودية مجاورة، ‫و لذلك لم يتوقعوا أي هجوم. ‫ضابط الاستخبارات في الهاغانا ‫الذي قدم تقريراً عن دير ياسين كان موردخاي جيحون. ‫في دير ياسين كان هناك فقط مواطنون. ‫كانت القرية سلمية تماما. ‫أخي محمود، رحمه
الله، سمع الصوت ‫فضرب عدة طلقات. ‫ولمدة ١٢ ساعة متتالية و هم يقاتلون اليهود ‫وقتل عدد من العرب خلال مقاومتهم للهجوم، ‫ولكن مجموعة أكبر بكثير فقدت حياتها ‫بعد أن انتهت المعركة بوقت. ‫و بالمجمل، قتل المقاتلون اليهود حوالي ١١٠ عربي ‫في دير ياسين. ‫معظمهم من النساء والأطفال والمسنين. ‫تم التمثيل بالجثث، ‫تم القاء القنابل اليدوية ببساطة على المنازل، ‫قتلت النساء والأطفال، ‫تم إلقاء الجثث في الآبار، ‫تم تجريد الأصابع من المجوهرات, او قطع الأصابع ‫صيوان الأذن قطعت .. ‫أنا مشيت بجنب الجدار, ليس من الشار
ع, ‫و لكن من البساتين. للفرن شباك(نافذة) من جهتي. ‫كان اليهود داخل الفرن (المخبز). كانت النساء ‫جالسات على الأرض، وكل واحدة كانت رافعة ذراعيها على ‫رأسها هكذا. [اليهود] كانوا يقولون للخباز، ‫كان اسمه حامد. "إرمي ابنك في الفرن." ‫"إرمي ابنك في الفرن." ‫قال لهم: "أنا لا أرمي ابني". ‫وقال له "إشويه!" ‫ضربوا الحاج حامد على رأسه و أمسكوا الولد ‫وألقوه في الفرن. ‫أنا شاهدت هذا المنظر ... ‫رأيت هذا المشهد ولم اجد في نفسي أي قوة. ‫ثم أمسكوا الأب وألقوا به وراءه. ‫قالوا له "إلحق ابنك." أنا قعدت وقلت ‫لنف
سي، "انهم سوف يمسكوا بي" فبدأت بالركض. ‫بعد المجزرة، ‫أخذوا العرب الذين تبقوا, ‫أخذوهم في سيارة ‫ومروا خلال القدس. ‫و قامت شاحنات الإرغون المليئة بالناجين ‫يعرضوهم في شوارع الأحياء اليهودية. ‫قام المتفرجون بالسخرية من القرويين ، بالبصق عليهم، وحتى رجمهم. ‫كان امرا قبيح جدا. ‫بعد هذه الأمور، لم أعد أعرف ما إذا كنت صهيوني. ‫بعد الهجوم، ‫أرسلت الهاغاناه رجالا للتستر على الفظائع. ‫جاءوا و أعطوني فصيلة من الجنود ... ‫وقالوا لي: "اذهب الى هناك و ابدأ النظام." ‫وهكذا ذهبت إلى هناك وكنت أرتعد فزعا لأنني
رأيت كيف ‫كان القتلى متناثرين. ‫وكانوا [المقاتلين اليهود] يأكلون سندويشات ‫المربى. و لبعض الوقت، ‫لم أتمكن من أكل المربى بعد ذلك. ‫ثم قلت لهم: "انظروا هنا، أنني سأطلق النار ‫و أقتلكم اذا لم تقوموا بتنظيف هذا. ‫وهكذا حفروا القبور ودفنوهم [العرب]. ‫و ألقوا بغضهم في بئر. ‫وبدا كل شيء نظيف. ‫ثم بدا كل شيء سلمي. ‫لكن المجزرة لم تنته بعد. ‫حيث ظل بعض القرويين في دير ياسين يختبئون في منازلهم. ‫و لمدة يومين، بحث مقاتلو الأرغون عن الناجين. ‫مروا مرتين أو ثلاث مرات ‫و لم يعرفوا. و الله لم يرونا ‫حتى بدأ
الولد يبكي. ‫أخذوا عزمي وبدأنا بالبكاء ‫لأنه كان ولداً بعمرنا ‫لذلك قالت [مقاتلة يهودية]: "هذا طفل. أرجعوه ". ‫اصطفوا[المقاتلين اليهود] شباباً على الحائط ‫حوالي ١٥ واحد. ‫وأطلقوا النار عليهم أمامنا. ‫حملونا في شاحنة. ‫عندما وصلنا المنطقة بين العرب واليهود، ‫ظهر لنا رجل بعيون زرقاء، وسيم وشخصية محترمة. ‫كان عمره حوالي ١٨ سنة. ‫قلت له "بالله عليك، أنت عربي؟" ‫وقال: "تفضلوا، لاتخاف . انتم عند العرب الان ". ‫معظم صور مجزرة دير ياسين ‫هي في أرشيف الجيش الإسرائيلي. ‫ويرفض الأرشيف الإفراج عن العديد من
هذه الصور ‫وتقارير استخباراتية عن دير ياسين، ‫على الرغم من مضي فترة طويلة على مدة الحظر الدولية وهي ٥٠ عاماً ‫للوثائق السرية. ‫عندما أعود بالذاكرة إلى الوراء، ما زلت بعد كل تلك السنوات، مصدوم ‫إلى حد كبير. وأشعر أنه عار على الدولة اليهودية ‫والإسرائيليين. ‫مذبحة دير ياسين كانت الحافز الأكبر ‫للقرى لهروب أولادها و أطفالها و بناتها و نسائها. ‫وقالوا إنهم أخذوا البنات ‫و فظعوا بهم. وهذا ما جعلنا نهرب. ‫لم تكن مذبحة دير ياسين ‫المجزرة الوحيدة في الحرب، ‫ولكن كانت الأكثر انتشاراً على نطاق واسع. ‫تسمع
كل القرى بمذبحة دير ياسين. ‫دير ياسين ‫معركة دير ياسين ‫مجزرة دير ياسين ‫دير ياسين … أحداث دير ياسين ‫أكثر المجازر والاغتصاب والفظائع، ‫وهلم جرا، ارتكبت من قبل الإسرائيليين - وخاصة بعد إستقلال عام ١٩٤٨ ... ‫و ليس من قبل الفلسطينيين، أو من قبل العرب. ‫واستمر الهجوم اليهودي ‫كان الإجراء المتبع هو ‫أن الهاغاناه تبدأ ‫بوابل قصير من مدافع الهاون الخفيفة أو قذائف هاون ذات الثلاث بوصات. ‫وكانت معظم هذه القرى تقع بين بساتين الحمضيات، لذا ‫كنا نتمكن من الاقتراب بالذهاب بين أشجار البساتين. ‫و عندما كنا ن
نتشر على عرض الجبهة، ‫مع قائد فصيلتي لنقل أمام المنازل، كنا نعطي ‫دقيقة واحدة من الهجوم المنسق بأي ‫أسلحة لدينا ثم نقتحمهم. ‫وفي اثنين أو ثلاثة من هذه الأماكن على الأقل، ‫عندما وصلنا إلى البيوت، لم يكن هناك أحد. ‫كان لا يزال هناك قهوة في الإبريق. ‫كان بإمكانك ان تدرك ان الناس كانوا يعيشون هناك حتى قبل بضع دقائق. ‫كانوا يركضون الى البساتين و يختبأون هناك وانتظروا ‫ليروا ما سيحدث. ‫و كانوا إذا حاولوا العودة، أُطلقت النار عليهم. ‫كانت حيفا ثاني أكبر مدينة في فلسطين، ‫وكان مينائها بمثابة نقطة الخروج
الرئيسية ‫لاخلاء للجيش البريطاني. ‫لذلك كان هناك عدد كبير من القوات البريطانية هناك. ‫كانت حيفا بلدة جبلية، تمتد عبر جبل الكرمل. ‫وكان السكان العرب يميلون للعيش على مستوى سطح البحر، ‫كان هناك الكثير من اطلاق النار والقنص ‫ونيران البنادق والقنابل و هكذا أشياء ‫واستمر القصف وإستمرت الاشتباكات بيننا و بينهم, اليهود ‫في هذه الفترة, اليهود دمروا بيت... المنجرة التي كنت ألعب عندها, منجرة بيت حمود ‫و دمروا بناياتهم أيضا. ‫دمّروها… لغّموها...و دمّروها ‫أعتقد دمّروها لأنها كانت أعلى من ‫بنايات اليهود، و
كان الناس يستخدمونه لاطلاق النار من ‫أعلى ذلك المبنى. ‫و أحضر (اليهود) سيارة مفخخة ‫عند مطعم، و فجروها، ‫و ذهب ضحيتها ٩ قتلى و حوالي ٢٠ جريح. ‫مثل هذه السيارة المفخخة لن أنساها أنا ‫لاني كنت سأقتل فيها ‫جاء والدي إلى المدرسة وأخذنا كلنا ‫أنا و أخي و أولاد عمي و أولاد عمتي. لم يترك أحد. سألنا: "ما الذي يحدث؟" ‫وقال: "لنذهب. أغلقت المدرسة". ‫أخذنا بسبب بعض الاشتباكات ‫بيننا وبين اليهود. ‫في ١٩ نيسان/أبريل، قرر البريطانيون ‫الانسحاب من وسط مدينة حيفا. ‫و بعد ساعات فقط من إكمال الانسحاب في ٢١, ‫بدأت
الهاغانا بتنفيذ ‫العملية، ذات ‫الاسم المشؤوم "تطهير خبز الخميرة" - ‫و هو الخبز الذي يترك قبل عيد الفصح اليهودي ‫و كيهودي فإنه من المفترض أن تقوم بتنظيف حتى الفتات الاخيره. ‫الآن إذا قمت بتطبيقه على الناس، كنت تفهم المقصود ‫أن الفكرة هي تطهير كل شخص عاش في حيفا. ‫إن الهجوم اليهودي على حيفا ‫كان مصحوبا بقصف هائل ‫ عشوائي بقذائف الهاون. ‫كما استخدمت الهاغاناه شاحنات ذات مكبرات الصوت ‫لبث تسجيلات من الصرخات، وإطلاق النار، والانفجارات ‫ودعوات إلى "النجاه بحياتكم." ‫وقد استخدمت الميليشيات اليهودية هذ
ا التكتيك في العديد من الأماكن في عام ١٩٤٨. ‫كانت تمشي دبابة بأربع عجلات ‫[وتصدر صوت بندقية رشاشة]. فكنا نهرب. ‫كان الأولاد الصغار يخافون, النساء تخاف ‫ خاف الجميع. ‫كل ذلك كان خدع ‫كانوا يريدون اخافتنا لإخراجنا ‫وفي حيفا، استمر الهجوم اليهودي. ‫خلافا لما حدث في البلدات والقرى الأخرى، ‫رئيس بلدية حيفا، شبتاي ليڤي، ‫في الواقع دعا العرب إلى البقاء. ‫وقال: "لا تذهبوا! ابقوا هنا. نريدكم هنا. ‫أنتم تنتمون إلى هنا. لا تتركوا ". ‫ولكن لم يكن هناك ما يدعوهم لتصديقه. ‫فكان هنالك شخص واحد يتوسل إليهم للبق
اء، ولكن ‫ما كانوا يسمعونه من جميع الأطراف الأخرى، ‫وكان لديهم القليل للدفاع عن أنفسهم، ‫هو أنهم سوف يذبحون. ‫ويصف تقرير الاستخبارات البريطانية هذا الهجوم على حيفا. ‫"كان هناك ازدحام كبير خارج البوابة الشرقية، ‫من النساء والأطفال العرب المذعورون بشكل هستيري ‫وكبار السن الذين فتح اليهود ‫عليهم النار بلا رحمة. " ‫خرجنا بالقرب من مطار حيفا، ‫ما كنا نسميه مبنى المدرسة التجارية. ‫و كان بإمكاننا رؤية هذه الأسر المسكينة ‫قوافل منهم. العرب والسيارات والمركبات ‫كلهم كانوا ذاهبون إلى لبنان. امر جدا محزن,
جدا. ‫بدأوا بالفرار عن طريق البحر. ‫لذلك بدأنا بإحضار الناس من حيفا بالقارب على عكا. ‫كان عند اليهود زوارق حربية ... كانوا يسخرون منا ‫لأنهم إن أطلقوا النار طلقتين أو ثلاثة سيموت الكثير. ‫قبل الحرب، كانت حيفا موطناً ‫ل ٧٠,٠٠٠ ألف يهودي و ٦٥,٠٠٠ عربي. ‫وبحلول أيار/مايو، كان كل العرب، باستثناء ٤,٠٠٠ ، قد فروا من المدينة. ‫لقد أردنا التدخل في ذلك، ولكن لم يسمح لنا. ‫هكذا ببساطة ... هكذا ببساطة. ‫ستكون مدينة يافا العربية ‫الهدف للهجوم الصهيوني التالي. ‫وكانت يافا مجاورة لمدينة تل ابيب اليهودية، ‫ومك
ان للميناء الرئيسي الآخر في فلسطين. ‫وعندما بدأت الاشتباكات ‫لم يكن أحد مستعدا للقتال في يافا - ‫لا أسلحة، لا ذخائر، لا إدارة، ‫لا قيادة ولا تنظيم. ‫و كان في الليل إطلاق النار باستمرار ‫من العرب و من اليهود. ‫كان يدخل جيب الى يافا و ورائه ‫اربعة جنود [يهود] مثلاً او عسكر معهم أسلحة. ‫كان منهم من يطلق النار عشوائياً ‫على الناس [العرب] في الطريق. ‫كنا نسير إلى المدرسة ذهابا و إيابا. ‫كنا نسير إلى جانب الجدران لتجنب اطلاق النار. ‫كان هناك ضربة واحدة مباشره على المنزل المجاور لنا، ‫حيث قتلت امرأة وأ
صيب عدد آخر بجروح. ‫وكان ذلك قرب عيد الفصح اليهودي (في أبريل/نيسان) من '٤٨، ‫لذلك تم إخلاء الحي بأكمله، بما في ذلك نحن. ‫في ٢٥ أبريل/نيسان، ‫شنّت الإرغون هجوما كبيرا على يافا. ‫وكان قد مر أسبوعين منذ أن ارتكب مقاتلون الإرغون ‫مجزرة دير ياسين. ‫كنت قائد سرية في الهجوم الذي وقع في يافا. ‫كنا ٦٠٠ محارب. ‫كانت الفوضى في اليومين الأولين. ‫غادر جميع جيراننا تقريبا. كان عمري ١٦ سنة. ‫قلت لوالدي: "أنا لن أترك هنا". ‫لماذا ا؟ "أنا لن أترك هنا.سوف نبقى هنا. ‫إما أن نموت هنا أو نعيش هنا ". ‫وفي اليوم الأول
من الهجوم على يافا، ‫جعل قائد الإرغون أميشاي باغلين، ‫أهدافه واضحة، ‫"منع المرور العسكري المستمر في المدينة، ‫كسر الروح المعنوية لقوات العدو، ‫و التسبب بالفوضى بين السكان المدنيين، ‫من أجل خلق نزوح الجماعي. ‫وفي اليوم الثالث، نجح. ‫كان يوم لا ينتسى ... ‫كنا جائعين، لكننا تركنا تحت القصف. ‫لن يكن للشخص الوقت للهرب, فما بالك بالاكل ‫عندما تمطر قذائف على بيت ... ما يمكنك ان تحمل؟ ‫لم نتمكن من حمل أي شيء. ‫كان الفرد بالكاد قادر على أخذ ماله. ‫أربعة،أو خمس قذائف هاون سقطت أمام منزلنا ‫في مدينة يافا
القديمة. ‫ثم قال لي والدي: "ماذا تنتظر؟ ‫انها مسألة أسبوع واحد. ‫يمكننا الذهاب وسنعود ". ‫لقد غادر نصف شعب يافا بالقوة, برأي. ‫كانت الإرغون تقصف يافا مرارا وتكرارا. ‫فهرب الناس. ‫نحن أيضاً [مخابرات الهاغانا] نشرنا الإشاعات ‫بأنه إذا دخل اليهود، ستكون مذبحة رهيبة. ‫فهربوا. ‫[أخذنا]فراشين و لحافين و ذهبنا بالمركب. ‫ثم بدأوا يقصفونا بمدفع هاون ١٢٠ ملم، ‫حتى على المركب! ‫كان هناك حوالي ١٠٠ عائلة (في المركب). ‫ركبنا المركب لحوالي ٣ أيام بالبحر. ‫لا يزال أنور السقا يتذكر ‫المشي في شوارع يافا قبل اندلا
ع الحرب. ‫: كنت أرى السفن - أحيانا ٣٠ إلى ٤٠ سفينة - ‫خارج المرفأ. ‫عندما تذهب إلى وسط المدينة، سيرا على الأقدام من الكلية ‫لمدة عشر دقائق، تصل إلى مركز يافا، ‫حيث البرج، برج الساعة. ‫ثم تذهب إلى شارع رئيسي - شارع الموضة - ‫حيث المحلات ومحلات الأزياء، كانت. ‫كانت هناك أيضاً دور للسينما في يافا. ‫واحدة منهم كانت سينما الحمراء. ‫كانت بأكملها من الرخام الأبيض. ‫في الداخل، كلها مفروشة بالسجاد الأحمر والمخمل. ‫اليوم، في منزله في مخيم للاجئين، لا يزال ‫يوسف الأرودي يحتفظ بمجموعة من الوثائق ‫لتذكره بحي
اته في يافا. ‫هذه خارطة البيت. ‫بعد هجوم الإرغون، تقلص عدد سكان يافا قبل الحرب ‫البالغ ٧٥,٠٠٠ من العرب إلى مجرد ٤,١٠٠. ‫إنه ليس أمراً سهلا ‫عندما تجد نفسك في لحظة - ‫في لحظة! - تخسر كل شيء: ‫عائلتك، منزلك، عملك، مدرستك، ‫ماضيك ...، كل شيء، كل شيء تماما. ‫ويُلقى بك في الشارع بلا مأوى. ‫وفي أواخر نيسان/أبريل وأوائل أيار/مايو، ‫شنّت الهاغانا سلسلة من العمليات الإضافية ‫في جميع أنحاء فلسطين. ‫وفي أماكن قليلة، ‫تمكن المقاتلون العرب من تنظيم دفاع قوي. ‫وكانت هنالك معركة واحدة حاسمة جدا في ‫سان سيمون،
الذي كان أحد الأديرة في القدس. ‫قاتلنا و قاتلنا، وكانوا يفوزون! ‫وكان بعض الجرحى يرقدون هناك ‫فوق الديناميت في حال كان علينا أن ننسحب و ‫لم نتمكن من أخذهم كلهم، قد يستطيعون قتل أنفسهم. ‫و لكن في النهاية، حدث شيء ما، ‫لا أحد يعرف ماذا. ‫وبدأوا العرب في الانسحاب. ‫وهذا ما أنقذ القدس. ‫المستوطنات اليهودية التي شكلت ‫تجمع عتصيون جنوب القدس واجهت مصيراً أسوأ من ذلك بكثير. ‫دمر هجوم عربي جميع المستوطنات الأربع. ‫مات ١٢٩ من اليهود، وكثير منهم ‫قد ذبحوا بعد استسلامهم. ‫و تكون هذه أسوأ هزيمة يهودية في ال
حرب. ‫ولكن، بشكل كبير، كانت الأسابيع الأخيرة من الانتداب البريطاني ‫كانت لصالح اليهود. ‫وبحلول منتصف أيار/مايو، ‫كان حوالي ٢٥٠,٠٠٠ إلى ٤٠٠,٠٠٠ من العرب قد فروا من ديارهم. ‫بين ثلث ونصف جميع اللاجئين الذين ‫غادروا فلسطين خلال الحرب ‫قد رحلوا قبل ان ينهي البريطانيون إخلائهم ‫يوم ١٤ مايو. ‫وفي اليوم نفسه، أصبح الحلم الصهيوني حقيقة، ‫عندما قرأ ديفيد بن غوريون، زعيم الشعب اليهودي ‫في فلسطين، إعلان الاستقلال. ‫نحن نعلن من هنا ‫تأسيس دولة يهودية في أرض إسرائيل، ‫و التي سوف تسمى دولة إسرائيل. ‫و مع إعلا
ن الدولة، ‫فإن اليهود في فلسطين سيطلق عليهم الآن اسم إسرائيليين. ‫وسوف يستمر العرب في هذا البلد ‫إلى تسمية أنفسهم بالفلسطينيين. ‫اندلعت إحتفالات ضخمة في تل أبيب، ‫ولكن العديد من المقاتلين الإسرائيليين كان لهم رد فعل مختلف. ‫عند إعلان الدولة، ‫لم أكن سعيدا. ‫لم أرقص. نعم فعلا؟ ‫وقلت: "ستكون مشكلة." ‫ومع تدفق اللاجئين إلى بلدانهم، ‫لم يعد من الممكن تجاهل القادة العرب الأزمة في فلسطين. ‫في اليوم التالي لرحيل البريطان، ‫قامت وحدات من الجيوش المصرية والأردنية والسورية والعراقية ‫واللبنانية بدخول الحر
ب. ‫كان هناك شعور قوي بالخوف. ‫كنا نعلم أن ليس لدينا طائرات، ليس لدينا دبابات، ‫بعد. ‫أخبار هذا الأسبوع تشمل صور في فلسطين ‫مأخوذة من الجانب العربي. ‫وهي تظهر قوات الفيلق العربي تجمع المكاسب ‫في منطقة يهودية في القدس، ‫حيث وقعت الكثير من أعنف المعارك في الأيام الأخيرة. ‫ولا تزال الحرائق تضيف إلى الدمار الكبير ‫الموجود في المدينة. ‫وفي هذا الوقت، على أي حال، يبدو أن هناك ‫احتمال ضئيل للدعوة إلى وقف الحرب بين العرب واليهود. ‫اتضح الآن أن هنالك فترة واحدة في الحرب ‫كان للعرب فيها تفوق بالقوة. ‫وكان
ذلك في أيار/مايو، عندما اجتاحت الجيوش العربية فلسطين ‫وكان لديهم أسلحة لم يكن لدينا رد عليها. ‫ولكن الإعتقاد العام بين الإسرائيليين، ‫وخاصة قدامى المحاربين من عمري، ‫هو أن الحرب كلها كانت هكذا. ‫ولكن إذا كنت حسبت، كما فعلنا، ‫عدد القوات في الجانب الفلسطيني فقط، ‫كان هنالك مقاتلون إسرائيليون أكثر مما كان هناك مقاتلون عرب. ‫وكانت جيوش هذه الدول صغيرة جدا، ‫وكانوا مدربين تدريبا رديئاً. ‫لأن هذه الدول قد كانت محتلة ‫من قبل قوى أوروبية - سواء بريطانية أو فرنسية. ‫وكانت أفضل القوات هي القوات الأردنية
، ‫الجيش العربي. ‫وقد أبرم عبد الله من إمارة شرق الأردن صفقة. ‫أراد الضفة الغربية، ‫كان يريد ما تم تخصيصه للفلسطينيين ‫في خطة الأمم المتحدة. ‫فوعد بعدم الهجوم ‫ووافق الصهاينة على ذلك. ‫وباستثناء المعركة من أجل القدس، التي كانت ستندلع، ‫لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي ما يدعو للقلق ‫عن هجوم اردني. وبالتالي يمكنهم التركيز ‫على العراقيين واللبنانيين والسوريين ‫(والذين هم كانوا منقسمين أنفسهم) والمصريين. ‫أنا لا أعتقد أن أيا من القادة العسكريين في ‫العالم العربي كان لديه أي وهم بأنهم قادرين ‫على هزيمة ا
لدولة اليهودية. ولكن بالتأكيد، ‫لشعوبهم، قالوا إنهم سوف يحتلون تل أبيب ‫وهكذا. ولكن أعتقد أنهم كانوا - ‫كانوا اناس واقعيين كثيراً وكانوا يعرفون ‫توازن القوى كما كان يعلم الجميع من بين القادة. ‫إن تدخل الجيوش العربية لم يوقف ‫الهجمات على المدن والقرى العربية الفلسطينية. ‫في اليوم التالي، بدأ الإسرائيليون هجومهم النهائي ‫على بلدة عكا. ‫وتدفق الفلسطينيون إلى القوارب للفرار من الهجوم. ‫استيقظنا في الصباح لنجد عكا محتلة. ‫و الله أنني خرجت ووجدت دماغ زوجي ‫و دماغ ابن عمي على الدرج. و يشهد الله. ‫أنا ف
ي تلك الساعة, فقدت الوعي. ‫كانت هذه هي المرة الأولى التي رأيت فيها ‫الجانب القبيح من الحرب. ‫حتى ذلك الحين، كانت الحرب خطيرة ... لكنها لم تكن قبيحة. ‫كانت هنالك بنت عند خالها. ‫انا لم أر, لكن أبي و أمي رأوا ‫قالوا ان اليهود دخلوا واعتدوا عليها ‫وقتلوا خالها لأنه عارضهم. ‫وعندما كان صوتها.. وهي تصرخ.. و خالها يقول: ‫"خافوا الله!"، و يصيح، أنا بدأت بالتقيؤ. ‫قال لي والدي "اخفضي صوتك حتى لا يأتون إلى هنا. ‫أليس كافيا أن زيجانكم قتلو؟ ‫حتى لا يأتون ويقومون بالاعتداء عليكم." أبي كان عمره ٧٠ سنة. ‫ ‫ذ
هبنا وكنا نتجول في جميع أنحاء القرية، في عكا. ‫كان هناك باب مفتوح فدخلنا. ‫كان هناك حذاء صغير على الطاولة. ‫كانوا يأكلون ثم قال لهم شخص ما ‫أن يغادروا بسرعة. ‫لم يكن لديهم الوقت لإلباس الحذاء للطفل. ‫هذا جزء من الحرب، رأيته للمرة الأولى. ‫انها ليست حرب الجنود. ‫انها حرب الناس، الأطفال. ‫وبدأت أبكي، "إن هذا الطفل يحتاج إلى حذائه! ‫يجب أن نرسل الحذاء للطفل. أين يمكن أن يكون؟ " ‫دعت الامم المتحدة لوقف إطلاق النار. ‫بدأت في 11 يونيو/حزيران. ‫كنا سعداء جداً. ‫و تأملّنا بأن لا نقاتل بعد ذلك. ‫وخلال ال
هدنة الأولى، ‫لم يفعلوا العرب الكثير، ‫في حين أن قادة دولة إسرائيل الجديدة ‫كانو ناشطين للغاية في تجنيد المزيد من القوات ‫وتدريبهم. ‫والأهم من ذلك، في استيراد الأسلحة بشكل غير مشروع ‫من الكتلة الشرقية، وخاصة من تشيكوسلوفاكيا. ‫انتهت الهدنة في الثامن من يوليو/تموز. ‫في اليوم التالي بدأت إسرائيل عملية داني. ‫استهدفت هذه العملية اللد والرملة ، ‫المدينتان الفلسطينيتان اللاتي بقيتا في إسرائيل الوسطى ‫وموقع المطار الدولي. ‫وكانت هذه المنطقة استراتيجية جداً وحقول القمح، ‫منطقة خصبة جداً لزراعة الحبوب،
‫وكان هنالك اللاجئون اليهود القادمون. ‫لذلك أرادوا تلك الأرض، ليس فقط باعتبارها أراضي، ‫او مباني، بل أرادوا الطعام أيضاً. ‫يقع هذا القصر خارج الرملة ‫حيث كان مازن الخيرى يزور جده عندما كان طفلاً. ‫وأنا أذكر الحديقة في وادي حنين. ‫قد تكون نوع من الأزهار، كبيرة جدا. ‫كان لدى أحد أعمامي طاووس. ‫لقد كان زمان المرح القديم، كما يقولون. ‫في بداية المعركة، ‫قاد العقيد موشيه دايان صفاً من المركبات العسكرية ‫ومرّوا بسرعة في اللد يطلقون النار على أي شيء يتحرك. ‫تركوا الشوارع تتناثر فيها جثث الرجال، ‫و النس
اء والأطفال. حوالي ٢٠٠. ‫واحتل المكان بسهولة لأن ‫الفيلق العربي وضع هناك وحدة جيش واحدة فقط، غادرت ‫في وسط المعركة. ‫وكان على العرب المحليين الشبه منتظمين، ‫غير المدربين، و بدون سلاح للدفاع. ‫ولكن بعد ساعات قليلة من الغزو، ‫و على ما يبدو عن طريق الخطأ، اقتحمت مجموعة صغيرة من أربعة أو خمسة ‫سيارات أردنية مدرعة اللد، ‫ثم استداروا وعادوا. ‫إعتقد أهل اللد أن ‫الجيش العربي وبعد طول انتظار أتى للدفاع عنهم ‫وهبوا بأسلحتهم. ‫ونتيجة لذلك، بدأت "البلماخ" [قوة الهجوم الإسرائيلية] ‫بالقواعد العربية, بإطلاق
النار في كل مكان بطريقة تعسفية. ‫وفي صباح اليوم التالي، كان حوالي ٢٥٠ فلسطينيا آخرين قد قتلوا. ‫ذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون ‫إلى مقر عملية داني للقاء قادتها، ‫ييغال ألون واسحق رابين. ‫وسألوا بن غوريون عما ينبغي القيام به ‫بأولئك الذين بقوا في الرملة واللد. ‫ووفقا لرابين، لوح بن غوريون بيده ‫في لفتة و عنت "اطردوهم". ‫وبعد ذلك بوقت قصير، أصدر رابين أوامر الطرد. ‫حسنا, جاءوا إلى كل بيت تحت تهديد السلاح، "إترك!" ‫طردت كل عائلة خارج منازلها إلى الشارع ‫ثم اضطررنا إلى السير في عدة مناط
ق تجمع. ‫في وقت ما، قرروا طرد العرب، ‫ونفذوا ذلك. ورأينا ذلك. ‫لأنهم مروا من أمامنا، من أمام ‫ثكناتنا التي كانت تدعى دير أبو سلامة. ‫القافلة كلها مرت بنا. ‫الآن، كنا نجلس في بيرزيت بعد الظهر يوماً ‫وشاهدت الناس القادمة من الرملة واللد- ‫يمشون على طول الطريق من الرملة. ‫كان هذا مشهد محزن محزن جدا، كئيب جدا. ‫كنا محظوظين، وضعونا في حافلة وليس شاحنة. ‫وقد تم أخذنا إلى الحدود. ‫ثم بدأوا يطلقون النار فوق رؤوسنا لحملنا على الهرب. ‫فجأة، رأيت تلك الجماهير من الناس يمرون عبر ‫نقاط التفتيش والتي كلّفنا ب
حراستها. ‫وتم تفتيشهم، بحثا عن الأشياء الثمينة. ‫هذا ذكرني كثيرا بالوقت عندما كنت طفلا. ‫لقد بدأنا نفعل الشيء نفسه ‫الذي فعله الناس بنا كيهود. ‫لقد صدمنا لرؤية هذه السيول من الناس، نوعا ما، ‫أعني أمواجا وأمواج. ‫كنت أجلس في غرفتي في الطابق الثاني. ‫ولم نصدق أعيننا. ‫كان علينا النزول لنرى ما كان يحدث. ‫كنا جميعا، مكتئبين، وليس انا فقط . ‫استحضرنا المنفى الذي عشناه. كان امرا صعبا. ‫لقد صدمنا جميعا. كان مشهداً صعباً جدا. ‫الجميع، وأعني بذلك المدرسة، و الكنيسة ‫فتحت أبوابها، وعمتي فتحت غرفة الخزين ‫
كل ما كان لدينا، كل ما هناك. بدأنا ‫بغلي البيض والبطاطا، و عمل السلطة ‫وأيا كان. وجاءوا مرهقين جدا جدا ‫وبعضهم لم يكن واعياً. ‫توفي الأطفال على الطريق. لم يتمكنوا من تحمل المشي. ‫لقد كانت تجربة صادمة جدا، ‫وهو مشهد لن أنسىاه أبدا. ‫كان هنالك عرب يقفون بين اللد والرملة ‫يبكون و يريدون العودة إلى بيوتهم. ‫وأنا لم أستطع أن أفعل شيئا. ‫وشعرت بشعور قوي حيال ذلك، لأني ‫رأيتهم يقفون هنالك، بلا أحذية والآن يجب عليهم ‫بدء المشي والبحث عن مكان آخر. ‫ثم جاء الليل. ‫وفي الليل، أنا لا أعرف كم، ١٥ أو ١٦، ربما
١٠ ‫لا أستطيع أن أتذكر - شاحنات محملة من الناس الذين جاؤوا لتوهم ‫على متن سفينة من المحرقة النازية. ‫واستولوا على البلدة في خمس دقائق. ‫وهكذا كانت المأساة كلها متمثلة في لحظة واحدة. ‫هاهم العرب الذين كانوا يعيشون هناك. ‫هاهم الناس الذين أتوا من "أوشفتز" ‫و "مايدانك" وكل ذلك. ‫لقد فازوا، فازوا! أخذوا المدينة. ‫وكان على العرب الذهاب إلى نابلس وجنين وإلى .. ‫والمسألة ليست مسألة صواب أو خطأ، ولكن هذه الحقيقة. ‫قبل الهجوم الإسرائيلي كان ما بين ٥٠,٠٠٠ و ٧٠,٠٠٠ ‫فلسطيني يعيشون في الرملة واللد. ‫الآن،
بقي المئات فقط. ‫أخذوا أكبر أعضاء الأسرة، ‫كان يبلغ من العمر في ذلك الوقت ربما ٧٠ عاماً، ‫وأخذ الجندي محفظته. ‫ما زلت أتذكر هذا جيدا جدا. ‫على أي حال لقد أخذوا أكثر من المحفظة، ‫أخذوا كل شيء. ‫وبينما كان عدد الجنود الإسرائيليين يفوق عدد الجنود العرب، ‫كانت هناك أماكن ركزت فيها الجيوش العربية ‫قواتها وقاتلوا معارك ضارية. ‫بعض أكبر المعارك كانت ضد ‫المصريين في جنوب البلاد. ‫وسقط كيبوتس ياد مردخاي بأيدي المصريين ‫في أواخر أيار/مايو. وفي تموز/يوليو، اندلعت معركة كبرى ‫عندما حاول المصريون أن يحتلوا ك
يبوتس إسرائيلي ‫يدعى نغبة. ‫من جانبنا، كان هناك وقت أعتقد أنه تبقى ‫ربما عشرة أشخاص لا يزالوا غير مصابين في الخنادق. ‫توقفت المدافع الرشاشة عن العمل واحده تلو الآخرى ‫وهناك رأيت مشهدا جميلا: ‫بدأت كتيبة المشاة المصرية تتقدم علينا في خط كأنه فيلم. ‫وكان لا يزال لدينا اثنين أو ثلاثة مدافع رشاشة تعمل، ‫ فلم يصلوا إلينا أبدا. ‫أوقفناهم على بعد حوالي ١٠٠ يارده مننا. في الشمال ‫بدأت الوحدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية ديكل. ‫وكان هدفها الرئيسي بلدة الناصرة. ‫المسيحية الكبيرة. ‫ولكن، مثل معظم العمليات الإ
سرائيلية، ‫استهدفت "ديكل" القرى الفلسطينية القريبة. ‫و هاجمنا اليهود من طريق حيفا ‫لم يكن لدينا أحد يساعدنا من الناصرة ‫ولم يتمكن أحد أن يأتي، فاضطررنا أن نقاوم. ‫نحن هربنا تحت السلاح. ‫دخلنا الى الحرش ‫حتى نقدر ان نخرج سالمين. حتى ان أحدنا اصيب. ‫وبعد فترة وجيزة، احتلت القوات الإسرائيلية الناصرة. ‫وفي اليوم التالي أصدر الجيش الإسرائيلي أمرا ‫إلى قائد عملية "ديكل" ‫بطرد السكان. ‫كان القائد في الواقع محارباً كنديا ‫في الحرب العالمية الثانية، "بن دونكيلمان". ‫وكان قد توجه جوا الى اسرائيل فى ربيع ع
ام ١٩٤٨ ‫للقتال إلى جنب زملائه اليهود. ‫ولكن ذكر عن دونكلمان أنه صدم ‫وروّع من أمر طرد الناس من الناصرة. ‫ورفض تنفيذه. ‫وكانت هناك عقبتان أمام هذه العملية ‫اولا كانت الناصرة مليئة باللاجئين من ‫القرى التي تم إخلاؤها، ‫لذلك أدرك القائد العسكري أن عليه ‫طرد ليس فقط أهل الناصرة، ‫ولكن ضعف عددهم. ‫و أدرك أيضا أن العالم كان يراقب، ‫وبسبب قدسية هذه المدينة ‫بالنسبة للعالم المسيحي, ‫اقتنعت حجة دنكلمان القائد ‫الإسرائيلي، ديفيد بن غوريون، ‫بالسماح لأهل الناصرة بالبقاء. ‫ومع ذلك، تم إحالة دونكلمان من ‫من
صبه الحديث كحاكم عسكري للمدينة. ‫وعندما زار بن غوريون الناصرة في وقت لاحق، ‫سأل وهو ينظر في دهشة ‫الضباط الإسرائيليون "لماذا هنالك الكثير من العرب؟ ‫لماذا لم تطردوهم؟ " ‫بدأت الهدنة الثانية للحرب بعد عشرة أيام ‫ من إنتهاء الأولى. ‫واستمرت هذه الهدنة رسميا لمدة ثلاثة أشهر. ‫وعلى الرغم من تباطؤ القتال، لكنه لم يتوقف. ‫كانت القرية التي عاش فيها مصطفى أبو زياد ‫أحد الاهداف لواحدة من أكبر العمليات العسكرية ‫خلال الهدنة. ‫انه في هذه الليلة الساعة كذا و كذا... بالمنشورات... انزلت من قبل طائرة حربية. ‫و
الله اني رأيتها بأم عيني. ‫تم الانذار كذا و كذا الليلة الساعة الحادية عشرة ‫اخرجوا الى شارع عرعرة و من يخرج عليه ان لا يلتفت شمالاً او يميناً ‫و ان ذهب هكذا او هكذا, عن الشارع, سوف يموت. ‫وعادة ما كانوا يحاصرون قرية ما ‫و يتركون طريق واحد مفتوح، ‫لمنع الناس من الذهاب في أي اتجاه غير ‫اتجاه واحد: وهو نحو اقرب دولة عربية ‫مأساة. ‫لقد كانت مأساة الشعب الفلسطيني في ذلك اليوم. ‫وفي تشرين الأول/أكتوبر، انتهت الهدنة و استؤنف القتال. ‫بحلول هذا الوقت، كانت جميع الجيوش العربية ‫قد هزمت وكان الجيش الإسرا
ئيلي هو القوة المهيمنة. ‫وركز الجيش الإسرائيلي على إزالة القرى ‫في الجزئين من البلاد الذين تبقى فيهما فلسطينيون: ‫الجليل في الشمال، وصحراء النقب في الجنوب. ‫وصلت هافا كيلر إلى بلدة بئر السبع في النقب ‫بعد وقت قصير من سقوطها على أيدي الإسرائيليين في ٢١ تشرين الأول/أكتوبر. ‫وجئنا نحن- "رائع! جئت في الوقت المناسب. ‫غدا سنطرد العرب من بئر السبع. ‫وأنت سوف تساعديننا. " ‫"بالطبع، أنا سوف أساعد." ‫في اليوم التالي، حصلت على بندقية. ‫أعددنا عدة حافلات. ‫أعتقد أنه كان هناك ١٠ أو ١٢ حافلة. ‫وأمرنا كل العرب
من بئر السبع ‫أن يأتوا إلى الحافلات. ‫كنت واقفة مثل الجميع على أهبة الاستعداد ‫حتى لا يحاول أحد الهروب وذهب ‫جميعهم إلى السيارات وذهبوا إلى غزة. ‫وهم لا يزالون في غزة حتى اليوم. ‫لم يكن أحد لديه فكرة أن هذا هو طرد كامل. ‫انها حرب سوف تتوقف يوما ما ‫ثم تعود إلى المنزل. ‫وقعت الحروب في جميع أنحاء العالم. ‫تم احتلال المدن، و قد تم إحتلال البلاد. ‫و عندما انتهت الحرب، عاد الناس إلى ديارهم. ‫لماذا يجب أن نكون مختلفين؟ ‫لو كان هذا مجرد حادث حرب، ‫لكان حادث الحرب هذا قد أُصلح ‫قد أُصلح في غضون بضعة أش
هر من تنفيذ ‫خطة (دال) بعودة هؤلاء الناس إلى قراهم. ‫ولكن لم يسمح لهم بالعودة. ‫في الأشهر الأخيرة من الحرب، كانت هناك ‫محاولات [فلسطينية] - ليس للعودة بالضرورة، ربما، ‫ولكن للتسلل، لاخذ المعدات، وهلم جرا. ‫الآن بعد تلك الخمسة، ستة، سبعة أشهر، ‫المال الذي كان لدينا انتهى ‫لم يكن هناك أي وظائف في البلد والملابس التي كنا نلبسها ‫كانت تمزقت. ماذا يجب أن نفعل ؟! ‫قال أبي لأمي: "سأذهب إلى فلسطين". ‫قالت والدتي: "كيف ستذهب؟" ‫وقال لها: "انا ذاهب وانا ذاهب الى الكابري. ‫إذا عدت بعد ١٥ يوما، فأنني عدت ‫إ
ن لم أعد، يعني ذلك اني قتلت ". ‫ثم في يوم، من الأيام أُمرنا أن نأخذ سيارات الجيب ‫و أن ننتشر و نطلق النار على كل عربي ‫رأيناه قادم، قادم، عائد. ‫وهذا ما حدث. ‫وكان التفكير وراء ذلك سياسيا، ولكنه كان استراتيجي بالأساس. ‫إن اللاجئين العرب الذين كانوا يقاتلون، ‫هم أنفسهم الفلسطينيون الذين كانوا ‫يقاتلون اليهود. ‫لذلك قالوا: إذا سمحنا لهؤلاء بالعودة، فإنهم سوف يطغوا علينا ‫اما بمثابة "طابور خامس"، أو أنهم سوف ‫يطغوا علينا ديموغرافيا. ‫وبعبارة أخرى، فسوف يصبحون مئات الآلاف ‫أو على وشك من ان يكونوا ال
أغلبية على الفور في حال عودتهم. ‫لذلك قرر مجلس الوزراء الإسرائيلي عدم السماح لهم بالعودة. ‫الآن يجب أن نستنتج أنه ‫كان هنالك ادراك على الأقل من جانب ‫الحكومة الإسرائيلية الحديثة ‫إن تهجير الفلسطينيين كان ضروريا ‫لبقاء دولتهم كما رأوا آنذاك على الأغلب ‫بالنسبة لي شخصيا، فإنني اتخذت ‫قرار داخلي منبعث من ذاتي. ‫أنتم أردتم الحرب. حسنا. ‫الآن تهربون فلن تعودوا أبدا. ‫وبالتالي فإن فكرة الحصول على هذه الأرض خالية من العرب ‫كان بالفعل جزءا من حياتي. ‫وكانت أمي تبكي وتقول أنها النهاية إنه لا يوجد أمل. ‫ق
ُتل و مات. ‫كان نوع من المطاردة. ‫كنت أشعر بالسعادة الشديدة كلما غادر عربي ‫واختفى وراء التل. ‫كنت مستلقيا في كمين. ‫كان هؤلاء فلسطينيون عادوا إلى ‫الحقول لجني الحصاد. ‫وكان أحدهم يسير في المقدمة للتأكد ‫أن الطريق مفتوح. ‫وكنت مستلقيا على الجانب الآخر من الطريق و معي مسدس في يدي. ‫اقتربوا مني فوقفت ‫وكان على بعد متر مني. ‫وكان خائفا جدا حتى انه احتضنني. ‫ثم أصبحت خائفا. لم أكن أعرف ماذا كان لديه - ‫سلاح، مسدس، سكين. لذلك أطلقت النار عليه. ‫وهذه تجربة غريبة جدا. ‫سقط على الأرض بين يدي. ‫و هذا كان
قتل رجل على مسافة قريبة جداً، هناك في نفس المكان. ‫لم ألم نفسي. ‫لم أفعل، لم يكن لدي أي، أي شعور بالندم، ‫لأنه لم يكن لدي أي اختيار. كنت مضطرا أن أفعل ذلك. ‫لقد كان من الطبيعي أن يكون رد فعلي ‫بالطريقة التي تصرفت بها. ‫هذا من ناحية. لكني نظرت إليه، ‫و قلت: "مسكين. تلقيتها. " ‫بعد شهرين، ‫عاد أبي لنا! ‫نزل من ناحية الجبال ووصل الى البلدة. ‫ووصل بيتنا. وجد البيت و البلدة كلها مهدمة. ‫وقد سقط سقف البيت بأكمله على الارض. ‫كسر الإسمنت ، و نشر الحديد وحفر حفرة. ‫ثم أخرج الوعاء الزجاجي و رماه. ‫و اخذ
النقود ووضعها ‫في جيبه وغادر. ‫كانت التكاليف البشرية(لحرب) عام ١٩٤٨ عالية. ‫فقد ٦,٠٠٠ إسرائيلي حياتهم في الحرب، ‫ما يقرب من واحد في المئة من السكان. ‫ولم يتم الاحتفاظ بسجلات وفاة الفلسطينيين، ‫ولكن المؤرخين قدروا عددهم ‫بضعف أو ضعفين نظرائهم الإسرائيليين. ‫في عام ١٩٤٧, كان هناك ما بين ٥٠٠ و ٧٠٠ قرية عربية ‫في المنطقة التي أصبحت في نهاية المطاف إسرائيل. ‫بعدما ُنفضى غبار الحرب، ‫تم إفراغ جميع القرى, ما عدا حوالي ١٠٠, من سكانها. ‫وقد فر ٧٠٠,٠٠٠ إلى ٨٠٠,٠٠٠ فلسطيني من منازلهم - ‫أي حوالي ثمانية من
بين كل عشرة فلسطينيين ‫من الذين كانوا يعيشون في المنطقة التي أصبحت إسرائيل. ‫ولعقودٍ بعد الحرب، ‫ادعت الحكومة الإسرائيلية أنها ‫لا تتحمل أي مسؤولية عن نزوح الفلسطينيين. ‫ولا يزال العديد من الإسرائيليين يدّعون هذا. ‫لم نكن نريدهم أن يغادروا. ‫لم يقل لهم أحد "اتركوا المنطقة و إلا ..." ‫لا تقل لي أنه لم يجبر أحد على مغادرة منزله. ‫أُجبر الجميع على مغادرة منازلهم. ‫هنالك إجماع في الآراء حول حقيقة، ‫أنه كان هناك تهجير واسع النطاق للفلسطينيين. ‫وهناك أيضا إجماع على حقيقة ‫أن هذا التهجير كان إجباري. ‫ف
ر بعض الناس من الخوف. ‫فر بعض الناس بسبب المجازر. ‫فر بعض الناس بسبب انتشار الشائعات ‫عن المذابح. ‫وفر بعض الناس لأنهم لم يهربوا فحسب، ‫بل تم طردهم فعليا تحت تهديد السلاح. ‫كل هذا حدث. ‫وما تبقى هو مسألة ما إذا كان هناك ‫خطة للتطهير العرقي ‫التي تم تصميمها مسبقاً ‫ومن ثم تنفيذها بشكل منهجي خلال ‫حرب ١٩٤٧ و ١٩٤٨. ‫و بشأن هذه المسألة، ينقسم المؤرخين. ‫حسنا حافظ العرب دائما على (الدعاية) ‫أنه كان هناك طرد كبير. ‫والحقيقة هي أن معظم الناس ببساطة فروا من مناطق القتال. ‫وبعبارة أخرى، هاجم اليهود قواعد
الميليشيات. ‫وخلال الهجمات أو خوفا من الهجمات ‫حتى قبل وقوع الهجمات، بدأ العرب بالفرار. ‫أنا لا أعرف كم يجب علينا ... كم نعرف عن هذا. ‫كما تعلمون، في كلتا الحالتين، المأساة واضحة. ‫والآن ما يعرفه المؤرخون ولا شك فيه ‫هو أن الحرب التي من خلالها تأسست إسرائيل ‫كانت هي نفس مجموعة الأحداث التي ‫أدت إلى تدمير فلسطين و تشريد ‫ما لا يقل عن ثلاثة أرباع مليون فلسطيني. ‫وهذا أمر لا جدال فيه. ‫أعتقد أنه عندما نتحدث عن مشكلة اللاجئين، ‫فإنه ليس من المهم جدا ما إذا كنا قمنا بمطاردتهم أو ‫أنهم هربوا. ‫ليس خط
أهم أنهم أرادوا الفرار. ‫بعد دير ياسين والخوف من الحرب، ‫أي مواطن سوف يهرب. ‫لذلك لم يكن أنهم هجروا وطنهم. ‫لم يهجروا. أُجبروا على المغادرة بسبب ‫الحرب. وفي تلك الأماكن التي لم يفعلوا فيها ذلك، ‫نحن طردناهم، مثل اللد والرملة. ‫عليك أن تفهم ذلك، ‫على سبيل المثال، كانت القرى اليهودية منشرة في جميع أنحاء البلاد - ‫من النقب إلى الجليل. ‫أردناهم أن يكونوا متصلين ببعض، ‫وجعلهم وحدة واحدة. ‫ولكن بالطبع، أراد الجميع الحصول على المزيد من الأراضي. ‫حقيقة الأمر أن هؤلاء الناس كانوا يعانون ‫بشكل هائل كما عن
دما يحاولون الهرب: ‫العطش والجوع في الحرارة المرتفعة جداً، ‫تم التخلي عن الأطفال. ‫وبعد ذلك، في مخيمات اللاجئين عندما وصلوا ‫قرب رام الله و عانوا لسنوات عديدة - ‫و ليسوا سعداء حتى اليوم. ‫لكن هذا لا يعني أنني أعتقد أنهم يجب أن يعودوا إلى اللد. ‫كما وافقت بكامل الالتزام أنني سأطلق النار عليهم ‫إذا عادوا في تشرين الأول/أكتوبر أو تشرين الثاني/نوفمبر من عام ١٩٤٨, ‫لا أعتقد أننا بحاجة لاطلاق النار عليهم, ‫لكن اسرائيل لا تستطيع تحمّل عودة ملايين الفلسطينيين ‫والبقاء على ما هي عليه اليوم: ‫الدولة التي
أريد أن أعيش فيها. ‫بعد أن احتلت القرى في فلسطين في عام ١٩٤٨، ‫وأخذت الأحياء العربية، ‫قررت دولة إسرائيل الجديدة ‫محو الطابع العربي من هذه الأماكن. ‫و نفذوا أمرين رئيسيين. ‫أحدهما كان زراعة الغابات حطام ‫وآثار القرى - كانت غابات شجر الصنوبر ‫تعطي الأماكن نكهة أوروبية ‫وخلق أماكن ترفيهية هناك ‫و التي أملوا في أن تطمس تماماً أي ذكرى ‫لوجود قرى هناك. ‫وكان الآخر بناء ‫ مستعمرة يهودية على القرية فوراً و تسميتها ‫في كثير من الأحيان بإسم عبري يشبه ‫ الاسم الفلسطيني من أجل القول ‫ أن هذا كان في الأصل م
كانا يهودياً كان قد ‫هجر سكانه (من قبل الرومان في الواقع، ولكن لا يهم، ‫من قبل أحدهم)، ويجري الآن إعادة توطينه. ‫و إعادته إلى أصحابه الشرعيين. ‫لذا فإن القصة التي يكررها الفلسطينيون الآن كثيرا: ‫أن قصة ٤٠٠ قرية التي فقدت إسمها ‫هي قصة حقيقية. ‫من وجهة نظرنا، ‫انها جزء فقط من القصة كلها، و التي كانت ‫في الأساس هي تشريد أمة واحدة بأمة أخرى، ‫[الخروج من] الأراضي التي كانت مفتوحة على مصراعيها ‫للملايين من المهاجرين الذين بدأوا في ‫القدوم في الخمسينات إلى البلاد ‫وتم توطينهم في تلك الأراضي. ‫انتهت ال
حرب في عام ١٩٤٩. ‫في ١١ أيار/مايو، اعترفت الأمم المتحدة ‫رسميا بدولة إسرائيل. ‫كان شعور بالخلق. ‫كان شعور بالابتهاج! بالتاكيد! ‫الهدنة، الخطوط [الحدود] التي تم الاعتراف بها. ‫وكانت خطة الأمم المتحدة للتقسيم خصصت ٥٦٪ ‫من فلسطين إلى الدولة اليهودية. ‫ونتيجة للحرب، ‫فإن دولة إسرائيل تغطي الآن ٧٨٪ من الأراضي - ‫كل فلسطين، باستثناء منطقة حول الضفة الغربية ‫من نهر الأردن، بما في ذلك القدس الشرقية، ‫وشريط صغير من الأراضي حول مدينة غزة. ‫كان الإنجاز هائلا! صعب التصور! ‫يا له من بلد ضخم الذي حصلنا عليه،
أو فزنا به، ‫أو تم الاعتراف به! ‫و لكننا لم نكن سعداء جدا ‫لم نكن مغتبطين كثيراً ‫لأننا فقدنا كل هؤلاء الناس. أيضا، ‫أنا لا أتذكر ‫اننا كنا سعداء جدا، ولكن الإسرائيليين الذين لم يقاتلوا ‫هؤلاء الذين كانوا الآباء وجيل الآباء، ‫كانوا سعداء جدا. ‫لأن عائلاتهم كانت قد تأتي الآن و ‫سيكون هناك دولة، ولكن ‫الدولة ... ليست دائما بالشيء العظيم. ‫القتال من أجل دولة أفضل بكثير من أن يكون لديك دولة. ‫في البداية كنا سعداء جدا حول هذا الموضوع، ولكن ‫بعد وقت قصير، بدأنا نكون غير سعداء. ‫أين هم؟ ‫الفلسطينيون؟ ‫
هل سيعودون؟ أم لا يعودون؟ ‫ماذا سيحدث الان؟ ‫هنا لدينا هذان الأمران يتشابكان مع بعضهما البعض: ‫تحقيق حلم و ‫تدمير مجتمع. ‫وكان الشيء الأكثر فظاعة حول ذلك هو ‫انه عندما بدأت الحرب وطُرد العرب ‫من قراهم، لم يرفض اي كيبوتس (مجتمع تعاوني يهودي) ‫أخذ أرضهم. ‫و لا "كيبوتس" واحد. ‫كان الجميع سعداء جدا لسرقة أراضيهم. ‫يعني أكبر من مأساة ان أترك ‫بلدي , و ملكي, و أرضي, و بيتي ‫وأخرج منه مجرد لاجيء. ‫هذه هي أكبر مأساة! ‫تخيل نفسك، حيث كنت تعيش في منزلك، ‫فجأة تجد معك فقط قميص، لا شيء أكثر من ذلك. ‫أُنكر م
اضيك. ‫يقولون: "ليس هناك فلسطينيون. ‫لم يكن أحد يعيش هنا ". ‫لم تكن هناك خيارات كثيرة. ‫كان واضحاً انه إما نحن وإما هم. ‫لأنهم لو كانوا انتصروا, ماكنا هنا . ‫وأي انسحاب كان يمكن أن يكون نهاية إسرائيل. ‫كنا نعلم أنهم غدروا, لكننا تقبلنا ذلك ‫أنا لا أعرف إذا كان الجميع يعرف ذلك، لكن هذا ما شعرت به. ‫اللاجئون من حرب ١٩٤٨، وأحفادهم، ‫يعدّون الآن أكثر من خمسة ملايين. ‫وقد قضى الكثير منهم حياتهم كلها في نفس مخيمات اللاجئين ‫في قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا والأردن ولبنان. ‫وقد تم استبدال الخيام بمبان
ي أسمنتية، ‫ولكن الظروف المعيشية لم تشهد تحسنا يذكر. ‫وكان العديد من هذه المخيمات قد عانت ‫من الحرب على مدى العقود، ‫مما اجبر البعض ان يصبحوا لاجئين مرتين و ثلاث مرات. ‫وحتى الآن، لم يرى العديد من الفلسطينيين ‫منازلهم منذ عام ١٩٤٨. ‫ولكن بعضهم تمكن من العثور على طريق العودة، ‫ولو لبضع ساعات فقط. ‫وبعد ستة عقود من انتهاء الحرب، ‫أصبح حسن الزبيدي مواطنا أمريكيا ‫وسمح له بزيارة قريته كسائح. ‫وجد الأنقاض فقط، ‫ولكن آخرين وجدوا قراهم لا تزال قائمة. ‫و الله لو أنك ترى بلدتي. ‫أنا ذهبت و زرتها. والله ل
و رأيتها بلدي جنه! جنه! ‫يقطنها يهود أوروبيين نقاشين, يصنعون ‫تماثيل و اشياء من هذا القبيل. ‫ذهبت لأطل على داري التي كنت اسكنها ‫قالت: "ماذا تريد؟" ‫قلت لها: "هذه هي داري التي كنت أسكن". ‫قالت : "هذه ليست داري او دارك, ‫قالت: "هذه لمن يسكن ". ‫نجحت الحركة الصهيونية في تأسيس ‫دولة إسرائيل. ‫ولكن الحلم بتأسيس ملاذا آمنا للشعب اليهودي ‫لم يتحقق. ‫منذ نهاية حرب ١٩٤٨، ‫كبر الصراع الإسرائيلي / الفلسطيني ‫و أصبح أكثر تعقيدا واستعصاءاً. ‫و مازالت الآمال والمخاوف والمظالم ‫التي حركت الصراع في عام ١٩٤٨، ‫
محورية في الصراع اليوم. ‫الإسرائيليون يبنون المزيد والمزيد من المستوطنات ‫في الضفة الغربية المحتلة. ‫ويتواصل انعزال الفلسطينيون عن منازلهم ‫وأرزاقهم يسبب الاحتلال العسكري وهدم البيوت، ‫ونقاط التفتيش، وحظر التجول، وبناء جدار ‫يمتد إلى عمق الأراضي الفلسطينية. ‫ونتيجة لذلك، تسيطر إسرائيل الآن على جميع فلسطين التاريخية تقريبا. ‫وهنا يكمن السؤال. ‫هل كان تأسيس دولة إسرائيل ‫مهم جدا، ‫لدرجة أنه بغض النظر عن الثمن الذي كان على الفلسطينيين دفعه في المقابل، ‫كان يستحق ذلك؟ ‫أم أنه كان هنالك شيء خاطئ بشك
ل جوهري ‫في مشروع لا يمكن تحقيقه إلا ‫عن طريق تشريد مئات الآلاف من الناس؟ ‫ إذا كان تأسيس دولة إسرائيل ‫خطأ تاريخيا، فالسؤال الذي يطرح نفسه ‫كيف يمكن تصحيح هذا الخطأ؟

Comments

@hamidmohaddes2774

The irony of becoming what you once hated is real

@empirecases4128

I have watched several documentaries on this subject recently, and have been watching the events in Israel from various main stream media and citizen journalists points of view, but the question in my mind that keeps bothering me is how can a people who were persecuted by the Nazis not recognize the many atrocities and cruel treatment of the Palestinians resembles what some of them experienced. Hearing about the man and his baby being thrown in the oven was especially shockingly similar. The Palestinians have suffered for far too long.

@sihemsaibi6878

I have so much respect for Ilan Pappe because i am familiar with his work. This documentary shows that there are many jewish historians who are against zionism and are not afraid of saying that Israel is a terrorist state.

@samaamir7888

They sound proud of their crimes! Not even a word of regression. What a shame! I feel like im watching hell dwellers

@Theaxemandaily

The current Israel/Palestine conflict brought me here because the mainstream media fails (once again) to do their job properly. Thank you 🙏

@noirhorror197

I'm nearly 70 years old and I've studied WWII and the Bible before I was even 10 and this is the first time I'm hearing about this! It's unbelieveable that they would do to the Palistinians after what the Germans had done. It doesn't make fighting, hatred or pride right. I'm sorry when any people die for greed and this is what this is. Why would the Palistrinians have to leave their land and their homes? That's not right especially after the Jews had their homes and businesses taken away. I blames this on the UN. There was no reason that the Jews could not have assimilated and live peaceable with thier neighbors. They could have built homes, started businesses. There was nothing stopping them from doing that. Why did Palistine lose their country? So unfair!! I'm ashamed of humanity. I find this all so unbelievable. When the Bible prophesied about Israel becoming a nation again, I wonder if God knew they would act like this. Humanities history is really disturbing. OK, I'm done!!

@georgykoentges4071

Eye opening. An excellent documentary rich in original sources. Being able to directly hear from the perpetrators is particularly chilling, given the current context.

@user-dr2vg9vj2y

The Israeli army is refusing to open its archives about that period, even after the 50 year normal legal lapse. That must be a sign that these archives are not good to be seen by historians .

@shree203

As an Indian who got their Independence in 1947 among many other countries during the post WW2 period, it's crazy that how this tragedy is not spoken about much in the mainstream. While we got freedom another group of people lost everything. Feeling guilt for one religion doesn't give you the reason to excuse them to carry out the same atrocities that they have faced throughout the history. It's as if we learned nothing from the history. It's a shame to call ourself humans when such suffering takes place anywhere in the world. It feels as if the word human is a curse on us. Much love to the Palestinian people and Jewish people who're caught up in this tragedy.❤‍🩹

@stephenkeddy6849

The title should be “The Nakba, how to go from being ethnically cleansed to becoming the ethnically cleanser.”

@user-rh2jw8ir9f

Every American citizen must see this!

@karlcelt

1m35seconds .. " it's such a grave injustice " .... That sums it up ... fantastic documentary. Justice for Palestine 🇵🇸

@tonytooshort

1:08:15 the way this man smiles as he talks about murdering someone is so cold and nonchalant its eerie 🤦🏽‍♂️

@laurelia5727

Thanks you so much for this documentary. Whenever I'm tired of arguing, frustrated and sad to feel misunderstood (in behalf of the palestinian people) or just short on words, I recommend this movie. I hope many many people will watch it and get to the core of the conflict.

@user-dc4vz9sd3v

Please, add Polish subtitles! This documentary must be shared, especially with Polish citizens! Thank you for that shocking historical context of a conflict we are a witnesses until today... Peace and love for all of the people around the world. Hope the truth will be at least reviled to publicity one day.

@TheToowex

"Imagine yourself, if you are living in your home, suddenly you find yourself only with a shirt, nothing more. Your past is denied"

@briannec2016

1:04:15 I have had to pause this several times to gather myself after each shocking tragedy...but this moment...these 10 seconds...absolutely stunned me, ripped my heart out, gutted me, and left me speechless. That sweet, tiny little voice telling the story about how she sent these poor people to their life long prison...where "they are in Gaza until today"...This honestly made me so nauseous.

@1kenneth1985

in addition to this docu, there is also a 18min docu (here on YT) by the Balfour Project - called: "Britain in Palestine 1917-1948". Please search for it (links in comments often get removed, hence i won't include it). In the 18min video, the earlier history is outlined w/ more details&dynamics of the betrayal/conflicting promises at the base of this bloody and heart-breaking mess. - Thank you.

@ryodan7

This documentary was needed, at such a time were the media spreads lies from one side and not presents the Palestinians side, also to present interviews of people who "lived" what happened in 1948 from both sides. I hope this spreads and is pushed through the algorithms.

@samdeur

Amazing thank you so much for giving us such a powerful beautiful documentary I bet it took much effort and time.