How AI Could Empower Any Business | Andrew Ng | TED

المترجم: Imad Aldoj المدقّق: akram Abu-Farea عندما أفكر في انتشار الذكاء الاصطناعي، يجول في خاطري نهضة محو الأمية. قبل عدة قرون، الكثير من الناس في المجتمع كانت تعتقد أنه ربما ليس الجميع بحاجة لتعلم الكتابة والقراءة. في ذلك الوقت، معظم الناس كانت تعمل في عناية الحقول أو رعي الأغنام، لذا ربما لم يكن هناك حاجة ماسة للتواصل بشكل كتابي. وكل ما كانوا بحاجته هو أن يكون رؤساء الكهنة والكاهنات والرهبان قادرين على قراءة الإنجيل، والبقية منا يمكنهم فقط الذهاب للمعبد أو الكنيسة أو المكان المقدس والجلوس وال

استماع لما يقرأه رئيس الكهنة والكاهنات. لحسن الحظ، استنتجنا منذ ذلك الحين أنه يمكننا بناء مجتمع غني أكثر لو استطاع الكثير من الأشخاص القراءة والكتابة. اليوم، الذكاء الاصطناعي يقتصر على رؤساء الكهنة والكاهنات. هناك مهندسو ذكاء اصطناعي ماهرين ويعمل الكثير منهم في شركات التكنولوجيا الكبرى. ومعظم الناس يقتصر وصولهم للذكاء الاصطناعي على ما قام هؤلاء ببناءه لهم. أعتقد أن بإمكاننا بناء مجتمع أغنى إذا قمنا بفتح المجال للجميع ليساعدنا في كتابة المستقبل. لكن لماذا يتركز الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في شركات

التكنولوجيا الكبرى؟ لأن العديد من مشاريع الذكاء الاصطناعي هذه كانت تكلفتها عالية. ربما تتطلب العشرات من المهندسين المحترفين، وقد تكلف الملايين أوعشرات ملايين الدولارات لبناء نظام ذكاء اصطناعي. وشركات التقنية العملاقة، خاصة تلك اللي لديها مئات الملايين أو حتى مليارات المستخدمين، كانت أفضل من أي أحد في اتخاذ قرارات تجعل استثماراتهم تنجح لأنه بالنسبة لهم فنظام ذكاء اصطناعي يناسب الجميع كالذي يحسن البحث على الانترنت أو الذي يقوم بترشيح منتجات أفضل في التسوق الالكتروني، يمكن تطبيقها على تلك الأعداد

الضخمة من المستخدمين لتوليد قدر هائل من الأرباح. لكن طريقة الذكاء الاصطناعي هذه لا تنجح عندما تخرج من مجالات التقنية والانترنت للمجالات الأخرى حيث في الأغلب يكاد لا يوجد أي مشاريع تطبق على مئة مليون شخص أو تولد عائدات اقتصادية مماثلة. دعوني أضرب لكم مثالًا. خلال عطل نهاية الأسبوع، أقود السيارة لبضع دقائق من منزلي إلى متجر بيتزا محلي لأشتري شريحة من البيتزا الهاواي من السيد المالك لهذا المتجر. وهذه البيتزا رائعة، لكن لديه دائمًا الكثير من البيتزا الباردة المتبقية، وكل عطلة نهاية أسبوع ينفذ نوع م

ختلف من البيتزا. لكن عندما تابعت كيف يقوم بإدارة متجره، تحمست، لأنه من خلال بيع البيتزا، فهو يقوم بتوليد بيانات. ويمكنه الاستفادة من هذه البيانات لو كان لديه القدرة على استخدام الذكاء اصطناعي. أنظمة الذكاء الاصطناعي جيدة في رصد الأنماط عندما تزود بالبيانات المناسبة وربما يستطيع الذكاء الاصطناعي ملاحظة أن البيتزا الشرق أوسطية تحقق مبيعات جيدة في مساء الجمعة، ربما يقترح على المالك أنه بحاجة لصنع المزيد عند ظهر الجمعة. الآن، ربما تقولون “حسنًا، اندرو، هذه مجرد متجر بيتزا صغير، لماذا كل هذه الضجة؟”

وسأرد بالقول، بأنه بالنسبة لمالك هذا المتجر فأي أمر يساعده في زيادة عائداته ولو بضع آلاف دولار في السنة فسيكون أمرًا مهمًا بالنسبة له. أعلم أن هناك اعتقاد سائد بأن الذكاء الاصطناعي يحتاج لكمية بيانات ضخمة، بالفعل كلما زادت البيانات فهو أفضل. لكن على عكس ما يروج له، غالبًا ما يعمل الذكاء الاصطناعي بشكل جيد حتى عند استخدام كميات متواضعة من البيانات، كالبيانات التي ينتجها متجر صغير للبيتزا. لذا فالمشكلة في الحقيقة ليس أنه لا يوجد بيانات كافية من متجر البيتزا. المشكلة الحقيقية هي أن متجر البيتزا ال

صغير لا يمكن أبدا خدمة عدد كاف من العملاء لتبرير تكلفة تعيين فريق ذكاء اصطناعي. أعلم أنه في الولايات المتحدة الأمريكية، يوجد حوالي نصف مليون مطعم مستقل. تخدم معًا ما يصل لعشرات ملايين الزبائن. لكن كل مطعم مختلف ولديه لائحة الطعام خاصة، زبائن مختلفة، طرق مختلفة لتسجيل المبيعات، لا يوجد نظام ذكاء اصطناعي موحد يعمل لدى جميعهم. ماذا ستكون عليه الحال لو استطعنا تمكين الشركات الصغيرة وخاصة الشركات المحلية من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي؟ دعنا نلقي نظرة على ما قد يبدو عليه ذلك في شركة تقوم بصناعة وبيع

القمصان. أود لو أن محاسبًا يعمل في شركة قمصان يمكنه استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطلب. كإيجاد الميمز المضحكة التي ستزيد المبيعات وطباعتها على القمصان، من خلال تحليل ما هو رائج على وسائل التواصل الاجتماعي. أو بالنسبة لتنسيق المنتجات، لما لا يقوم مدير واجهة المتجر بالتقاط صورة لشكل المتجر ويريها للذكاء الاصطناعي ليقوم الذكاء الاصطناعي بترشيح أماكن وضع المنتجات لتحسين المبيعات؟ سلسلة التوريد. هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يوصي المشتري بأن يدفع أو لا 20 دولار مقابل متر قماش حاليًا، أو ينصحهم ب

الاستمرار بالبحث لأنه يمكنهم إيجاد سعر أرخص في مكان آخر؟ أو مراقبة الجودة. يجب أن يتمكن مراقب الجودة من الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لفحص صور القماش المستخدم في صناعة القمصان تلقائيًا للتأكد من عدم وجود تمزق أو عيوب في القماش. اليوم تقوم شركات التقنية الكبرى باستخدام الذكاء الاصطناعي لحل مشاكل مشابهة وتحقق نتائج رائعة. لكن شركة عادية للقمصان أو مختص صيانة سيارات تقليدي أو متجر أو مدرسة أو مزرعة محلية لا يستخدم الذكاء الاصطناعي في أي من هذه التطبيقات اليوم. كل منتج للقمصان مختلف بشكل كافٍ عن غيره

من المنتجين لا يوجد هناك نموذج موحد للذكاء الاصطناعي يناسبهم جميعًا. في الحقيقة، عندما تنظر خارج قطاعات التقنية والانترنت على المجالات الأخرى، حتى الشركات الكبيرة كشركات الأدوية، مصنعي السيارات، المستشفيات، جميعهم يواجه صعوبة في الأمر. هذه هي مشكلة الذيل الطويل في الذكاء الاصطناعي. إذا قمنا بجمع كامل مشاريع الذكاء الاصطناعي الحالية والمتوقعة وترتيبها تنازليًا بحسب القيمة العائدة منها وعمل رسم بياني، سنحصل على رسم بياني بهذا الشكل. أكثر نظام ذكاء اصطناعي قيمة ربما هو نظام تحديد الإعلانات التي تعر

ض على الأشخاص على الانترنت. يليه ثانيًا من حيث القيمة محرك بحث الانترنت، وثالثهم قيمة ربما نظام اقتراح منتجات في التسوق على الانترنت. لكن عندما تصل إلى يمين هذا المنحنى، عندها تجد مشاريع مثل وضع المنتجات على القمصان أو التنبؤ بالطلب على القمصان أو التنبؤ بالطلب على متجر البيتزا. وكل منها مشروع فريد بحاجة للتطوير بشكل خاص. حتى التنبؤ بالطلب على القمصان، إذا كان يعتمد على الميمز الرائجة على وسائل التواصل الاجتماعية سيكون مشروعًا مختلفًا جدًا عن التنبؤ بالطلب لمتجر بيتزا، إذا كان سيعتمد على بيانات

المبيعات في متجر البيتزا. هنالك اليوم ملايين المشاريع تتموضع على ذيل هذا التصنيف ولا أحد يعمل عليها، مع أن قيمتها الإجمالية ضخمة. كيف يمكننا إذًا تمكين الأفراد والأعمال التجارية صغيرة من بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يحتاجونها؟ خلال معظم العقود القليلة الماضية، إذا أردت بناء نظام ذكاء اصطناعي، هذا ما كان عليك القيام به. يجب عليك كتابة صفحات وصفحات من التعليمات البرمجية. ومع أنني أود لو أن الجميع تعلم البرمجة، وفي الحقيقة، فالتعليم عبر الإنترنت وعلى أرض الواقع يساعدون الناس أكثر من أي وقت مضى

في تعلم البرمجة، لكن لسوء الحظ، ليس لدى الجميع الوقت الكافي لهذا. لكن هناك طريقة جديدة ناشئة لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي والتي ستمكن أناسًا أكثر من المشاركة. تمامًا كما كان للورقة والقلم، وهي تقنية متقدمة كثيرًا على الكتابة بالحجارة والإزميل، دور فعال في محو الأمية بشكل واسع، هناك منصات جديدة ناشئة لتطوير الذكاء الاصطناعي التي تحول التركيز من مطالبتك بكتابة الكثير من التعليمات البرمجية إلى مطالبتك بالتركيز فقط على تقديم البيانات. واتضح أن هذا القيام بهذا أكثر سهولة للكثير من الناس. هنالك اليوم

عدة شركات تعمل على منصات كهذه. دعوني أوضح لكم بعض الأفكار التي تستخدم إحدى المنصات التي يقوم فريقي ببنائها. لنأخذ مراقب الجودة على سبيل المثال يريد مساعدة الذكاء الاصطناعي في اكتشاف العيوب في الأقمشة. يمكن لمراقب الجودة التقاط صور للقماش وتحميلها إلى منصة مثل هذه، ويتم استخدامها لتبين للذكاء الاصطناعي كيف تبدو العيوب في الأقمشة من خلال رسم مربعات لتحديدها. كما يمكن استخدامها لتبين للذكاء الاصطناعي ما يبدو عليه تغيير اللون الأقمشة من خلال رسم مربعات لتحديدها. وهذه الصور، مع المربعات الخضراء والز

هرية التي رسمها مراقب الجودة، هي بيانات قام إنشائها المراقب لتبين للذكاء الاصطناعي كيف يمكنه اكتشاف التمزقات وتغيير الألوان. وبعد أن يدرس الذكاء الاصطناعي هذه البيانات، قد نجد أنها كانت كافية لاكتشاف التمزقات، لكنها ليست كافية بعد لتمييز تغيير الألوان. هذا يشابه مراقب جودة مبتدئ تعلم اكتشاف التمزقات بدقة، ولكن لا يزال بحاجة إلى تدريب بخصوص تغير الألوان. لذا سيقوم مراقب الجودة بالرجوع والتقاط المزيد من الصور لحالات تغير الألوان ليريها للذكاء الاصطناعي، لتساعد أكثر في فهمها. من خلال تغيير البيانا

ت التي تقدمها للذكاء الاصطناعي، يمكنك جعل الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً. يمكن لمراقب جودة يستخدم منصة سهلة مثل هذه خلال بضع ساعات أو أيام، بالإضافة لشراء عدة تصوير مناسبة، أن يقوم ببناء نظام ذكاء اصطناعي مخصص لاكتشاف العيوب، التمزق وتغيير اللون في جميع الأقمشة المستخدمة لصناعة القمصان في كامل المصنع. مجددًا ربما يقول البعض: “حسنًا أندرو، هذا مصنع واحد. ما المهم في الموضوع؟” وسأرد عليكم بما يلي، هذه مسألة هامة لمراقب الجودة من شأنها أن تسهل حياته وبالوقت ذاته، هذا النوع من التقنية يتيح لخباز استخد

ام الذكاء الاصطناعي للتأكد من جودة الكعك الذي ينتجه، أو مزارع عضوي أن يتاكد من جودة الخضراوات، أو لصانع الأثاث أن يتأكد من جودة الخشب الذي يستخدمه. على الأغلب فإن منصات مثل هذه ما زالت بحاجة لبضع سنوات أخرى قبل أن تكون سهلة كفاية ليستخدمها كل صاحب متجر بيتزا. لكن العديد من هذه المنصات قادمة قريبًا وبعضها سيكون مفيدًا جدًا لشخص خبير في التكنولوجيا اليوم، بقليل من التدريب فقط. لكن ما يعنيه هذا، أن بدلًا من الاعتماد على القلة المختصة لكتابة أنظمة ذكاء اصطناعي للآخرين، يمكننا البدأ بتمكين كل محاسب،

وكل مدير متجر وكل بائع وكل مراقب جودة لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي خاصة بهم. آمل أن صاحب متجر البيتزا وغيره من أصحاب المشاريع التجارية الصغيرة سيستغلون هذه التقنية لأن الذكاء الاصطناعي يصنع ثروة هائلة وسيستمر بصنعها. فقط من خلال إضفاء الطابع الديمقراطي على إتاحة الذكاء الاصطناعي يمكننا أن نتأكد أن هذه الثروة ستتوزع على كامل المجتمع. منذ مئات السنين، أعتقد أنه لا أحد كان يدرك حجم التأثير الذي سيحققه انتشار محو الأمية. وكذلك اليوم، أعتقد أنه لا أحد يدرك بالفعل حجم التأثير الذي سيحققه إتاحة الوصول الد

يمقراطي للذكاء الاصطناعي. بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي ما يزال صعب المنال بالنسبة لمعظم الناس، لكن ليس بحاجة أن يكون كذلك. في العصر القادم للذكاء الاصطناعي، سنقوم بتمكين الجميع من بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي لأنفسهم، وأعتقد بأن هذا سيكون مستقبلًا شيقًا بشكل رائع. شكرًا جزيلًا لكم. (تصفيق)